محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب


كل سبت

صحوة أوروبية من باريس

محمد عبدالوهاب

الجمعة، 02 ديسمبر 2022 - 07:16 م

العلاقات الاوروبية الامريكية تعود من جديد الى المرحلة الرمادية وهى تلك الصورة التى تكشف عن حالة عدم الرضا من جانب القارة العجوز عن سياسات واشنطن تجاهها بعد عقود طويلة من الاتحاد الذى يصل الى درجة التوحد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية واليوم توجد  شروخ فى علاقات واشنطن واوربا وقد تزايدت مع وصول الرئيس ترامب الى الحكم قبل ست سنوات وظهرت الخلافات مرة اخرى مع الحرب الروسية على اوكرانيا فبعد عشرة أشهر من الحرب الروسية  الأوكرانية الأوروبيون غاضبون مما تحملوه من تكاليف بسبب الصراع الامريكى الروسى والامريكى الصينى وصارت أوروبا غيرقادرة على الصمود فى أزمة الطاقة المستمرة والتضخم فى الاقتصادات الأوروبية والنتيجة الحتمية صعود موجات اليمين السياسى المتطرف ووصل الأمر الى مظاهرات فى ألمانيا تطالب بطرد الامريكيين خارج القارة الاوروبية.

كان الأوروبيون غاضبون من تدخلات الرئيس السابق ترمب ومطالباته التى لا تنقطع لدول الناتو بزيادة مساهماتها فى تمويل الحلف الأمر الذى وضع أعباء على تلك الدول تنتقص من قدراتها على التنمية واليوم يكرر الرئيس بايدن الامر نفسه ويرهقهم بدعم ما تسمى الإعانات البيئية وزيادة مساهمات اوروبا فى العمليات العسكرية للناتو.

الرئيس الفرنسى ماكرون تساءل قبل شهر عن شكل هذا التحالف الامريكى الأوروبى وكيف له أن يستقيم حال تسعير النفط والغاز بسبب الازمة الازكرانية وحذر ماكرون الاسبوع الماضى فى مستهل زيارته لواشنطن من خطر أن تذهب أوروبا عموماً وفرنسا تحديداً ضحية للتنافس التجارى بين واشنطن وبكين أكبر قوتين اقتصاديتين فى العالم.

وفى خطاب ألقاه فى السفارة الفرنسية بواشنطن أمام الجالية الفرنسية اعتبر ماكرون أن الخطر يكمن فى أن امريكا فى مواجهة تحديات العصر تنظر أولاً إلى نفسها وهذا أمر طبيعى  ثم تنظر إلى التنافس مع الصين وبطريقة ما تصبح أوروبا وفرنسا أشبه بعامل متغير.

الخلافات الاوروبية الامريكية تتسع وامريكا ترى ان الصراع مع الصين وروسيا صراع وجود لا صراع زعامة فحسب واوربا من يدفع الفاتورة لذلك هناك بداية تمرد وصحوة اوروبية ربما تبدأ من باريس وربما تعيد تشكيل ليس العلاقات الاوروبية الامريكية فحسب بل والعلاقات الدولية.
وللحديث بقية

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة