محمود سالم
محمود سالم


محمود سالم يكتب: رحلة إلى المجهول

أخبار اليوم

الجمعة، 16 ديسمبر 2022 - 05:40 م

يبقى من الصعوبة التنبؤ بشكل وطبيعة مستقبل سوريا، وهو أمر ليس من السهل على أى متخصص أو متابع أن يستشرف آفاق المستقبل فى ظل واقع شديد التعقيد يختلط فيه الدولى بالإقليمى بالمحلى والعسكرى بالسياسى مع الدينى والقومى بالطائفى، إلا أن سوريا الغد لن تكون سوريا الأمس ولن تشبه بأى حال من الأحوال سوريا قبل الحرب  ولا بعدها بسبب ما وصلت إليه من الضعف والوهن ومستقبل ومصير اللاجئين والنازحين وما صاحب تلك المشكلة من تغييرات ديموغرافية خطيرة لتصبح رهينة تجاذبات كثيرة فى ظل بقاء حدودها مختطفة من بعض القوى الإقليمية والدولية وقوى داخلية وبعض التنظيمات الإرهابية. 

هكذا انتهى الزميل سعيد محمد أحمد فى كتابه « يوميات مراسل صحفى « حول النفوذ والصراع فى سوريا، وهو كتاب ممتلئ بالمعلومات التاريخية الدقيقة والأسرار، وقد سجل من خلاله رحلة إلى المجهول لم يخطط لها لكنها جاءت كما الأقدار، فى رحلتين إلى سوريا كمراسل لوكالة أنباء الشرق الأوسط تخللتهما مراحل من حياته وبفارق زمنى بينهما تجاوز السنوات السبع فى الفترة من يونيو 1996 حتى ديسمبر 1999 والفترة من يناير 2007 حتى 30 يونيو 2011، وهى فترات اختلفت فيها الأمور والأشياء المتعلقة بهما على كافة المستويات ما بين صعود وهبوط فى مؤشراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والعقائدية والأخلاقية، على خلاف ما شاهده الجميع وشهد عليه العالم والمجتمع الدولى، وبما يشكل خطيئة كبرى على جبين العالم بالسماح بتدمير دولة ووطن وشعب تحمل فيها النظام منذ بدايات الأزمة الجزء الأكبر من المسئولية وهو ما أعلنه الرئيس بشار الأسد إبان تدهور وتضخم الأوضاع.

لقد بات واضحا فى سوريا بالأمس واليوم، أنها أمام « مجهول « غامض بعد أن طحنتها الحرب الكونية على أراضيها من قوى وإقليمية تريد فرض مخطط التقسيم للمنطقة عبر محاولاتها لإسقاط سوريا الدولة عبر إطالة أزمتها المستمرة على مدى 11 سنة متصلة وحتى الآن، ولا زالت تدور فى فلكها ما بين صراعها الدامى فى محاربة كافة التنظيمات الإرهابية من جماعات القاعدة وداعش والنصرة وما خرج من رحمها من مسميات لعدد من العصابات والذئاب . وتتضح الصورة كاملة فى مدى بشاعتها كاشفة عن حجم المؤامرة التى أحاطت بها ليس فى تدمير سوريا فقط بل وفى تدمير كل دول المنطقة. 

وبعد .. المساحة لا تسمح بطرح كل ما سرده الكاتب  ــ وهو بالمناسبة شقيق نقيب الصحفيين الراحل مكرم محمد أحمد ــ فى رحلته لكن القارئ سوف يلتهم صفحات كتابه للتعرف على أسرار ربما لا يعلمها وقصص مثيرة للصراعات والحرب الأهلية فى سوريا تلك الدولة العربية التى تكالبت عليها كل قوى الشر من تجار الدين بتمويل من الأبالسة وأجهزة المخابرات المشبوهة .. منهم لله ! 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة