الرئيس عبد الناصر يسلم د.طه حسين جائزة الدولة التقديرية
الرئيس عبد الناصر يسلم د.طه حسين جائزة الدولة التقديرية


ماذا قال «العميد» فى حضور «الزعيم» ؟

الأخبار

الأربعاء، 11 يناير 2023 - 07:14 م

عميد الأدب العربى د.طه حسين هو أول من أطلق كلمة «ثورة» على ما جرى ليلة 23 يوليو1952، وهو من كتب منددا بالنظام الملكى عندما ألغت الثورة الملكية وأعلنت قيام الجمهورية فقال: « لقد شَقيت مصر بالنظام الملكى شقاءً متصلاً، وقد آن للمصريين أن يدركوا أن الحكم لن يكون إلا لهم، وأن الحكام لن يكونوا إلا خدماً للشعب، يُنصّبهم ويرزقهم أجورهم، ويسألهم عما يفعلون»، ولهذا ساند عبد الناصر وثورة 23 يوليو، وهاجم جماعة الإخوان بعد نجاة ناصر فى حادث المنشية عام 1954 وكتب مقالا يقول فيه: «أهذا هو الذى كان يريده أولئك المجرمون أم هم لم يريدوا شيئا ولم يفكروا فى شىء، وإنما أهمتهم أنفسهم وملكتهم شهواتهم ودفعتهم شياطينهم إلى الشر فى غير تدبير ولا تقدير!».
وقد حرص الرئيس جمال عبد الناصرعام 1958 على حضور احتفالية فوز د.طه حسين بجائزة الدولة التقديرية فى الأدب ليسلمه الجائزة بنفسه، وألقى د.طه حسين كلمة قال فيها:

- «سيدى الرئيس أرجو أن تأذن لى فى أن أهدى إليك من أستاذى الجليل أحمد لطفى السيد ومنى ومن كل هؤلاء الذين أتُيحت لهم فرصة أن يروك الليلة، أن أقدم لك أصدق التحية وأعمق الشكر والاعتراف بالجميل بعد أن أتيح لهم أن يروك لا فى حفل سياسى ولا فى حفل اجتماعى أو اقتصادى ولكن فى تحية الأدب والعلم والفن، ونحن حين نتلقى منك هذا الشرف العظيم إنما نسعد لأننا نتلقاه من شخص نحبه ونُجله، نتلقاه من شخص يمثل الدولة ويسدى إليها باسمها تقديرها وتكريمها، وإنى يا سيدى الرئيس لأشعر بأنك تكرمنى مرتين، تكرمنى حين تكرم أستاذى أحمد لطفى السيد؛ فكل تكريم للأستاذ إنما هو تكريم لتلاميذه أيضا، وأشعر بهذا التكريم حين أتاح لى مجلس الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية أن أتلقاه من يدك الكريمة، وأحب أن أقول يا سيدى الرئيس لهؤلاء الذين ظفروا بالجوائز التشجيعية والدرجات العلمية أن الجوائز والدرجات العلمية مهما تكن ومهما تُعظم ينبغى ألا تغر طالب العلم والأدب عن نفسه وينبغى ألا ترضيه عن نفسه أيضا، فويل لطالب العلم إن رضى عن نفسه مهما كان متفوقا، وويل للعالم مهما بُرع وللأديب مهما نبغ ونجح أن يرضى عن نفسه، لأنه يوم يرضى عن نفسه لا ينتج شيئا ولا ترضى عنه الإنسانية.

إن الكمال يخيل إلينا دائما أنه قريب منا ويدعونا دائما إلى أن نسعى لندنو منه ولنبلغه ويدفعنا دائما إلى الجد والكد والعمل لنقترب منه قليلا، لكنه ينأى عنا، وكلما دنونا منه ينأى عنا لنزداد جدا وكدا وعملا وسعيا، فلنكن دائما مطمئنين إلى أن حياتنا لم تُمنح لنا لنستريح ولا لنربح.. وإنما مُنحت لنا لنكد ونجد وندفع غيرنا دائما إلى الكد والجد والعمل والاجتهاد».
ومنح عبد الناصرعام 1965 عميد الأدب العربى «قلادة النيل» وهى أرفع وسام تمنحه الدولة، وعند رحيل عبد الناصر قال العميد: «لقد أعطى مصر والعرب أسمى مبادئ - سوف يذكرها له تاريخ الخلود - من أجل الشعب وعزته وكرامته واشتراكيته، لم يأبه للمخاطر ولا حفل بالمخاوف.. إنه البطل الذى كان ويكون وسيكون، وتعاليمه يجب أن تكون هدى لمستقبلنا من أجل عزة مصر وشعبها».

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة