قاسم أمين وغلاف كتابه الأول «تحرير المرأة»
قاسم أمين وغلاف كتابه الأول «تحرير المرأة»


كنوز| 159 شمعة لميلاد رائد حركة تحرير المرأة المصرية

عاطف النمر

الأربعاء، 07 ديسمبر 2022 - 05:53 م

جاء إلى الدنيا رائد حركة تحرير المرأة قاسم أمين، المختلف عليه بين المؤيدين والمعارضين لما طرحه من أفكار تحررية في الأول من ديسمبر 1863، وصفحة «كنوز» تضئ له اليوم الشمعة 159 تقديراً لما قدمه من نضال سياسي ونضال في سبيل تغيير الأفكار تجاه حقوق نصف المجتمع. 

ولد قاسم أمين في بلدة طرّة من أب تركى شغل مناصب حكومية في الإمبراطورية العثمانية، ثم جاء لمصر فى عهد الخديو إسماعيل وتزوج من مصرية من الصعيد أنجب منها أولاداً كان أكبرهم قاسم الذى تلقى تعليمه الابتدائي فى مدرسة طارق بن زياد التى تضم أبناء الطبقة الارستقراطية، وانتقل مع أسرته إلى حى الحلمية الارستقراطى بالقاهرة، ثم التحق بمدرسة الحقوق بعد حصوله على البكالوريا، عمل بعد تخرجه بالمحاماة ثم سافر إلى جامعة مونبيليه بفرنسا فى بعثة دراسية، وهناك اعتنق أفكار المجدد جمال الدين الأفغانى، وكان المترجم الخاص للإمام محمد عبده فى باريس..

كان يرى أن تربية النساء هى الأساس الذى يؤدى لإقامة المجتمع المصرى الصالح وتخريج أجيال صالحة من البنين والبنات، فعمل على تحرير المرأة، وذاعت شهرته وتلقى بالمقابل هجوماً كبيراً فاتهمه مهاجموه بالدعوة للانحلال رغم أنه كان قاضياً وكاتباً وأديباً ومصلحاً اجتماعياً مرموقاً، واشتهر بدفاعه عن الحرية الاجتماعية وتحقيق العدالة، وأسهم فى تأسيس الجامعة المصرية الأهلية وظل يعمل فى اللجنة المؤسسة لها إلى أن تولى رئاستها بعد تعيين صديقه سعد باشا زغلول وزيرًا للمعارف. 

صدر له فى عام 1899 كتابه الأول بعنوان «تحرير المرأة» الذى أثار ضجةً كبيرةً وقت ظهوره بين المثقفين وعَامَّة الناس، لأنه تناول فيه حقوق المرأة بصورة غير مألوفة عن الأفكار السائدة فى ذلك الوقت، وحاول فى هذا الكتاب أن يلفت النظر إلى الأوضاع الاجتماعية والسياسية والثقافية التى جعلت المرأة المصرية تعانى قهرًا اجتماعيًّا نابعًا من العادات والتقاليد الموروثة والفهم الخاطئ للموروث الدينى والقواعد الأخلاقية السليمة، وتطرق للأوضاع التى فرضت قيودًا على حركة المرأة داخل مجتمعها، ومنعتها من تأدية دورها النهضوى فى بناء الأمة. 

صدر له فى عام 1900 كتاب «المرأة الجديدة» التى لعبت دورًا اجتماعيًّا وثقافيًّا بعد أن كانت مهمشة فى عصور ما قبل التنوير فى الغرب، وأكد أن الرؤية الاجتماعية السائدة عن المرأة فى عصره داخل مصر تتعارض مع الفطرة الإنسانية التى فطر الله الناس عليها رجالًا كانوا أو نساءً، وتتعارض مع الفهم الصحيح للدين الإسلامى الذى كفل للمرأة حق التصرف فى أملاكها، وحق التعلم وحرية العمل والمشاركة النهضوية فى البناء الحضارى، وأكد أن الفهم المنغلق لدور المرأة يرجع إلى الجهل والاستبداد بالدين والتقاليد المنافية لفطرة الإنسان.

عاد عام 1901 ليصدر كتابه الثالث «حقوق النساء فى الإسلام» ليبين وضع المرأة الشرقية، وضرورة تحريرها من القيود الرجعية التى لا تقوم على أساسٍ دينيٍّ صحيح، وتقوم على مواقفَ متزمتةٍ شديدةِ الغُلوِّ مَنعَت المرأةَ حقَّها فى الخروج للعمل، والتصرُّف فى أموالها، واختيار مَن تريد زوجًا لها، وأشار إلى أن بعض العلماء تَشدَّدوا فى شروط الحجاب حين قالوا إنه لا بد أن يُغطِّى سائر البدن، وألزمها آخرون بأن لا تغادر بيتها أبدًا إلا لضرورة، وعرض الأدلة الفقهية المُناوِئة لهذه الشروط، مُشدِّدًا على أنه لا يُنكِر فرضيةَ الحجاب، بل يُنكِر الغُلوَّ فى هيئته التى تَحُول بين المرأة والكثير من حقوقها، وهو الرأى الذى اعتبره البعض انحلالًا..

تعرض قاسم أمين للكثير من المضايقات التى كانت تشن عليه ولا تحترم الاختلاف فى الرؤى، وتحريض العامة على التظاهر أمام بيته، لكنه ظل يقاوم بدعم من صديقه سعد باشا زغلول إيمانا منه بأن أفكاره لتحرير المرأة سوف تتحقق فى يوم من الأيام، وظل على ذلك حتى فارق الحياة فى 23 أبريل 1908 فى عز شبابه عن عمر يناهز الخامسة والأربعين، وقد رثاه عدد من كبار الشعراء فى مقدمتهم حافظ إبراهيم وخليل مطران وعلى الجارم، وبكاه الزعيم سعد باشا زغلول الذى واصل بعد وفاة قاسم أمين فى الدفاع عن حقوق المرأة المشروعة.

من صفحة «المعرفة» 

إقرأ أيضاً | حملة فلسطينية تدق ناقوس الخطر حول العنف ضد المرأة

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة