زكريا عبدالجواد
زكريا عبدالجواد


زكريا عبدالجواد يكتب: الحب فى البلكونات!

زكريا عبدالجواد

الجمعة، 13 يناير 2023 - 06:46 م

قبل 30 عامًا، أحببتُ ميادة الحناوي كثيرًا على المستوى الإنساني، ليس لصوتها الجميل، ولكن لشعورى بأنها مندوبة الإحساس المفوضة عن زميل الجامعة والسكن «طه» الذى عشق «مروة» بنت الجيران، التى تواجهنا بالدور السادس فى العمارة المقابلة، ولم يكن يسمع سوى ألبوم «الحب اللى كان» رغم أن قصته لم تكتمل، بل لم يتمكن من بدئها بشكل يرسم لها نهاية ولو فى خاطره!

ذات ليلة قاسية البرودة وجدته يقف فى البلكونة، يرتدى بدلة شيك جدا، وينظر لأعلى كولى يناجى السماء، ولكن حين اقتربت منه؛ وجدتُ عينيه مثبتتين مثل كاميرا مراقبة على بلكونة «مروة» انتظارًا لإحدى طلاتها العشوائية.

لم ينتظر «طه» بأن تبادله هذه الفتاة الحب، بل قال لى نصًا: عايزها بس تحس إنى باحبها! وحتى بعد أن انتهينا من العام الدراسى وتركنا الشقة؛ ظل يحج لنفس الشارع وينظر لبلكونة محبوبته، ثم يعود ليحكى لنا بالتفصيل كيف لمحها لثوان معدودة! 

مرت السنون، وكلما سمعت «الحب اللى كان» أتذكر هذا الهيام الذى «لا يزال» كلما صادفت صديقى «العاشق» وحدثته عنه ينسى همومه، ويبتسم بفرحة طفلٍ ويسهب فى الحكى عن أيام الصبا، ثم يتنهد بحسرةٍ ويقول: لو كان الإنترنت موجودًا على أيامنا لتغيرت قصتى مع «مروة» كثيرا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة