صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

التجار.. وقت الشدة

صالح الصالحي

الأربعاء، 28 ديسمبر 2022 - 07:50 م

عند الشدائد تظهر معادن الناس.. هذه حكمة قديمة شائعة بيننا.. المقصود منها أنك لا تعرف قيمة الإنسان الحقيقية إلا وقت الشدة.. فمن تركك وقت الشدة لا يستحق أن يكون معك وقت الرخاء، فما بالك بمن تاجر فى محنتك وشدتك!

نحن جميعا نعلم الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد.. التى انعكست على غلاء الأسعار الذى ضرب جميع السلع وخاصة الغذائية ولا نعلم مداه فى ظل أزمة اقتصادية عالمية ضربت العالم أجمع.. فرضتها علينا وعلى العالم ظروف قاهرة خارجة عن إرادة الجميع.. فرضتها أزمة فيروس كورونا الذى مازال يشاركنا الحياة، رافضا مغادرة الدنيا.. أزمة فرضتها الحرب الروسية الأوكرانية، لا نعلم إلى متى ستستمر وإلى أين ستأخذنا.

فى ظل هذه الأزمات الطاحنة يظهر من يعرفون بتجار الأزمات.. الذين يستغلون كل شيء لزيادة أرصدتهم بالبنوك، ضاربين عرض الحائط بكل التعاليم الدينية والقيم الإنسانية.. يظهر تجار لا يراعون الله، ماتت ضمائرهم ونزعت من قلوبهم الرحمة يتاجرون فى آلام البشر ومعاناتهم.. يرفعون أسعار السلع بدون مبرر وبنسب مرتفعة جدا، ويحتكرون السلع ويخزنونها من أجل رفع سعرها على المواطنين طمعا فى مزيد من المكاسب.

هؤلاء لم يكتفوا بما حققوه من أموال على مدار السنين من هذا الشعب.. فبدلا من أن يساندوه ويقفوا مع البلد فى هذه الأزمة يزيدون من معاناة الجميع.
أنا هنا لا أطالب التجار أن يبيعوا السلع بأقل من أسعارها.. وإنما أطالبهم برد الجميل للشعب وللبلد وأن يظهروا معدنهم الطيب، وأن يعلنوا عن مبادرة لبيع السلع بأسعارها الحقيقية أو بهامش ربح بسيط، وأن يقوموا بتوفيرها للناس بدلا من تخزينها حتى تشح ويرتفع سعرها.

وأطالب الغرفة التجارية بالتحرك وإعلان مبادرة «مع الناس»، أو أى شعار تختاره للمبادرة تلزم أعضاءها من المنتجين والموزعين والتجار سواء كانوا تجار جملة أو تجزئة ببيع السلع خاصة الغذائية والتى تؤثر فى حياة الناس بأسعار معقولة ومناسبة..

وأن يظهروا معدنهم الثمين فى مساندة الشعب العظيم وأن يقفوا مع الدولة والحكومة التى تبذل كل الجهد من أجل التخفيف عن كاهل الناس الذين بلغوا ذروة المعاناة..

فالحكومة تحاول بكل السبل التخفيف من شدة الأزمة بتوفير السلع وبأسعار ملائمة، عن طريق فتح منافذ ومعارض لتوزيع السلع فى شتى بقاع الجمهورية.

ومتابعة الأسواق فى محاولة منها للسيطرة على الأسعار وضبطها وكشف المحتكرين ومنع التلاعب.

وأعتب على الحكومة فنحن فى ظروف قاهرة خارجة عن إرادة الجميع وهو ما يسمح لها بالضرب بيد من حديد على كل من يتلاعب بقوت الشعب.

نحن على أعتاب شهر رمضان الكريم، والذى تكثر فيه الصدقات والزكاة. فلماذا لا يستغل اتحاد الغرف التجارية هذا الشهر ويسارع فى إطلاق هذه المبادرة مساهمة منه فى التخفيف من حدة الأزمة والوقوف مع الدولة ورد الجميل للشعب.. فهنا تظهر المعادن الثمينة..

ويعلن قائمة سوداء لكل من يستغل هذا الشهر فى رفع الأسعار بشكل غير مبرر.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة