عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


عبدالقادر شهيب يكتب: أيامه الأخيرة!

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 22 ديسمبر 2022 - 08:50 م

نعيش الآن الأيام الأخيرة لعام ٢٠٢٢.. وكعادتنا كل عام دوما نتعجل انقضاء هذه الأيام ليرحل هذا العام ويهل علينا العام الجديد، أملا فى أن يكون أفضل ويكون حالنا فيه أحسن، وكأن دقات الساعة فى منتصف ليلة ٣١ ديسمبر من كل عام فارقة بين حالين وحياتين وعالمين، رغم أن العام الراحل دوما يورث العام الجديد كل تداعيات ما شهده من أحداث وتطورات، ولن يختلف الأمر بالطبع بين عامى ٢٠٢٢، و٢٠٢٣ غير أننا مع اقتراب نهاية عام٢٠٢٢ نتعجل بلهفة أكثر هذه النهاية ويزداد تطلعنا لاستقبال عام ٢٠٢٣ سريعا بعد ما شاهدناه فى عامنا الذى  يلملم أوراقه ويتأهب للرحيل.. فقد اندلعت فى وقت مبكّر منه حرب كان لها تداعياتها الكبيرة على عالمنا كله وليس على طرفيها فقط وهما روسيا وأوكرانيا بعد أن انخرطت أمريكا وأوربا فى دعم أوكرانيا بالسلاح والمال والخدمات اللوجستية ومن بينها المعلومات العسكرية الخاصة بتحركات الجيش الروسى، وبعد أن فرضت أيضا عقوبات اقتصادية قاسية على روسيا طالت آثارها مَن فرضوها.. ومازالت هذه الحرب مستمرة، وبالتالى ما برحت تداعياتها على الاقتصاد العالمى مستمرة أيضا، خاصة تلك المتعلقة بأسعار الطاقة والغذاء، وسوف نستقبل عامنا الجديد ولم نتخلص من آثار هذه التداعيات لأنه كما يبدو من زيارة الرئيس الأوكرانى لأمريكا  ليس مطروحا فى الأفق المنظور حل سياسى وتفاوضى ينهى هذه الحرب كما ينصح الثعلب الأمريكى الكبير هنرى كسينجر 

وحتى إذا تم بعد انقضاء عدة شهور من عامنا الجديد التوصل إلى هذا الحل السياسى المنشود للأزمة الأوكرانية فإن إصلاح أوضاع الاقتصاد العالمى سوف يحتاج لوقت قد يستهلك كل أشهر عامنا الجديد الذى نتعجل بلهفة لاستقباله.. ولعل ذلك يفسر لماذا أعادت المنظمات الاقتصادية الدولية النظر فى توقعاتها لمعدلات النمو الاقتصادى العالمى وقامت بتخفيض هذه المعدلات مؤخرا، وهو ما يعنى أن  يوم الأول من يناير ٢٠٢٣ لن يختلف كثيرا عن يوم ٣١ ديسمبر ٢٠٢٢ ما لم تحمل لنا تلك الأيام الأخيرة القليلة والمتبقية من شهر ديسمبر مفاجآت دراماتيكية   جديدة ليست متوقعة مثل أن تبدأ مفاوضات روسية أوكرانية، أو أن يعلن الفيدرالى الأمريكى التوقف عن رفع أسعار الفائدة فى العام الجديد!.. ولذلك علينا أن نضع ذلك فى اعتبارنا ونحن نسعى لتجاوز الأزمة الاقتصادية التى نعيشها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة