سها سعيد
سها سعيد


عام جديد

الأخبار

السبت، 31 ديسمبر 2022 - 08:47 م

يبدو الاحتفال بالعام الجديد وكأنه موروث بشرى أو مشترك رئيسى بين الثقافات والحضارات المختلفة وأيضا الأحوال الزمنية المتلاحقة، فنجد الحضاره المصرية القديمة اهتمت باحتفالات العام الجديد، كما هو الحال فى حضارات كالبابلية والرومانية والصينية وحتى عصر الفايكنج وبمقاربة بين الثقافات نجد أن الغالب فى هذه الاحتفالات الطابع الديني، وان اختلفت التوقيتات ما بين مواسم وتقاويم العام الجديد وأيضا اختلاف عادات ومظاهر هذا الاحتفال إلا أنه يغلب عليه مشتركات توافقت عليها الشعوب، لعل اهمها الاهتمام بالمأكولات والمشروبات السخية او مرتفعة القيمة كون الاحتفالات فى منتصف الشتاء كما يوصف فى بعض الحضارات القديمة والتى تعزز هذه المأكولات على الشعور بالدفء. 

أيضا من أهم المشتركات والممتد عبر العصور هو الإطار العائلي، فمعظم الشعوب تحرص على الحفاظ على هذا التقليد بتوجيه الدعوات المنزلية للاحتفال بالعام الجديد. 

ولكن الأهم على الإطلاق هو حرص الإنسان على التمسك بأى فرصة تتيح له حظ أوفر وتخلصه من دلالات الشؤم والتعاسة كسبب رئيسى فى إخفاقات العام المنصرف، يحرص الانسان على الأمل فيما هو آت، وينظر للغد من داخله برجاء فى المجهول لعله يحمل الأفضل.

ويمر العالم بتبعات الموجات المتلاحقة من الأوبئة والحروب من اضرار اقتصادية انعكست على جوانب اجتماعية وصحية ونفسية على البشرية بمستويات متفاوتة، فى مشهد تتجسد فيه دلالات الشؤم والتعاسة فى عدد من القوى الاقتصادية او السياسية فى عالمنا الآني، بدون ثورة نهر النيل فى الحضارة المصرية القديمة او سخط آلهة الفايكنج او تنين الحضاره الصينية القديمة، فلم تعد قوى الشر اساطير، وإنما مجموعات مصالح نراها بأعيننا ونسميها بشخوصها تعبث بمقدرات الشعوب وتتجاهل حقها فى التنمية والحياة، قوى لا يمكن طردها بتعاويذ اللعنات أو قرابين الآلهة، وإنما بالادراك والوعى الكامل بما يحيط بنا كمجتمعات نامية، تخطوا نحو العبور الى إقتصاديات أكثر قدرة على النهوض بمستقبل أفرادها، وان نتساءل دوما عن أصحاب المصلحة الحقيقية فى عدد من المشاهد العالمية التى نتابعها كل نهار، وأن نستقبل العام الجديد بكل الامنيات والصلوات ان يكون أفضل.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة