الأربعاء، 11 يناير 2023 - 08:41 م

هام جدا أن تبدأ الحكومة فى ترشيد نفقاتها. القرار الذى أصدره الدكتور مدبولى رئيس الوزراء لهذا الصدد كان ضروريا.. ليس فقط لضبط الميزانية فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، ولكن أيضا ليكون رسالة للجميع «أفرادا ومؤسسات»، ليس وقتا للإنفاق إلا على الأساسيات حتى نعبر جميعا هذه الأزمة الاستثنائية.

ترشيد الإنفاق الحكومى وتأجيل بعض المشروعات التى تحتاج للعملة الصعبة وغير ذلك من الإجراءات الضرورية، سيقابله بالقطع زيادة فى مخصصات الدعم والتكافل الاجتماعى، وهو أمر ينبغى أيضا أن يمتد من الحكومة إلى المجتمع كله.. خاصة ونحن نقترب من شهر رمضان الكريم حيث نشهد دائما أقصى درجات التكافل فى الظروف العادية، فما بالنا فى ظل ظرف استثنائى نعرف صعوبته على الجميع.

بالمناسبة.. أعجبتنى الفكرة التى كشفت عنها الغرف التجارية. حيث قررت بدلا من توزيع «كراتين رمضان»، أن توزع صكوكا يشترى بها من يحصلون عليها ما يحتاجون إليه من بضائع من الجمعيات الاستهلاكية أو المحلات التجارية التى يتم اعتمادها فى حدود القيمة المالية للصك.

الفكرة توفر ثمن الكرتونة «أكثر من عشرة جنيهات»، وتسهل شراء ما يحتاجه الناس بالفعل، بالإضافة إلى عدم التكالب للحصول على السلع اللازمة لملايين الكراتين فى وقت واحد فى ظل الظروف الحالية.

هناك بداية انفراجة فى الأسواق بعد الإفراج الجمركي عن السلع الأساسية وتوفير العملة الصعبة اللازمة لذلك، لكن الأسعار مازالت مرتفعة ومضاربات بعض المحتكرين مازالت قائمة. الغرف التجارية والصناعية تنشط فى حل المشاكل  وفى التعاون مع الحكومة لضبط الأسعار من خلال معارض السلع المخفضة فى كل المحافظات.

التاجر أو الصانع هو الخاسر الأكبر من ممارسات بعض الاحتكاريين والمضاربين. السعى لاستقرار السوق وتقاسم الأعباء فى الأوقات الصعبة هو طريق النجاة للجميع. تكافل المصريين وتعاونهم كان دائما هو السلاح الأهم لتجاوز الأزمات.. وسيكون كذلك!