اليوم الدولى للمتطوعين
اليوم الدولى للمتطوعين


«التطوُّع».. فضيلة إنسانية

آخر ساعة

السبت، 17 ديسمبر 2022 - 02:12 م

أعد الملف: آية فؤاد - إيمان طعيمة

يحتفل العالم بيوم التطوع أو اليوم الدولى للمتطوعين فى شهر ديسمبر من كل عام، وهو اليوم الذى حددته الأمم المتحدة منذ عام 1985، ويحتفل به فى غالبية بلدان العالم، بهدف توجيه الشكر للمتطوعين على مجهوداتهم الإنسانية، وزيادة وعى المواطنين حول مساهمتهم فى المجتمع. وينظَم هذا الحدث من قبل المنظمات غير الحكومية ومن بينها الهلال الأحمر والكشافة وغيرهما، لإبراز الدور المهم الذى يقوم به المتطوعون وإلقاء الضوء على التطوع باعتباره صورة نقية للأعمال الإنسانية والخدمية.
وبهذه المناسبة تناولت «آخرساعة» فى هذا الملف عدة محاور توضح أهمية التطوع فى النهوض بالمجتمع ومساندته، وكذلك التحدث عن برامجه، وأبرز الجهات التى تعمل به، والقوانين التى تحكمه، وكيفية تطويعها بشكل يخدم الوطن.

يعملون فى إطار استراتيجية وطنية .. عندنا مليون متطوع

يـعـــــد التطـــــوع أحـــــــد مـــلامــــح المجتمعات المتطورة، التى تعلى من شأن الفرد فى المجتمع وتعمل على إبراز دوره لخدمة الوطن، مثلما هو الحال فى مصر التى يوجد بها نحو مليون متطوع، وقد أطلقت وزارة التضامن الاجتماعى «الاستراتيجية الوطنية للتطوع»، التى تستهدف تأطير سياسات العمل التطوعى من خلال إتاحة حوار مجتمعى يضم كافة المهتمين فى المجتمع عبر عقد ورش عمل، وحلقات نقاشية للتوصل إلى إعداد دراسة شاملة حول مستقبل العمل التطوعى فى مصر.

الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى، شاركت فى إطلاق هذه الاستراتيجية لدعم العمل التطـوعى لجامعة الدول العربية والإطلاق الإقليمى لتقرير حالة التطوع فى العالم لبرنامج الأمم المتحدة للمتطوعين 2022، وأشارت إلى أنه تم العمل على إعداد أول قاعدة بيانات موحدة عن التطوع فى مصر، وفتح قنوات متنوعة لتعبئة المتطوعين والتواصل معهم وتعزيز قــــدراتهم للمـشـــاركـــة والاستجـابـــة لتحديات مصر التنموية.
وأشارت إلى أن مصر أصبحت دولة سبّاقة فى تكريس مفاهيم التطوع وأعمال البر والتبرع بالمال والجهد وخدمة المجتمع والعمل العام، فقد استحقت مصر بجدارة أن تكون فجرًا للضمير الإنساني، إذ تقدم مصر نموذجاً فريداً فى التطوع والعمل الخيري. لافتة إلى أن مصر لديها أكثر من مليون متطوع منهم 230 ألفًا من الشباب بالمنظمات الأهلية، وصندوق مكافحة الإدمان، وجمعية الهلال الأحمر المصري، وحوالى نصف مليون متطوع فى مجالس إدارات المجتمع المدني، بالإضافة إلى المتطوعين بالقطاع الخاص وبالمجتمعات المحلية غير المعلوم أعدادهم بدقة والتى تسعى وزارة التضامن الاجتماعى لبناء قاعدة بيانات بهم وتحديثها.

من جانبه يؤكد حازم الملاح، عضو المجلس الأعلى للثقافة، يؤكد أن برامج التطوع فى مصر كثيرة ولا يوجد منهج موحد لها، فنجد كل جمعية، خصوصًا الجمعيات الأهلية الكبرى لديها برنامج ونظام خاص للتطوع، وهذا من التحديات التى يواجهها المجتمع المدنى فى تحديد الجمعيات والمؤسسات التى هى بحاجة لمتطوعين، لذا يجب إعادة النظر فى تنفيذ مناهج وبرامج تخدم جميع الراغبين فى الالتحاق بالعمل التطوعى بشكل موّحد.
ويشـــير إلى ضــرورة نشــر فـكـــرة التطــــوع للطــــــلاب فـــى المـــــدارس والجامعات، ويمكن تطبيق ذلك عبر قيامهم بأنشطة بسيطة كتنظيم المرور والتشجير، وتشجيع شباب الجامعات على القيام بدورهم الإنسانى فى تقديم الخدمات بدور المسنين والأيتام.

3 نجـــــوم فى العمـــــل التطـــوعـــى

على مر التاريخ هناك العديد من الشخصيات النسائية التى وهبت حياتها للعمل التطوعى وكن نماذج تُحتذى حول العالم، ومنهن من تبرعن بأموال كثيرة للمؤسسات التى تسهم بدورها فى جعل العالم مكانًا أفضل، أو يسافرن حول البلدان المتخلفة لإحداث التغيير بأنفسهن ورؤية سعادة الآخرين، وفى السطور التالية توضح «آخرساعة» قصص عدد من هؤلاء النجمات فى هذا المجال:
نازلى قابيل، من أقدم رموز التطوع فى زمن الحرب حيث قادت جهود الهلال الأحمر المصرى فى إنشاء مدينة النهضة لمتضررى زلزال 1992 وتوفير الرعاية الصحية لهم ، كما شاركت فى تطوير المدارس وإنشاء مشاغل يدوية للنساء، وتقديراً لعطائها حصلت نازلى على وسام فلورانس نايتنجل وهو واحد من أهم الأوسمة التى تمنح لأصحاب العطاء الإنساني، كما قام الهلال الأحمر المصرى بتكريمها فى يوم المرأة العالمى عام 2019 ضمن سلسلة من التكريمات حصلت عليها من رؤساء مصر، وكرمها الرئيس عبدالفتاح السيسى تقديراً منه بما قدمته للوطن.

بهية وهبي، من أهم المتطوعات المصريات، بدأت قصتها عندما أصيبت بمرض السرطان ولأن وقتها لم يكن يتوافر فى المستشفيات أجهزة طبية لعلاجها، سافرت للخارج لتخوض رحلتها العلاجية مع أقوى أجهزة الإشعاع فى العالم، والذى تمنت أن يكون فى مصر جهاز مثله. وبمرور وقت العلاج، تمنت بهية قبل وفاتها أن تُحضر مثل هذا الجهاز لتوفر على غيرها من غير القادرات معاناة المرض، لذا أوصت بتحويل منزلها الخاص لمركز متخصص فى علاج سرطان الثدى بالمجان لكل سيدات مصر وتوفير أفضل الأجهزة لعلاجهن، وبالفعل قد تأسس مركز بهية للاكتشاف المبكر وعلاج سرطان الثدى عام 2015، ويتكون من 6 أدوار، وأجهزة بقيمة 150 مليون جنيه.
أنجلينا جولي، قامت بالعمل التطوعى بتحسين حياة الآلاف من الناس حول العالم من خلال التبرع وجمع الأموال لهم لأسباب هامة، ولقد تبرعت بالفعل لهيئة الأمم المتحدة بمليون دولار للاهتمام بشؤون اللاجئين، وهو أعلى تبرع حصلت عليه هذه المؤسسة على الأقل من شخص واحد، كما تدعم أنجلينا جولى كمية هائلة من المؤسسات الخيرية وقدمت مساعدات للعديد من المهمات المتعلقة باللاجئين ومعظمهم فى أفريقيا، ولديها الكثير من المهام لتقوم بها فى مجال العمل التطوعى وكانت والدتها هى التى شجعتها على مواصلة هذا الطريق، وحصلت جولى بالفعل على العديد من الجوائز الإنسانية بما فى ذلك جائزة مواطن العالم.

قانون تنظيم التطوع «حقوق وواجبات»

التشريعات والقوانين هى أساس تنظيم الأعمال بصفة عامة، والأعمال التطوعية على وجه الخصوص تحتاج إلى ضوابط ولوائح تكفل حماية المتطوعين والفئات المستفيدة من العمل التطوعى لتشجيع أفراد المجتمع على المشاركة بأمان.

الدكـتور طلعــت عبدالقـــوي، عضــو مجلس النــواب، رئيـس الاتحـــاد العـــــام للجمعــــيات والمؤسسات الأهلية، يقول إن مصر لديها تاريخ طويل فى التطوع الذى يقوم عليه منظمات العمل الأهلى سواء كان التطوع ماديا أو بالجهد أو بالوقت أو بالفكر، إلا أن الأعمال التطوعية كانت تتم  بشكل عشوائى ولم تحقق جميع الأهداف المرجوة منها، حتى تم إصدار قانون 149 لسنة 2019 وتم تنظيم التطوع بشكل جيد وإدراج باب خاص بالتطوع وهو أمر غير مسبوق فى القوانين السابقة، واشتملت بنود القانون على حقوق المتطوعين وواجباتهم، ومن أبرز الحقوق التى حددها القانون للمتطوعين أحقيتهم فى التدريب والتأهيل وتقدير دورهم أدبياً ومعنوياً، وإسناد الأعمال التطوعية المختلفة لهم، مع توفير تأمين صحى لهم ضد المخاطر والحوادث.

أما عن واجبات المتطوعين، فيجب العلم أن التعامل مع الأنشطة التطوعية يكون به مسئولية والتزام واتباع لتعليمات المشرفين، بالإضافة إلى احترام زملائهم وعدم كشف أى أسرار شخصية للحالات التى يتم التعامل معها. وقد نص القانون أيضا على إنشاء وحدة مركزية للجمعيات والعمل الأهلى على أن يكون لها وحدات فرعية فى كل محافظة تكون من مهامها الإعلان عن الأماكن المتاحة للتطوع، وأن تعمل على سهولة الاتصال بين المتطوعين والأماكن المتاحة للتطوع، والانتباه إلى الشكاوى التى تواجه المتطوعين والتحقق منها والعمل على حلها.

تجربة الراهبات.. الأصــعـب

ثقافة التطوع من الأشياء الجميلة التى يجب أن نزرعها فى نفوس أبنائنا وتعليمهم إياها من خلال مجموعة من الثقافات التربوية، وهذا ما جعل عددا من الراهبات يخترن التطوع كهدف يحصلن من خلاله على السعادة والثواب والمشاركة فى النهوض بالمجتمع.

يقول الدكتور وائل مرتجي، متطوع للعمل العام ورفع الوعى الصحى والتعليمى بأسيوط: إن الراهبات يتمثلن فى فئتين، من تهب نفسها للعبادة فقط فى الأديرة، ومن تجمع بين العبادة والعمل التطوعى من خلال القيام بأعمال صعبة، فتطوع الراهبات يتمثل فى تربية الأطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة والتواجد معهم بصفة مستمرة فى دور الحضانة، والعمل فى المستشفيات ورعاية المرضى فى أوقات الأوبئة وانتشار الأمراض، وأيضاً المشاركة فى تعليم الأطفال الأكبر سنا بجانب فصول محو الأمية وحملات التوعية الصحية بكل ما يخص قضايا الأسرة، بالإضافة لتمكين المرأة اقتصاديا وتوفير فرص عمل لغير القادرات عن طريق تعليمهن حرفة وتوفير أماكن لتنفيذ مشروعات صغيرة.

من جانبها، توضح تاسونى مريم، مكرسة بمطرانية القوصية، أن الراهبات يركزن فى عملهن التطوعــى علــى خـــدمة الفتيات والســــيدات لرفــــــع مستواهــــن المادى والروحى والنفسى بطرق تنظيمية، فمثلا هناك خدمة الطالبات التى لم نسعَ لتعليمهن المناهج الدراسية فقط، بل يكون الهدف هو النظر لجميع الجوانب الحياتية كمساعدتهن على تنظيم أمور حياتهن وتعديل سلوكهن للأفضل ليتمكن من مواجهة المجتمع بقوة وثقة. كما يوجد خدمة رعاية المرضى خاصة الحالات الصعبة، وهناك من تقمن بخدمات إدراية، وكل هذا لا يمنع الراهبات من القيام بدورهن فى العبادة لأنها السبب فى الحصول على طاقة روحية تساعدهن على استكمال المسيرة التطوعية، حيث يتم التبادل فيما بينهن للقيام بالعبادة والتطوع كل فى وقت محدد.

فيما يوضح ديفيد نعمان، رئيس مجلس إدارة جمعية القديس فلتاؤس السريانى بالأقصر، أن الأعمال التطوعية هى الأساس الذى يُبنى عليه عدد من الجمعيات الخيرية، والتى تكون نسبة السيدات فيها للعمل أعلى من الرجال بمعدل الضعف، حيث يقمن بخدمة ورعاية المرضى على مستوى الجمهورية دون تمييز أو تفرقة وخاصة مرضى الأورام السرطانية، مع قيام المتطوعين بمرافقة المرضى وتوفير وسائل انتقال لهم، وأشار إلى أن جمعية القديس فلتاؤس من ضمن هذه الجمعيات والتى تعمل أيضا على تقديم مساعدة مادية وعينية شهريا للأسر المقيدة بالجمعية وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية بالمجال، ويتضح دور المتطوعين فى تعبئة شنط المساعدات العينية شهريا وإعداد وجبات جاهزة، بالإضافة لتوصيل العلاج والمساعدات العينية كل شهر لمنازل الحالات، والمساهمة فى خدمة التبرع بالدم وخدمة كبار السن بمنازلهم وتقديم خدمات التمريض المنزلية للحالات غير القادرة بواسطة ممرضين وممرضات مؤهلين.

«الهـــلال الأحمــر».. حاضــر فـــــى السِلم والحرب

تعد جمعية الهلال الأحمر المصرى جهازا مساعدا للسلطات الحكومية فى زمن السلم والحرب، وتقوم فلسفتها على النشاط الأهلى والجهود التطوعية للأعضاء والمتطوعين، حيث يرتكز عمل الهلال الأحمر المصرى على الجهود التطوعية بهدف تقوية أواصر المجتمع عبر تعزيز فكرة مساعدة الأشخاص الأضعف والأشد احتياجاً، والاستفادة من الكوادر البشرية المؤهلة والمدربة وتسخيرها لخدمة المجتمع، وتنمية قدرات الشباب عبر تدريبهم على مواجهة الحوادث وكيفية التعامل مع الكوارث، والاستفادة من الطاقات الفكرية والعقلية واستنهاض الهمم لخدمة القضايا الاجتماعية والإنسانية، وتعويد النشء على إنكار الذات والتفانى فى بذل العطاء دون مقابل مادي.
الدكتور رامى الناظر، المدير التنفيذى لجمعية الهلال الأحمر المصري، أكد أن العمل التطوعى متعارف عليه منذ عبق التاريخ ومتأصل فى الشعب المصرى الذى يعمل دائما على مساعدة الغير والمحتاجين بشتى الطرق، خاصة إذا كان الأمر مرتبطاً بالأزمات والكوارث أو أى احتياجات ضرورية أخرى، وقد جاء الهلال الأحمر المصرى منذ أكثر من مائة عام بهدف تنظيم هذه الأمور التطوعية ووضع آليات للعمل للتحقيق والمساعدة فى جميع المجالات سواء كانت خدمات صحية أو للتوعية، وكذلك لمساعدة السلطات العامة على دخول المجتمعات بطرق آمنة، فضلا عن المشاركة المجتمعية وتجميع آراء المواطنين فيما يخص النواحى الثقافية أو الطبية.

ويشير إلى أن الهلال الأحمر المصرى هو مؤسسة مبنية على التطوع، وكانت السيدات السبب الرئيسى فى إنشائها بحكم قيامهن بالأعمال الخيرية أكثر نسبيا من الرجال، حيث تعد السيدات من الطبقات العليا أول من أسسن الأعمال التطوعية بمصر ويعتبرن من العلامات البارزة فى تاريخ الهلال الأحمر المصري، وعملن على تطوير الأعمال التطوعية وإمدادها للدخول فى الجامعات والمعاهد والمؤسسات المختلفة للتوعية بأهمية التطوع بجزء من الوقت والجهد والفكر للعمل الخير، والتأكد بأن التطوع ليس شرطا أن يكون بالمال فقط.

ويضيف الناظر أن دور المتطوعين فى جمعية الهلال الأحمر يشمل العديد من الجوانب فى مختلف التخصصات كالمساعدة فى النواحى الفنية، وتوزيع المساعدات الإنسانية، وتقديم الإسعافات الأولية فى أوقات الأزمات والكوارث، وتقديم الدعم النفسى الأولى لتحدى الصعوبات والمِحن الشديدة، ومساعدة أجهزة الدولة من خلال نصب المستشفيات الميدانية والمخيمات وتوزيع المساعدات الغذائية، ما يجعل كل ما سبق يُحدِّث نوعا من المساعدة المجتمعية الرائعة التى تعزز التكاتف والنهوض بالمجتمع وجعله يدا واحدة تصل إلى أفضل النتائج فى عبور الأزمات.

وتحدث عن أهمية دور جمعية الهلال فى كيفية تعلم المواطنين التطوع بالشكل السليم وتدريب المتطوعين من المدارس والجامعات على العمل التطوعى ويعود ذلك بالنفع عليهم من خلال صقل المهارات والخبرات وإتاحة فرص أكبر للمتطوع للدخول فى سوق العمل بقوة وبالشكل السليم ليتشكل بداخله العوامل الهامة لبناء الإنسان المصري.

وأوضح الناظر أن التطوع لا يُشترط بوقتٍ محدد، بل يحدده المتطوع حسب الوقت المتاح لديه والذى قد يكون شهورا أو سنواتٍ، كلٌ حسب ظروفه الحياتية، مؤكدًا أن هناك عدة برامج يقدمها الهلال الأحمر للمتطوع لاختيار الاتجاه الأنسب له بعد حصوله على دورات للتعريف بأهمية التطوع وكيفية تنفيذه والإجراءات والأهداف المسموح بتنفيذها وتحقيقها، ثم يحصل على دورة تثقيفية أخرى بالمجالات المختلفة فى الهلال كالإغاثة والتوعية الصحية والطوارئ وفرق التنظيم والجذب، وأخيرًا يلتحق بدورات أكثر تخصصية حسب ميوله وما يحتاج القيام به.

وعن شروط التطوع، يؤكد أنه لا يُشترط حصول المتطوع على مؤهل عالٍ وألا يقل عمره عن 18 عامًا، وكل ما عليه هو استيفاء بيانات استمارة طلب التطوع فى مجال بعينه وفقًا لخبراته وإمكاناته والأوقات التى يحددها بنفسه لأداء هذا العمل، وتسجل بسجلات الجمعية بالإدارة المختصة لإدراجها ضمن قاعدة البيانات التى تنظم هذا العمل. وينبغى على المتطوع بعد قبوله فى الهلال الأحمر المصرى الالتزام بقواعد العمل التطوعى طبقا لما تحدده الجمعية، إذ يجب عليه المحافظة على أمانة العمل التطوعى فى شتى المجالات وعدم إفشاء أسرار المرضى والمتضررين من الكوارث وغيرهــا مـن الأزمــات، والمحـافظــة على الأدوات والمعدات المخصصة للأعمال التطـــوعــية، والمشـــاركة فــــى أعمـــال الإسعاف والإغاثة الميدانية.

من قمة المناخ إلى سفراء الشباب .. هؤلاء يرفعون رأس مصر عاليا

كون مؤتمر قمة المناخ cop27 الفعالية الأحدث التى اتجهت إليها أنظار العالم فى نوفمبر الماضى للوقوف على أهمية تأثيرات تغير المناخ على كوكب الأرض، فقد كان كان تحديد برنامج المتطوعين من أهم الخطط لإطلاق أكبر برنامج للتطوع فى تاريخ قمم المناخ السابقة، ليكون بذلك أكبر استثمار فى رأس المال البشرى لتأسيس وتعزيز قيم التطوع بين الشباب، حيث تم اختيار 1000 متطوع وتزويدهم بالمهارات اللازمة للحدث، هذا فضلا عن برامج تطوعية أخرى رفعت رأس مصر عاليا أمام جميع دول العالم.. تحدثت «آخرساعة» مع عدد من المتطوعين ليرون تجاربهم مع هذه الأعمال الإنسانية.

تقول إيمان حسن عبدالرحمن، متطوعة بقمة المناخ، إنها خضعت لاختبارات وتدريبات تؤهلها للعمل التطوعى فى المؤتمر، مشيرة إلى أن اختيار المتطوعين يتم على عدة أسس منها الخبرة فى مجال التطوع والتكيف فى العمل تحت ضغط وطرق التواصل مع الآخرين والتفاعل معهم، وتخصصت فى مجال دعم الإتاحة لذوى الاحتياجات الخاصة حيث تساعدهم على تنقلهم بالكراسى المخصصة لمختلف الأماكن التى يفضلون الذهاب لها، بالإضافة للعمل بالترجمة للزوار بين عدة لغات منها العربية والتركية والإنجليزية، وعبرت عن مدى سعادتها واستفادتها من هذه التجربة.

ويروى أمير حواس، طالب بكلية طب الإسكندرية، أنه بدأ العمل التطوعى منذ كان عمره 10 سنوات، حيث كان يعيش مع أسرته فى قرية صغيرة بمحافظة البحيرة وكان والده يعمل تطوعيا لخدمة الناس وتوعيتهم بأمور الحياة، ما جعله يتعلق بالعمل التطوعى منذ نعومة أظفاره وأصبح يراه وسيلة هامة تجعل المجتمع فى مكان أفضل، وظل هكذا لسنوات طويلة حتى التحق باتحاد طلاب الجامعة ومشاركته مع أكثر من فريق تطوعى فى عدة مؤسسات، وكان منها فريق سفراء الشباب العالمى والذى اكتسب من خلاله مهارات شخصية وعملية، فضلا عن مشاركته فى العديد من البرامج والمبادرات المجتمعية وحملات التوعية الطبية وحملات الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة، ومبادرات مجتمعية للشباب والفتيات والمرأة عمومًا. كما أنه يعمل على إعداد متطوعين جُدد سنويًا وتدريبهم على صقل المهارات الشخصية حتى يكونوا أكثر فاعلية تجاه خدمة المجتمع وتعليمهم العديد من مهارات القيادة والعرض والتواصل مع الآخرين، مما يخلق بداخلهم شخصيات قوية تؤهلهم ليصبحون قادة فيما بعد ولهم بصمة وتأثير إيجابى فى المجتمع.

وقد حصل أمير العام الماضى على جائزة الأميرة ديانا - إحدى الجوائز المرموقة فى مجال العمل الإنسانى والتطوع فى العالم - ومرشح هذا العام لجائزة أخرى من جوائز المتطوعين والشباب المتفاعلين من مجتمعهم حول العالم فى المؤتمر الدولى للمشاركة المجتمعية بروسيا ليرفع اسم مصر عاليا فى كل دول العالم.

أما أحمد موسى محمد، فهو شاب ثلاثينى ظل يعمل فى مجالات الأعمال التطوعية حتى تم اختياره كسفير مصر العالمى للشباب لعام ٢٠٢١ - ٢٠٢٣، وروى أحمد تجربته مع التطوع التى كانت منذ عام 2008: البداية كانت تطوع للتنظيف تحت منازلنا وإضاءة الشوارع فى رمضان وتعليق الزينة، حتى تطورت الفكرة لتقديم خدمات أكبر عن طريق التطوع فى الجمعيات الخيرية. وبالفعل فى عام 2009 شارك أحمد فى القوافل التى تصل الغذاء والبطاطين والملابس إلى المحتاجين فى المناسبات، ثم انتقل إلى قوافل خارجية لترميم أسقف فى القرى الأكثر فقرا وتوصيل المياه النظيفة لهم.

وقرر التوسع بشكل أكبر وحصل على عدة دورات، حتى أصبح مدربًا فى نماذج المحاكاة وتطوع للعمل فى الوزارة لتدريب الشباب على نماذج المحاكاة. ولم يتوقف عند ذلك، فالتحق بدورات تدريبية أخرى بالمجلس القومى للمرأة. ثم انضم فى عام 2018 لفريق سفراء الشباب العالمى الذى كان يضم أكثر من 500 شاب حول العالم، ثم تم ترشيحه ممثلا لمصر فى الحوار العربى فى الملتقى الأول للشباب العربى بجامعة الدول العربية بالجزائر كمرشح عن الشباب القادة من وزارة الشباب والرياضة وكذلك فى البرلمان العربى بالأردن.

فيما يقول حاتم خطاب، متطوع مسئول بجمعية رسالة، إنه التحق بالعمل التطوعى من خلال الجمعية منذ عام 2004، اشترك بالفعل بالعديد من الأنشطة وعلى رأسها معارض توزيع الملابس حتى أصبح مسئول الميديا بالمؤسسة، مشيراً إلى أن التطوع منحه خبرات عديدة فى الحياة.

أقرأ أيضأ : بالصور.. مصر والأمم المتحدة تحتفلان باليوم الدولي للمتطوعين
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة