جلال عارف
جلال عارف


جلال عارف يكتب: أي ربيع ينتظره العالم؟!

جلال عارف

الإثنين، 16 يناير 2023 - 06:34 م

بالأمس استقالت وزيرة دفاع ألمانيا من منصبها بعد نحو عام شهدت فيه ألمانيا تحولا هاما فى سياستها العسكرية بعد اندلاع الحرب فى أوكرانيا، لتسقط كل التحفظات وترصد ألمانيا ميزانية مبدئية بمائة مليار يورو لتحديث قواتها المسلحة.

المفارقة.. كان أول تصريح للوزيرة الألمانية المستقيلة كريستين لامبرشت عن حرب أوكرانيا قبل عام وبعد تردد كبير هو إعلان عن إرسال خمسة آلاف خوذة عسكرية للجيش الأوكرانى«!!»
بينما تخرج من منصبها مع الإعلان عن إرسال أقوى دبابة فى العالم وهى الدبابة «ليوبارد٢» للجيش الأوكرانى فى نفس الوقت الذى تتعهد فيه أمريكا وبريطانيا بإرسال شحنات جديدة من الدبابات والمدرعات. بينما الجدل داخل ألمانيا مستمر بين فريق يتهم الوزيرة السابقة بالتأخر فى إرسال الأسلحة التى تطلبها أوكرانيا، وفريق آخر يحذر من التورط أكثر مما ينبغى فى الحرب.

حتى الآن.. يبدو أن ثلوج الشتاء لم تمنع استمرار القتال ولا تدفق السلاح للجانبين المتحاربين. وحتى الآن تغيب أى جهود حقيقية لبدء التفاوض، وبدلا من ذلك يجرى الاستعداد من الجميع لمعارك الربيع التى يقول كل طرف إنها ستكون حاسمة رغم أن التقديرات الموضوعية مازالت تقول إنها حرب لن ينتصر فيها أحد!!

على الأرجح.. فإن شحنات الأسلحة المتقدمة من الغرب لأوكرانيا هى رسالة لروسيا بعد التقدم الأخير لقواتها على الأرض بأن الدعم الغربى لأوكرانيا سيستمر وسيتصاعد. لكن الخطر الحقيقى هنا هو أنه فى غياب الرغبة فى التفاوض لإنهاء الحرب، فإن التصعيد يبدو بلا سقف!! وفى وساطة فاعلة وموثوق بها من الجانبين فإن خطر الصدام المباشر بين روسيا والغرب يزداد. ولاشك أن الخطأ وارد حين تعتبر أمريكا أن الروس فى أوكرانيا هدف مشروع، وحين تقول روسيا إنها تحارب «الناتو» على أرض أوكرانيا!!
الكل يحشد، والكل يعرف أنه لا يستطيع تحمل عبء حرب شاملة.. والسؤال هو من يفتح أبواب التفاوض قبل أن يأتى الأسوأ؟!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة