عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

ترويع الناس!

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 12 يناير 2023 - 06:19 م

التحليل كشف أن الورم سرطانى ويمكن علاجه والشفاء منه! .. هكذا أبلغنى صديقى الطبيب خبر إصابتى قبل سنوات  بهذا المرض الذى نصفه بالخبيث.. أبلغنى بالحقيقة ولكن دون أن يروِعنى ويثير اليأس والإحباط فى نفسى .. وهذا ما تحتاجه الأمم والشعوب وهى تواجه الأزمات الكبيرة الموجعة ..

تحتاج أن تعرف الحقيقة بكل صدق وصراحة ولكن بدون إشاعة اليأس والإحباط فى نفوس الناس وترويعهم كما يحدث الآن لنا ونحن نواجه الأزمة الاقتصادية، والذى يتم من. قبل البعض بشكل مدبر وممنهج ومدبر ومخطط! 

نعم من الطبيعى أن تثير الأزمة، أى أزمة تمر بها الأوطان، قلقا فى نفوس الشعوب التى ألمت بها وعانت من تداعياتها، ولذلك يحتاج التعامل معها حرصا خاصا للحفاظ على معنوياتها وجهدا متواصلا لإزالة مخاوفها وتبديد قلقها وزرع الثقة فى نفوس أبنائها بقدرتهم على تجاوز الأزمة، خاصة أن علاج الأزمة له مرارته وتداعياته ومتاعبه وآثاره الجانبية السلبية التى يتعرض لها المواطنون دوما..

فما بالنا وهناك من يقوم باستثمار هذه الأزمة سياسيا، وبالتالى يقوم بترويع الناس بشكل مدبر وممنهج ونشر اليأس والإحباط بينهم فى إمكانية تجاوز تلك الأزمة.. وهذا هو حالنا الآن ..

نحن لا نواجه فقط أزمة اقتصادية جمعت ما بين تضخم وغلاء بلغ معدله مع نهاية العام الماضى طبقا لجهاز التعبئة والإحصاء أكثر من ٢١ فى المائة، وما بين نقص شديد فى النقد الأجنبى استدعى إجرءات احترازية حكومية فى إنفاقه ..

ونحن لا نواجه أيضا مجرد  قلق طبيعى لدى الناس لصعوبة الأزمة الاقتصادية وصعوبة أيضا علاجها، خاصة أن ذلك يرتبط بتطور الأوضاع الاقتصادية العالمية..،

وإنما نحن نواجه مع ذلك مخططا لترويع الناس وإثارة الخوف والفزع فى نفوسهم وإشاعة اليأس والإحباط بينهم فى إمكانية تجاوز تلك الازمة. 

وهذا الترويع الممنهج والمخطط للمصريين ينفق عليه بسخاء لأن من يقومون به يراهنون عليه لاستعادة الحكم الذى فقدوه ..

ولذلك أضحى من واجب من يتصدون الآن لمواجهة تلك الأزمة الاقتصادية مع تنفيذ بروتوكول العلاج منها أن يهتموا بمواجهة هذا الترويع الممنهج للناس لزرع الثقة فى نفوسهم أننا قادرون على تجاوز الأزمة كما تجاوزنا أزمات عديدة والإنصات جيدا لهم للتعامل مع الآثار الجانبية للعلاج.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة