الأربعاء، 04 يناير 2023 - 06:39 م

هل توقفت حملة إزالة التعديات على أملاك الدولة، تلك الحملة غير المسبوقة من حيث الشمول الجغرافى لكل محافظات مصر، فى المرات السابقة كانت الحملات تتسم بالتراخى والتعثر والمظهرية والشو الإعلامى، وهذا ما شجع لصوص المال العام على تكرار التعدى على الأملاك العامة.

بدأت الحملة قوية وخلفها عزم حاسم لا جدال فيه، لأن التعدى على الأملاك العامة كان قد فاق كل شىء وتخطى كل الحدود، فلم يعد يمارسه بلطجية صغار، وإنما مارسه أصحاب نفوذ وأصحاب مراكز مهمة محاولين استغلال مواقعهم فى تنمية ثرواتهم خصما من الرصيد العام، وهذا مبدأ فى منتهى الخطورة لأنه لا يرسخ فقط مبدأ استضعاف الدولة والاستهتار فى الملكية العامة، ولكنه يعلى من قيم البلطجة ويرفع ناساً على سطح المجتمع دون وجه حق لكى يفرزوا أحط وأقبح السلوكيات، ذلك أن نهب المال العام وتكديس الأموال دون رقابة ودون حساب يغريهم بالسفه فى السلوك، لذلك نجدهم يقيمون حفلات استفزازية ينفقون فيها الملايين على عيد ميلاد البنت أو زواج الولد، وكأنهم يوجهون رسالة استعلاء للرأى العام. نحن نفعل ما نريد وننفق ما نشاء! .

وحملة إزالة التعديات ليست مجرد استرداد للمال العام الذى نملكه جميعاً، ولكنه درس سياسى يقطع مخالب هذه الوحوش الضارية التى لا تشبع لهم بطون ولا يراعون فينا ذمة ولا رحماً.

لذلك نحن نؤيد ونطالب بكل قوة استمرار هذه الحملة دون توقف لتعيد لنا أملاكنا، بل نعتبرها أيضاً مظهراً من مظاهر قوة الدولة التى نحتمى فيها جميعاً.
توجيهات القيادة السياسية تقضى بإزالة جميع التعديات خلال ستة أشهر، فهل انتهت اللجنة المكلفة بالتنفيذ من القضاء على ظاهرة التعدى ووضع اليد بشكل نهائى؟ .