علي الهلباوي
علي الهلباوي


على الهلباوي: أنا فنان مش منشد

أخبار النجوم

الجمعة، 23 ديسمبر 2022 - 10:54 م

كتب: محمد بركات

علي الهلباوي، منشد وعازف عود وناي ومطرب وفنان، تركيبة مختلفة من الألوان الفنية والدينية، فنان شامل يمتلك موهبة فنية كبيرة، نشأ في بيت ملتزم دينيا، حبه للفن جعله يتعلم الموسيقى والغناء والتمثيل والعزف، قدّم العديد من الأعمال التي استطاعت أن تحفر اسمه في قلوب المحبين للفن والطرب، علي يخطو خطوة جديدة، لكن على المسرح من خلال “الشيخ سلامة حجازي”، وأعتبر الهلباوي أن هذه المسرحية مسئولية كبيرة تقع على عاتقة لأنها تجسيد لشخصية “أبو المسرح الغنائي”.. “أخبار النجوم” ألتقت علي لمعرفه تفاصيل مسرحيته الجديدة، وكيف أستعد لتجسيد شخصية “الشيخ سلامة حجازي”، وجوانب أخرى كثيرة عن نشأته والإنشاد الديني.

• في البداية.. كيف تم ترشيحك لبطولة مسرحية “الشيخ سلامة حجازي”؟
جاء ترشيحي من قبل المخرج محمد الدسوقي بعدما طلب من الكاتب يسري حسان أن يكتب رواية عن الشيخ سلامة حجازي مؤسس المسرح الغنائي، فقدمت قبل ذلك مسرحية “رسائل العشاق” من إنتاج فرقة المسرح الكوميدي التابعة للبيت الفني للمسرح، مسرحية “القسمة كده” إنتاج البيت الفني للفنون الشعبية والإستعراضية وكانت من العروض “الاون لاين” الغنائية التي ترتبط بالمسرح للتأكيد على الهوية واحياء الطراز المسرحي، وشاهدني المخرج محمد الدسوقي، ورأى أني مناسب لهذه الدور، خاصة بعد إستعانته بأدائي الصوتي في أحد أعماله المسرحية، وعندما عرض على المسرحية أعجبت جداً بالرواية، المسرحية كتابة وأشعار يسري حسان، إستعراضات أشرف شرف الدين، ديكور حمدي عطية، ويشارك في البطولة نهلة خليل، مراد فكري، سلمى عادل، حسني عكري، أحمد شومان، يوسف عبيد، ومجموعة كبيرة من النجوم، إضاءة أبو بكر الشريف، ملابس وإكسسوارات هبة محمود، والمسرحية تعرض قريبا على قاعة “صلاح جاهين” بمسرح “البالون”.

• ما الذى جذبك في العرض لتعود من خلاله لخشبة المسرح؟
خلال الفترة الأخيرة عُرض على أعمال كثيرة، لكن أردت العودة من خلال شخصية “الشيخ سلامة حجازي”، فأرى نفسي مكانه وأعاني من المشاكل التي كان يعاني منها الآن، منها إنتشار الكلمات الهابطة، وأحاول محاربتها لأنها ليس لها معنى وصاخبة وتجرح مشاعر الأسرة، ولقب حجازي “أبو المسرح الغنائي”، بالرغم أنه بدأ حياته مقرئًا للقرآن الكريم، ورئيسًا للمنشدين، وكان يتمتع بالقبول وجمال الصوت، وكان أول فنان مصري يسافر بفرقته لتقدم عروضها في ربوع الشام سوريا ولبنان وفي مصر أحترف الغناء وقام بإحياء ليالي غنائية في بعض القرى المجاورة، وكان يتقاضى أجره بالجنيهات الذهبية، وأتمنى تقديم العرض سيرته بشكل ينال إعجاب الجمهور ومحبيه، فهذه المسرحية مسئولية كبيرة تقع على عاتقي لأنها تجسيد لشخصية كبيرة ستضاف في تاريخي الفني.

• كيف قمت بالتحضير لتجسيد شخصيتك في العرض؟
كما ذكرت أجسد شخصية الشيخ سلامة تمثيل وغناء، كما قمت بتلحين أغانى العرض سواء “المهرجانات” أو الأغنيات القديمة التي تقدم في العرض، مجهود كبيرة جداً ما بين البروفات والتلحين، لكن الرواية ممتعة جداً بكل تفاصيلها، فيقوم العرض علي سرد قصة حياة الشيخ سلامة حجازي، مع دمج تلك الحقبة الزمنية مع العصر الحالي من معطيات فنية سواء في الكلمة أو اللحن، وكذلك الجمهور المتلقي وتذوقه للفن سواء فترة حياة الشيخ سلامة أو العصر الحالي، مازجة إياها بظاهرة “المهرجانات” المنتشرة الآن، وطرح الأسئلة على الواقع الغنائي في مصر الآن، وما أصابه من أمراض تجسدها ظاهرة “المهرجانات” في أغلب ما تقدمه من أعمال، كما يوجه رسالة للشباب الجدد أننا لا نريد إقصاء أحد من الغناء، لكن أن يختارو كلمات لائقة لاتخدش أو تجرح شعور الجمهور.

• متي أكتشفت موهبتك في الإنشاد الديني؟
كانت نشأتي في منزل والدي الشيخ محمد الهلباوي بمثابة نافذة على عالم الإنشاد الديني، وكان والدي يقيم حفلات في منزلنا تبدأ بقراءة القرآن الكريم وبعدها الإنشاد والابتهالات، ونشأت وأنا محاط بروحانيات غير عادية، بالإضافة لصوتي الذي وهبني به الله عز وجل منذ الصغر، بدايتي كانت في سن 6 سنوات، حيث كنت أنشد في الحفلات المدرسية والإذاعة المدرسية وبكيت وتركت الميكرفون، وأتذكر موقف لا أنساه مع والدتي أنني كنت متوجة إلى الإدارة التعليمية بالزيتون للغناء أمام أحد المسئولين وتزامن في ذلك اليوم سقوط أمطار فرفضت والدتي أن أذهب للمدرسة لإقامة الحفلة خوفاً عليّ، وفي تمام التاسعة صباحا حضر مدرس الألعاب للمنزل لكي يصطحبني للحفلة وطمئن والدتي وغنيت وحصلت على كأس للمدرسة وكانت سعادة والدتي بالغة.

• كيف يستقبل الغرب الإنشاد الديني؟
أحييت حفلات إنشاد ديني في 17 دولة منهم فرنسا، إيطاليا، المانيا، إسبانيا، الإمارت، أتذكر موقف أثناء غنائي في الأكاديمية الإيطالية في روما بحضور الوزيرة د. إيناس عبد الدايم مع ملياردير إيطالي، وهو صاحب المستشفى الإيطالي في مصر، الذى قال لي بعد الحفلة: “لقد لمست قلبي”، وبكيت تأثراً بكلامه، وحدث نفس الأمر في أوبرا فرانكفورت وكنت أغني على موسيقى الجاز وبكيت من حرارة التصفيق، أيضاَ أتذكر موقف لوالدي كان يتحدث مع مذيعة في إذاعةMonte Carlo” “ عام 1988، وسألته كيف تتنقل بين المقامات الموسيقية دون آلة مصاحبة، وأجابها وكيف تقبلتم هذا اللون من الإنشاد رغم أنكم لا تعلمون العربية؟ وأجابته: “لقد أخذتنا لعالم ندرك معناه ولا ندرك مداه وعندما أنهيت عملك تركتنا على الأرض بدون هوية”،

اقرأ أيضًا إدارة ساقية الصاوي تكشف تفاصيل تأجيل حفل علي الهلباوي

من الشعراء الذين تنشد قصائدهم؟، من أهم المنشدين الذين أثروا فيك؟، قبل أن أنظر لاسم الشاعر، أنظر جيدًا لكلماته ومدى مصداقيتها، لا يوجد شاعر بعينه يتغنى بأنغامه الهلباوي فأي شاعر يأتيني بكلام محترم ذا مصداقية سأتعاون معه، أما المنشدين الذين تأثرت بهم، تأثرت بوالدي فكان لدينا ختمة قرآن في البيت كل شهر، وكذلك الإنشاد الديني، وكان يحضر الشيخ محمد عمران والشيخ محمود عبد الجليل، وكان والدي يمتاز بثقافته الموسيقية، فكان يستمع لمختلف الألوان من الموسيقى، حتى يستطيع أن يكون ملم بعلم النغم والمقامات الموسيقية ليسخرهم للإنشاد الديني، وكذلك تأثري بالشيخ محمد عمران وكان تعليمهم من خلال مدرسة الشيخ محمود محمد رمضان فهو أستاذ كبير لوالدي وللشيخ عمران ولي طبعاً.

• لماذا لا نشعر بالإنشاد الديني سوى في المناسبات الدينية؟
الاحتفالات بالمناسبات الدينية مصدر سعادة، لكن أنا ضد “موسمة الدين”، خاصة في الإعلام والصحافة الذين يلتفتون للمنشدين في المناسبات الدينية فقط، ونحن متواجدون طوال العام، لماذا تقتصر الأحاديث الصحفية والتلفزيونية على هذه المناسبات؟، الإنشاد الديني نوع من التضرع والخشوع والخضوع لله سبحانه وتعالى، ونحن في معية الإنشاد طوال الوقت.

• هل هناك جمهور لازال حريص على حضور حفلات الإنشاد؟
عندما أنشئت فرقه للإنشاد الديني للموسيقي فقط كان عدد الجمهور قليل، لكن بعد أن قمت بغناء “مرسال لحبيبتي” وجدت أن المسرح مكتمل العدد، أغني أغنيات عاطفية في حفلاتي، لكن أول نصف ساعة تكون خالصة للإنشاد الديني، ثم قمت بإستخراج أغنيات من التراث لم يغنيها أحد منها، كما قمت بتلحين مونولوج “دوم” وأغنية “علي أي وضع” ولدي أغنيات عاطفية كثير تتميز بالعفة والذوق والرقي.

• منشد وعازف ومطرب وفنان.. هل لك هدف معين تريد الوصل إليه؟
الحمد لله كل ذلك نعم من الله علي بها، الجمهور تقبلني في الغناء والتمثيل وفي اللحن، كما أعزف على العود والناي، درست الفن في إحدى جمعيات هواة المسرح، ودرست الموسيقى في مدرسة الشيخ محمد الهلباوي وعلي عمران، كل هؤلاء كانوا مدرسة كبيرة في علم النغم والمقامات، وهي مدارس أصيلة تعلم منها كبار المطربين والموسيقيين مثل محمد عبد الوهاب وأم كلثوم، أقدم كل شيء أحبه وأشعر بسعادة كبيرة ولا أقصد الوصول لشيء معين، ولا أريد تصنيفي كمنشد أنا فنان، هدفي سعادة الجمهور بتقديم كل ما هو جيد ومحترم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة