جلال عارف
جلال عارف


جلال عارف يكتب: أمريكا وأفريقيا والشراكة المطلوبة

جلال عارف

الإثنين، 12 ديسمبر 2022 - 04:55 م

اليوم تستضيف واشنطون القمة الافريقية الأمريكية الثانية بحضور معظم زعماء القارة السمراء. القمة الحالية تأتى بعد ثمانى سنوات من انعقاد القمة الأولى.  فى هذه السنوات انشغلت فيها أمريكا بسياسة «أمريكا أولا»، على حساب الكثير من علاقاتها الدولية، بينما كان العالم يشهد تغيرات عميقة فى العلاقات بين القوى الكبرى.

وكانت افريقيا بالذات مسرحا لسباق بين هذه القوى توسع خلاله التواجد الاقتصادى الصيني، والتواجد العسكرى الروسي، واستمر التعاون مع أوروبا «وخاصة فرنسا»، من جانب دول القارة السمراء التى تواجه مع قضايا التنمية مخاطر الإرهاب الذى اتخذ من الصحراء الافريقية موطنا له يهدد منها أمن واستقرار افريقيا.

تعود الآن الولايات المتحدة إلى القارة السمراء فى ظروف دولية فى غاية التعقيد حيث تقود أمريكا تحالف الغرب فى الحرب ضد روسيا على أرض أوكرانيا، وحيث أجواء الحرب الباردة تسيطر على العالم، والمنافسة «أو الصراع»، يحتدم بين أمريكا والصين، والأزمة الاقتصادية تضرب الجميع، والسباق المحموم بين القوى الكبرى يحتدم فى افريقيا التى تملك ٩٠٪ من الاحتياطى العالمى من المواد الخام و٤٠٪ من احتياطى الذهب و٦٠٪ من احتياطى الكوبالت، والقادرة - بأرضها الزراعية- على إطعام العالم!

تعود أمريكا للقارة السمراء مع اطلاق استراتيجية جديدة منذ شهور للتحرك فى افريقيا جنوب الصحراء حيث تزداد مخاطر الإرهاب. وتحاول استعادة مكانتها كشريك أساسى فى التجارة والاستثمار والأمن فى مواجهة النفوذ الاقتصادى الصينى الواسع، والتواجد الروسى العسكرى والسياسى. تقول واشنطون ان سياستها الجديدة تعتمد على الشراكة وتلبية الاحتياجات الاقتصادية والأمنية لدول افريقيا وليس إملاء سياسات أو فرض ما يخدم مصالحها فقط.

سيكون جيدا أن يترجم ذلك إلى واقع يخدم المصالح المشتركة. فافريقيا لا تريد أن تكون ساحة لصراع القوى الكبري، ولا أن تدفع فواتير معارك الأقوياء فى حروب جديدة. باردة أو مشتعلة!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة