عثمان سالم
عثمان سالم


باختصار

الإدارة بالحب!

عثمان سالم

الثلاثاء، 10 يناير 2023 - 05:53 م

أزمة الإسماعيلى ليست الأولى ولن تكون الأخيرة.. ولن يفلح معها سياسة «الترقيع».. إذا جاز التعبير بتغيير الإدارة أو استمرارها..

إنما هى نتاج منظومة هواية تدير الكرة المصرية بوجه عام وقلعة الدراويش على وجه الخصوص وهى بالمناسبة ليست أزمة مالية بالدرجة الأولى وإنما هى عدم دخولها عصر الاحتراف رغم اعتبارها صناعة لها مقومات كثيرة من بينها العامل البشرى الذى هو الأساس فى نجاح أو فشل أى صناعة..

وإذا كانت المنظومة قد أفرزت إدارة الأندية المحترفة فلا نجد منها غير الاسم فهى سمك لبن تمر هندى ما يعنى عدم الانسجام بين الأعضاء أنفسهم ما بين التوجهات بعد طغيان مرض الانتماء المباشر لأندية بعينها..

وإذا كان اتحاد الكرة قد تخفف من عبء إدارة اللعبة فإنه مازال الأب الشرعى للجنة الحكام وصفقنا له عندما تعاقد مع الانجليزى كلاتينبرج على أمل إصلاح المنظومة لكنها ظلت على حالها ولم يتم أى تطوير للفكر باستثناء بعض الأسابيع الأولى من عمر توليه المسئولية عندما شدد على الحكام بعدم إطلاق الصافرة على كل خطأ..

لكن الرجل اكتفى بتحليل بعض الأخطاء فى كل مباراة دون حتى اتخاذ قرار بشأنها وترك لمساعديه المهمة وكأنه يتبرأ من دم القضية خصوصاً أنه مشغول بأمور أخرى منها إدارة المنظومة فى اليونان وحصل على إجازة شهر كامل لحضور كأس العالم بقطر من أجل زيادة غلة الحساب البنكى..

الأندية المصرية تعانى من الفشل بالكامل ويكفى أن ترى فى المدرجات بعض الآلاف لتشجيع الأهلى والزمالك وأعداد قليلة فى الأندية الجماهيرية الأخرى وإذا لم يكن الاتحاد أو اللجنة أصحاب قرار من هذا الشأن فإن نجاح المنظومة أو بعضها يدفع الدولة مباشرة للموافقة على زيادة الأعداد عندما يصبح لدينا كرة حقيقية وليس مجموعة أشباح تجرى فى الملعب دون فاعلية حقيقية وتنتهى أغلب المباريات نهاية سيئة..

مسألة الإدارة بالحب التى ينتهجها اتحاد الكرة لم تعد صالحة حتى وهو يطالب الأندية بتسديد ديونها التى بلغت ١٦٧ مليون جنيه للإنفاق على الإلتزامات القومية فإذا كنا قد أنشأنا إدارة محترفة للمسابقات فإن باقى الأفرع قد تحتاج لنفس النهج مع الحكام وغيرها ومن المؤسف أن لا نجد مديراً فنياً للاتحاد حتى الآن وربما كان اختفاء البرازيلى ميكالى المدير الفنى للمنتخب الأوليمبى نتاج حالة العشوائية والفوضى التى تدار بها اللجان فهو إما غير مقدر لها أو أنه يئس ويريد الرحيل..

نحتاج لإدارة محترفة تماماً ولدينا الكثير من النماذج التى يمكن أن نأخذ منها على المستويات كافة دولياً وقارياً وحتى عربياً.

الناس ضربت أخماس فى أسداس وهى تتابع صفقة انتقال البرتغالى كريستانو رونالدو للنصر السعودى بمبالغ فلكية لكن الإدارة المحترفة هناك ترجمت الصفقة إلى تسويق حقيقى سواء عبر بيع تيشيرت اللاعب بـ٨٠ مليونا فى البلاد وخارجها والاتفاق مع نادى باريس سان جيرمان الذى يمتلكه القطرى منصور الخليفى لتنظيم مباراة مع منتخب الهلال والنصر يوم ١٩ يناير فى الرياض ونفدت ٨٠ ألف تذكرة طبعت للمباراة ناهيك عن باقى مخرجات المباراة من تسويق تليفزيونى وغيره..

هل آن الأوان لتكون لدينا مؤسسات تدير بهذه العقلية أو تستمر عملية موت الكرة المصرية موتاً بطيئاً من خلال مجموعة هواة يديرون المنظومة بالحب والشاى بالياسمين.. ولك الله يا مصر!!
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة