د. إبراهيم مجدي
د. إبراهيم مجدي


د. إبراهيم مجدي يكتب: هكذا كانت هزيمتهم في الحرب النفسية

أخبار الحوادث

الأربعاء، 28 ديسمبر 2022 - 04:48 م

بقلم: د.إبراهيم مجدي

..نبدأ بطرح السؤال الأهم وهو: هل هُزم الإخوان في الحرب النفسية؟
و قبل إجابة السؤال دعونا نوضح ما هي الحرب والعمليات النفسية وإدارة الوعي الجمعي؟، العمليات النفسية psychological operation عمليات مخططة وممنهجة يتم من خلالها اختيار معلومات محددة ومعينة وتوصيلها من خلال الأعداء والحكومات الخارجية المضادة ويكون الهدف من هذه المعلومات هو التأثير نفسيًا ومعنويًا وعلى عواطف ودوافع الشعوب وبالتالي على صناع القرار، وللقيام بتطبيق العمليات النفسية يجب أن تكون هناك دراسة كاملة على طباع وعادات الشعوب وسلوكياتهم. وقد طبقت أُثناء الحرب الباردة وقد استخدمت بقوة أثناء الغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان. واستخدم دافع الديمقراطية والتخلص من الإرهاب للعب على مشاعر وأخذ تأييد العالم للغزو. وأيضا هناك دراسات واستطلاعات تجري بشكل يومي على المصريين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال جواسيس العصر الحديث أو من يطلقون على أنفسهم نشطاء ويتم استخدامهم في نشر معلومات كاذبة وشائعات وسخرية من كل شيء و تصدير مناخ تشاؤمي.

تشير  عدة تقارير إلى تعرض مصر لکم هائل من الشائعات على وسائل التواصل الاجتماعى، وأن النسبة الغالبة من هذه الشائعات کاذبة؛ حيث أوضح  تقرير لمرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء تعرض مصر لعدد 6 شائعات خلال الفترة من 6- 10 يوليو 2018  بواقع 1.2 شائعة يومياً وجميعها شائعات سلبية کاذبة تطول کافة مناحى الحياة، ويزداد خطورة هذه الشائعات عندما ترتبط بشکل مباشر بقضايا الأمن القومي. 

بجانب الشائعات هناك أيضا «إدارة الوعي والإدراك»، ويتم استخدام أحدث وسائل غسيل المخ واللعب على العقل الجمعي وإثارة الرأي العام ويتم استخدام الدعاية والإعلام والمشاهير والأفلام والمسلسلات والصحف والمواقع الإلكترونية لتوجيه الرأي العام لمعلومة محددة وهدف معين وليس خفيا سيطرة المخابرات الأمريكية وعلاقتها الوثيقة بصناع الإعلام وصناع السينما في هوليوود.

يمكن أن تثير الشائعات ردود فعل سلبية تجاه عدم اليقين، وتلعب دورًا في إثارة «الهستيريا الجماعية».
بحكم التعريف، الهستيريا الجماعية هي شكل من أشكال السلوك الجماعي المشتت الذي يحدث عندما يتفاعل عدد كبير من الناس بعواطف قوية وسلوك مدمر للذات تجاه تهديد حقيقي أو متصور. على الرغم من استخدام المصطلح على نطاق واسع، إلا أن العديد من علماء الاجتماع يعتقدون أن أفضل وصف لهذا السلوك هو الذعر مع جمهور مشتت.
السوشيال ميديا تسببت في مناخ سلبي عند عدد لا بأس به من المراهقين والشباب لانهم هم  المستخدمين  الرئيسيين لمنصات التواصل الاجتماعي. 

إحصائيات
 كان هناك 49.00 مليون مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي في مصر في يناير 2021. وزاد عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في مصر بمقدار 7.0 ملايين (+ 17٪) بين عامي 2020 و 2021.

وكان عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في مصر يعادل 47.4٪ من إجمالي مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، إجمالي عدد السكان في يناير 2020.
أغلب المستخدمين تتراوح أعمارهم بين ١٨ و ٣٥ سنة يتعرضون  للشائعات بشكل يومي.

الترويج لهذه المعلومات والشائعات من خلال الجيوش الإلكترونية لأجهزة الاستخبارات وبعض عملائها في الداخل الذين تم تجنيدهم من أجل هذا الغرض ويتم اختيارهم بعناية فائقة ولهم صفات ومعالم شخصية محددة. وأجريت دراسة عن التناول الإعلامي والتحليل لـ»داعش» والمنظمات الإرهابية في ورقة بحثية أجراها أستاذ علم نفسي سياسي في جامعة بيركلي وخبير متخصص في شؤون الإرهاب والأمن القومي ومحلل سابق في المخابرات الأمريكية في شؤون الشرق الأوسط على التناول الإعلامي والتحليل النفسي لـ»داعش» من عام 2013-2014 ورفعت الدراسة تقريرًا مكونًا من 1400 صفحة للبيت الأبيض والكونجرس؛ الدراسة رصدت واخترقت «داعش» لكنها لم توضح كيفية الاختراق وتم التلميح إلى أنه تم الاختراق عن طريق تتبع نشاطات وتقارير مجموعة من عملاء المخابرات الأمريكية والعربية فى دول الخليج وبعد ذلك تم تحليل هذه التقارير بالدراسة ولم تذكر التفاصيل الدقيقة ولكنها اكتفت بنشر ملخص التقرير فى حوالى 10 صفحات. وأبرزت الملامح الشخصية لهؤلاء الشباب الذين يتم تجنيدهم ومعايير الاختيار لهم. معايير الاختيار

• لم يعد عنصرا الفقر والجهل هما معيار الاختيار لقد انتهى هذا وأصبح عنصرا التعليم والغنى هما المعيار الآن والنموذج لهذا أسامة بن لادن وأيمن الظواهري ومحمد عطا والآن «داعش» أغلب الشباب الذين يتم اختيارهم على درجة عالية من التعليم وإتقان العديد من اللغات مع الوضع المادي الجيد ولكنه يخترق هؤلاء الشباب عن طريق ضحالة أو غياب الثقافة الدينية لديهم، بجانب استخدام المخدرات والجنس في ترغيب الشباب للانضمام إليهم. • الذكاء الاجتماعي لدى هؤلاء الشباب وقدرتهم على جذب أشخاص للانضمام إليهم وعمل شبكات واسعة ودوائر اتصالات كبيرة.

• ولع هؤلاء الشباب بالمغامرة والعنف والتحرر من القيود هناك اختبارات نفسية حديثة تحدد الشخصية المغامرة بسهولة. •اختيار شخصيات سيكوباتية ضد المجتمع مثل الذينليس لديهم اهتمام بمشاعر الآخرين ويتلذذون بتعذيب الآخرين، نموذج واضح محمد علي ونيرمين عادل ومعتز مطر ومحمد ناصر. •اختيار شباب فاقد للهوية أو الانتماء ويحتاج إلى الانتماء إلى أي كيان حتى لو كان هذا الكيان تخريبيًا. ساهم هؤلاء الشباب في انتشار المعلومات الخاطئة بطريقة رهبية على «فيس بوك» وتويتر.

الإخوان يطبقون نفس المنهج في نشر الشائعات واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في تصدير الإحباط و اليأس والتشكيك بين المواطن والدولة لخلق حالة من الفوضى ويستخدمون بعض المرتزقة والمدمنين وعاقر الخمروالعاهرات في نشر الأفكار والشائعات وتشويه قيادات الدولة.

هدف خبيث
في علم النفس السياسي هناك محاولات لفهم كيف سقطت دول وتفككت و فشلت.
السبب الرئيسي لسقوط الدول كان نجاح الفوضى وسيطرة العشوائية علي كل شيء وخوف المسئولين من أصحاب الصوت العالي، وأيضا انتشار الشائعات والإرهاب وتحول الإرهاب إلى حرب طائفية وأهلية بجانب احتكار السلع وضعف الخدمات العامة في الصحة والتعليم وتمر هذه العملية بعدة مراحل إلى أن تصل لمرحلة ما يسمى الدولة الفاشلة
وعرفت مراجع علم النفس السياسي الدولة الفاشلة كالآتي: هي الدولة التي تفشل حكومتها في إدارة الملفات الأساسية كالعدل والأمن والخدمات والتعليم والصحة والغذاء والكهرباء ويكون الإفشال عن طريق عمليات استخباراتية ممنهجة ومدبرة من أجهزة دول معادية وعواقب إسقاط وإفشال الدولة هي التفكيك والتقسيم كما حدث في عدة دول كبرى مثل الاتحاد السوفيتي ويوغوسلافيا. كل هذا كان يحدث من بعد 25 يناير 2011.

علينا أن نعرف أن التنظيمات الارهابية المتطرفة الكبرى مثل جماعة الإخوان لديها مجموعات كبيرة من المتخصصين فى كافة المجالات سواء علم النفس أو الطب النفسى وعلوم الاتصالات والمعلومات؛ لدراسة كيفية نشر الشائعات والاستفادة منها فى غسيل المخ وتجنيد الشباب للانضمام لها، بل إن تلك التنظيمات لديها شبكات من الأطباء النفسيين فى تركيا والمغرب والجزائر منتمين لهم أو أطباء مرتزقة من جنسيات أمريكية وإنجليزية، ولاؤهم لمن يدفع أكثر ويضعون لهم الأفكار، التى يروجونها وتقوم تلك التنظيمات التى تعد صنيعة أجهزة مخابرات غربية بالتنسيق مع تلك الأجهزة فى كيفية إصدارها ونشرها لبث الفرقة وهز الثقة داخل الدولة المستهدفة.

كل ما ذكرناه و تم رصده هو حرب نفسية بأسلوب حديث يقوم به التنظيم الإرهابي بهدف إسقاط  الدول ونشر الفوضى.
ولكن كلها محاولات فاشلة وهزائم منكرة لهم على الأرض آخرها كان فشل دعوتهم للنزول والحشد يوم ١١ نوفمبر لافساد قمة المناخ، دعوتهم فشلت فشلا ذريعًا وأوضحت عدم وجود قوة للإخوان على الأرض وعدم قدرتهم على التأثير على العقول .أوضحت أنهم مجرد أبواق  تدعو لفوضى من الخارج  لكنها لم تجد صدى.

الخلاصة حربهم القذرة مستمرة ولكنهم يذوقون الهزيمة تلو الهزيمة لأن الشعب بحسه الفطري كشفهم ولأن الدولة مستمرة في التنمية وانجاز حياة كريمة للمواطن متجاهلة دعوات التشكيك والسخرية والتخريب و الفوضى.

بجانب قوة الدولة و العمليات الشاملة في مواجهة الإرهاب.
صمود الدولة والشعب في مواجهة الأزمات العالمية هو أكبر هزيمة للتنظيمات الإرهابية وقوى الشر.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة