يسري الفخراني
يسري الفخراني


يسري الفخراني يكتب: حسنين ومحمدين لم ينجح أحد!

أخبار اليوم

الجمعة، 06 يناير 2023 - 06:22 م

فى سنة ١٩٩٩ كان عدد سكان مصر حوالى ٦٧ مليون مواطن، هذا العام عدد السكان يقترب من ١٠٧ ملايين مواطن، ٤٠ مليون مواطن زيادة فى ٢٢ سنة!

سنة ١٩٨٠ بدأت حملات تنظيم الأسرة لإقناع المواطن بعدد أقل لأسرته، حسنين ومحمدين وأسرة صغيرة تساوى حياة أفضل واتنين كفاية وانظر حولك والراجل مش بس بكلمته، ولم تنجح حملة واحدة فى اقناع أسرة بإنجاب طفل أو طفلين بدلا من خمسة أطفال أو ستة، الظروف وحدها هى التى تحكم خطط كل أسرة بعدد الأطفال، ومن بين الظروف درجة التعليم والمستوى الاجتماعى والسكن الجغرافى والتفكير الجمعى الذى يتدخل بقوة فى التنافس على عدد الأطفال فى العائلة أو القرية أو المكان!

فشلت حملات تنظيم الأسرة ولا داعى لتكرارها من باب ارضاء الضمير، وحان وقت الأفكار الجادة التى يمكنها بالفعل أن تجعل أى أسرة ترضى باثنين لا ثلاثة، بتقديم حوافز لأصحاب الأسر ذات الأطفال الأقل عددا، مع استثمار الأيدى العاملة الصغيرة  فى اطلاق برامج لتعليم الحرف والصناعات والزراعة فى المدارس بشكل علمى ومكثف.

إننى أتمنى أن يجلس وزراء التعليم والصناعة والزراعة والثقافة معا بقلوب متفتحة لعمل طفرة فى تعليم الأطفال فى المرحلة الابتدائية، وتحويل جزء كبير من اليوم الدراسى والمدارس إلى برامج مفتوحة لدعم مهارات التلاميذ فى برامج تحول الكثافة السكانية إلى ثروة، مثلما حدث فى الصين وفى الهند وفى ماليزيا وحتى اليابان، نظم التعليم للصغار يجب أن تتغير بأفكار غير مسبوقة، والتعليم يمكنه أن يخلق ملايين الموهوبين فى كل مجال.

غدًا نحتاج إلى مليون صنايعى شاطر ومتعلم وفاهم ويحب مهنته، غدًا نحتاج إلى مليون مزارع قادر على التطوير، فى احتياج إلى آلاف يطورون ويبتكرون برمجة الكمبيوتر، وآلاف فى الموسيقى والرياضة والرسم والحرف اليدوية!

هؤلاء الأطفال الذين يملكون ذكاء ونشاطا وحيوية وطاقة لا يجب أن نهزمهم فى مناهج لن تقدم لهم سوى شهادة، بينما نحن نحتاج لعباقرة.. تنظيم الأسرة لن ينجح إلا بقوانين تمنح وتمنع، وبالاستفادة المبتكرة الجريئة بالتلاميذ الصغار، هؤلاء ثروة يمكن أن نربح بأفكارهم الجديدة خلال عشر سنوات قادمة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة