جمال حسين
جمال حسين


من الأعماق

على خُطى أحمد زويل

جمال حسين

السبت، 24 ديسمبر 2022 - 07:49 م

عندما فكَّر الراحل العظيم الدكتور أحمد زويل، الحاصل على جائزة نوبل فى الكيمياء، فى إنشاء مدينة وجامعة زويل العلميَّة، اختار ١٧ عَالِمًا مصريًا ممَّن كانوا يعملون فى أعرق الجامعات العالميَّة ليكونوا نواةً ومركزًا لإعداد وتفريخ أجيال جديدة من العلماء من أجل تحقيق نهضة علمية وتكنولوجية تتواكب مع النهضة الشاملة التى يحققها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى بناء مصر الجديدة.

كان الدكتور محمود عبد العاطى أبو حسوب أحد هؤلاء، حيث ترك عمله بإحدى الجامعات الألمانية، وعمل رئيسًا لقسم الرياضيات وعلوم المعلومات بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، ثم مديرًا لمشروع معامل التأثير العربى، ثم أستاذ المعلوماتيَّة والأمن السيبرانى بأكاديمية ناصر العسكريَّة لتكرِّمه الدولة ويكون أصغر الحاصلين على جائزة الدولة التقديرية ثم جائزة الدولة التشجيعية بعد أن نشر 240 بحثًا فى كبرى المجلات العلميَّة العالميَّة.

ورغم أن كلاً منا ينتمى إلى مركز جهينة بسوهاج، إلَّا أن لقاءنا جاء بالمُصادفة، أثناء مشاركتنا فى ندوةٍ عن الوعى نظَّمتها الجمعيَّة المصريَّة للصداقة بين الشعوب، برئاسة اللواء طارق عمار، بمركز الابتكار التابع لوزارة الشباب والرياضة.. أذهل الحضور بعِلمهِ الغزير، ورؤيته العلميَّة الثاقبة، وتحليلاته البنَّاءة.
عقب انتهاء الندوة سألته عن رحلته من الصعيد إلى ألمانيا وهل تعرض لمضايقات فى جامعة سوهاج قبل رحيله كما حدث مع أحمد زويل؟ أجابنى بالنفى، وقال إنه درس جميع مرحل التعليم الابتدائى والإعدادى والثانوى فى مدارس حكوميَّة بمدينة جهينة، ثم التحق بجامعة سوهاج، ومنها إلى مِنحةٍ بألمانيا، حيث حصل على الماجستير والدكتوراه، وعندما فكَّر العَالِمُ المصرىُّ الدكتور زويل فى إنشاء مدينة وجامعة زويل العلميَّة، اختاره ضمن ١٧ عَالِمًا ممَّن كانوا يعملون فى أعرق الجامعات العالميَّة..

وعن أهم اختراعاته قال إنه عَمل ضمن فريقٍ من كبار العلماء الألمان لإنتاج أجهزة «الكمبيوتر الكمى»، وهو الكمبيوتر الذى لا يُرى بالعين المجرَّدة، ويُعدُّ أسرع وأدق ملايين المرات من الكمبيوتر الحالى.

سألته عن كيفية مواجهة الهجمات السيبرانيَّة، فأكَّد أن لدينا مشكلة أمن معلومات على مستوى الأفراد، ولا بد من عمل إجراءات حمائيَّة لهم حتى لا يتم اختراق الدولة عن طريقهم؛ لأنهم الحلقة الأضعف.. كما تحدَّث عن كيفية الربط بين الأمن السيبرانى والأمن القومى، والحفاظ على الخصوصيَّة وتأمين البيانات والاتصالات، ومعرفة الاختراقات التى تتم وطرق حماية أجهزة الاتصالات..

سألته عن كيفية مساهمة البحث العلمى فى حل الأزمة الاقتصاديَّة؟

قال إن مصر لديها أكثر من ١٥٠ ألفًا من الحاصلين على الدكتوراه يعملون فى ٩٩ جامعة حكوميَّة وأهليَّة وخاصة ومئات الآلاف من الباحثين حملة الماجستير وهؤلاء ثروة قوميَّة يُمكن أن يُسهموا فى إيجاد الحلول للمشاكل التى تعانى منها مصر وقال إن نظرة الدولة إلى البحث العلمى خلال السبع سنوات الأخيرة تغيَّرت وأصبحت تُشجِّع العِلم وتُقدِّر العلماء، وأنه لديه مشروع تقدَّم به للدولة يُمكن أن يُحقِّق إيرادات ضخمة من خلال النشر فى الدوريات والأبحاث العالميَّة.حقًا مصر ولَّادة.. وأبناؤها بخير.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة