أحمد الإمام
أحمد الإمام


أحمد الإمام يكتب: أنا مش حلم جميل واتهد

أحمد الإمام

الأربعاء، 04 يناير 2023 - 04:32 م

..تابعت بعين قلبي احتفالية قادرون باختلاف التي انطلقت نسختها الرابعة منذ أيام قليلة.
جذبتني قصص النجاح التي حققها أطفال وشباب شاءت الإرادة الالهية أن يولدوا بإعاقات بصرية أو حركية.
كانوا من الممكن أن يتحولوا إلى عبء على كل من حولهم .. يحصدون كلمات التعاطف ونظرات الإشفاق اينما ذهبوا.
ولكنهم اختاروا أن يحاربوا كل الظروف الصعبة ويحولون نظرات الإشفاق والتعاطف الى إعجاب وفخر من كل المحيطين بهم والمتعاملين معهم.

مست قلبي كلمات أم لطفلتين من القادرين باختلاف عندما قالت : كان من الممكن أن اعتبر بناتي عورة وأخفيهم عن العيون كما تفعل بعض الامهات ..أو استجدي العطف والشفقة من الجميع .. ولكنني اخترت أن أقاتل كل الظروف .. وآمنت بقدرة بناتي على النجاح والتغلب على الإعاقة حتى يصبحوا اعضاء فاعلين في المجتمع شأنهم شأن غيرهم من الأصحاء.
ونجحت انا وبناتي أن نكون رقمًا ايجابيًا في معادلة الوطن وليس رقمًا سلبيًا يمثل عبئًا على أحد.

هذه الأم وغيرها أبطال حقيقيون يستحقون كل تقدير وإشادة ، فإذا كنا نقدس تضحيات كل ام تربي اطفالها الاصحاء وتسهر على راحتهم وتمهد لهم الطريق للتفوق والنجاح فمن باب أولى أن نثمن كفاح كل أم شاءت العناية الالهية أن يولد أطفالها بإعاقات مختلفة .. هنا يصبح الجهد مضاعفًا، وهنا يتحول الطريق الطويل الشاق إلى طريق مفروش بالأشواك التي عليها أن تعبرها وهي تحمل طفلها على كتفيها.

الإعاقة فى الفكر وليست فى الجسد هذه المقولة أثبت مجموعة من العظماء من ذوى الاحتياجات الخاصة صحتها واستطاعوا بالصبر والتحدى أن يصنعوا من إعاقتهم سفينة تعبر بهم إلى المستقبل، ليحققوا أحلامهم ويحولون نظرات الشفقة إلى الانبهار.
ومن هؤلاء نيك فيوتتش الذي تحول من التفكير فى الانتحار لنموذج يحتذى به فى الأمل والكفاح.

ولد نيك وهو يعانى من متلازمة نقص الأطراف الأربعة وهى متلازمة نادرة الوجود عانى فيها من فقدان الأذرع والأرجل بشكل كامل باستثناء قدم صغيرة فى أسفل جذعه، ، فتعايش مع إعاقته ولم يكتف بذلك بل اتخذ من إعاقته وسيلة لا ترى إلا الجانب المشرق الذى بثه على الجميع من حوله.

تعلم نيك الكتابة بأصابع قدمه الصغيرة وتعلم استخدام الحاسوب والطباعة عليه وتعلم أيضًا رمى كرات التنس والعزف على الطبل كما تعلم السباحة، وفى سن 17 عاما أسس منظمته غير الربحية «الحياة بدون أطراف» لبث الأمل والتفاؤل وإخبار العالم أن الحياة لا تقف على إعاقة.

وهناك أيضا ستيفن هوكينج عالم الفيزياء الذي تحدى الإعاقة وسابق الزمن بعد أن أصيب بمرض عصبى وهو فى الحادية والعشرين من عمره وهو مرض التصلب الجانبى ، المرض المميت الذى لا علاج له، لكنه بالتحدي استطاع قهر العجز وإبهار الأطباء بمجاهدته ، وبالرغم من أن هذا المرض جعله قعيدًا إلا أن عقله لم يقف برهة، حيث حصل على الدكتوراه فى علم الكون من جامعة كامبرج، وحصل على درجة الشرف الأولى فى الفيزياء واستطاع أن يتفوق على أقرانه من علماء الفيزياء.
ولا يمكن أن ننسى فريدا كاهلو التي استطاعت بورقة وقلم نقل آلامها فى عالم اللوحات.

وفريدا كاهلو رسامة مكسيكية شهيرة، ولدت عام 1907، أصيبت بشلل الأطفال فى قدمها اليمنى ليس ذلك فقط بل سريعًا ما تعرضت إلى إعاقة أخرى فى ساقها، ما جعلها تعيش طفولة سيئة جدًا، لكنها لم تكتم أحزانها أو مأساتها داخلها وتمكنت من نقل مشاعرها فى لوحاتها حتى أصبحت من أشهر الفنانين فى العالم.
وتحضرني هنا اغنية قديمة لطفل معاق يمكننا أن نعتبرها دستور عمل لكل طفل ينشد النجاح رغم إعاقته.
أنا مش حلم جميل واتهد .. انا مش دمعه تسيل على الخد .. انا مش عبء على حد .. انا ضحكة بريئة وأمل في الغد.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة