غادة زين العابدين
غادة زين العابدين


عاجل جداً

تهديد بالخلع!

غادة زين العابدين

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2022 - 07:13 م

لم يخطئ د.حمدى السيد، ولم يبالغ، حينما نصح إحدى الزوجات التى رفض زوجها الإقلاع على التدخين رغم خطورته عليها وعلى أبنائه، قائلا لها: هدديه يا بنتى بالخلع، لأنه يرتكب جريمة مع سبق الإصرار، فى حق نفسه، وحقك، وحق أبنائه.

وصفق جميع الحاضرين إعجابا بجرأة الرجل وحكمته وروحه المرحة، التى لم تتأثر بسنوات العمر.

هذا الموقف شهدته منذ أيام دار الحكمة، أو نقابة الأطباء، التى تربع د.حمدى السيد على كرسى نقيبها لمدة٢٣عاما، ثم دخلها أخيرا منذ أيام لحضور الاجتماع التأسيسى للاتحاد العربى لمكافحة التبغ، بدعوة تحمل كثيرا من الوفاء والذكاء من رئيس الاتحاد، د.وائل صفوت، تقديرا لكل إنجازات «السيد» فى إصدار قوانين مكافحة التدخين طوال سنوات عمله كنقيب أطباء، وكرئيس للجنة الصحة بالبرلمان.

نعود للاتحاد العربى لمكافحة التبغ، الذى تم إطلاقه منذ أيام، بحضور مشرف من جمعيات عربية من السودان والاردن وتونس والكويت وغيرها، كأول خطوة عربية مشتركة لمواجهة مخاطر التدخين.

وقد شهد الاجتماع التأسيسى اتفاقا مشتركا من جميع الحاضرين بخطورة المشكلة، وحالة قلق عامة على شبابنا العربى دون تفرقة.

وهذا الاتفاق والوعى يجعلنى أتفاءل بنجاح هذا الاتحاد فى وضع حلول إيجابية بعيدا عن الشعارات والتنظير، كما أتفاءل أيضا بتولى د.وائل صفوت رئاسة هذا الاتحاد، وهو الناشط المعروف فى هذا المجال، ورئيس مؤسسة صحة مصر، وصاحب الجهود الكبيرة والمواقف الجريئة فى مواجهة شركات التبغ.

ومن بين الأرقام المفزعة التى تم إعلانها فى هذه الاجتماع، أن ٨٠٪ من ضحايا التدخين، من أبناء الدول النامية، بينما أصحاب الشركات المنتجة لهذه السموم ينتمون للدول الغنية، وهى حقيقة تجعلنا ندرك كيف تتلاعب شركات التبغ بشبابنا، لتوقع بهم فى فخ التدخين، وتصدّر لهم سموما تستنزف صحتهم وأموالهم.
أما التدخين الالكترونى فهو فخ أكبر، صنعته شركات أكثر خبثا، بحجة أنه بديل آمن للتدخين، رغم أنه فى الحقيقة،»سم قاتل».

وكما يقول د.وائل صفوت فإن مكافحة التبغ قضية أمن قومى عربي، فالتدخين يقتل يوميا٢١٦٠٠ شخص على مستوى العالم، معظمهم من الدول النامية، وشركات التبغ تنشر منتجاتها الجديدة بكل الوسائل بحجة انها أقل ضررا، والحقيقة أن كل منتجات التبغ ضارة وسامة. فطبقا للدكتور جمال عميرة وكيل نقابة الأطباء، فإن المركبات الضارة التى يستنشقها المدخن، مثل الزئبق والقار والكاديميوم وغيرها، تتخلل الأوعية الدموية وتؤثر على الجهاز التنفسى والعصبى والدورى، وتسبب العديد من الأمراض مثل سرطان الرئة، السدة الرئوية، أمراض القلب.

والدراسات العلمية تؤكد أيضا كل هذه المخاطر، ومنها مثلا دراسة حديثة بجامعة كاليفورنيا عن التدخين الالكترونى، أكدت أن استخدام السجائر الإلكترونية يزيد معدل المواد المؤكسدة بالجسم، والذى يمكن أن يؤدى إلى تلف الحمض النووي، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والرئة والأمعاء وحتى المخ.
قد يقول البعض إن شركات التبغ، تدفع ضرائب ضخمة، لكن الحقيقة أن هذه الضرائب تنفق الحكومات أضعافها على علاج المواطنين من آثار التدخين، ويكفى أن سرطان الرئة أصبح من أكثر أنواع السرطان انتشارا وأكدت جميع الدراسات ارتباطه المباشر بالتدخين.

وأخيرا، يوجه حكيمنا الكبير د.حمدى السيد رسالة لمن يظنون إن التدخين ليس حراما، وإنما مكروه فقط، فيقول: «علبة السجاير تضم٢٠ مكروها، طب لما ترتكب يوميا٢٠ مكروها، يبقى حلال ولا حرااااام ؟».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة