الأحد، 25 ديسمبر 2022 - 08:18 م

هل تعلم أنك تتجرع الأفكار السلبية بشكل يومى كأنها جرعات من السم بطىء المفعول؟.. للأسف الجو العام أصبح مسممًا مليئا بالأفكار السلبية المثبطة للعزائم والقاتلة للتقدم والنجاح…وأصبح لدينا محترفون قادرون على جعلك ترى كل شىء حولك من منظور سوداوى، بحيث إنك لا ترى فيه أى بادرة أمل أو نور..

منصات التواصل الاجتماعى أصبحت فى الواقع منصات للاكتئاب الاجتماعى والجماعى …أكثر من ٥٠ منشورًا قرأتهم خلال ساعات حول صندوق قناة السويس للاستثمار وجميعها تصرخ فى وجهك لتقول لك إن مصر بصدد بيع قناة السويس ورغم نفى الحكومة ورئيس هيئة القناة لتلك المزاعم إلا أنك لا تجد سوى رسائل العويل والصراخ مستمرة تحاوطك من كل حدب وصوب..

كل ما فى الأمر أن مجلس النواب وافق مبدئيا يوم الاثنين الماضى على تعديلات جديدة على قانون هيئة قناة السويس والتى من شأنها أن تسمح للهيئة ب «شراء وبيع وتأجير واستغلال الأصول الثابتة والمنقولة المملوكة لها من أجل تمويل رأسمال صندوق استثمار جديد بقيمة 10 مليارات جنيه. وسيمكنها من استخدام مواردها المالية وعائداتها للاستثمار لتحقيق مزيد من الأرباح…عدد من النواب أبدوا مخاوفهم المشروعة من أن الصندوق قد يسمح لهيئة قناة السويس ببيع أصول تابعة للقناة دون وجود رقابة.. مجلس الوزراء خرج يؤكد أن حسابات الصندوق ستكون تحت رقابة الجهاز المركزى للمحاسبات وأن هيئة قناة السويس لن تكون قادرة على بيع أى من أصولها بشكل منفرد.. للأسف لا تجد تلك الردود والتوضيحات منتشرة ومن ينشرها أو يحاول المناقشة بموضوعية فهو متهم فورا بالتضليل والتطبيل.. ما يؤكد حديثى أن الاهتمام بنشر الأمور السلبية هو السائد والرائج والأكثر طلبا فى الوقت نفسه هو أنك لا تجد نفس الترويج لمن يتحدث مثلا حول قيام مصر خلال الأيام الماضية بإجراء إصلاحات هيكلية» واسعة النطاق «للحد من دور الدولة فى الاقتصاد وتعزيز الشفافية كل ذلك سيساهم فى تحسين الاقتصاد المصرى وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص أمام الشركات الخاصة …الحقيقة أن هناك الكثير من الأمور الإيجابية تحدث على أرض الواقع لكن حديث التضخم وارتفاع الأسعار يجعل نشرها مخجلا لدى الكثير. لا تترك عقلك لمنصات التواصل ولا تحزن.. تذكر أنك نجوت العام الماضى من وباء قاتل.. ابحث دائما عن المصادر وتحقق حتى لا تصاب بعدوى الاكتئاب الاجتماعى.