الثلاثاء، 17 يناير 2023 - 06:02 م

لظروف مرضية خاصة بأحد أفراد أسرتى أقوم بزيارة مستشفى أبو الريش للأطفال بصورة شهرية تقريباً أو كل شهرين على أقصى تقدير لإعداد تركيبة علاجية فى صيدلية المستشفى حددها الطبيب المعالج للحالة، وفى كل مرة أتوجه فيها إلى المستشفى أجد عشرات بل مئات الأمهات والأباء حاملين أبناءهم الأطفال بمختلف مراحلهم العمرية خاصة من حديثى الولادة وحتى عمر 5 سنوات تقريباً وذلك فى أدوار المستشفى أو على الأبواب أو الاستقبال، والسبب الرئيسى للزيارة معاناة هؤلاء الأطفال من أمراض ومشاكل مختلفة منها الكلى والكبد والسكر والنخاع الشوكى والعظام والأمراض العصبية وغيرها والجميع راضٍ بابتلاء الله عز وجل ويتمنى أن يضحى بروحه لعلاج نجله وألا يشعر بأى ألم مرة أخرى.

أصاب فى كل مرة أزور فيها المستشفى لدقائق معدودة بغصة فى قلبى وألم فى روحى وتكاد أن تنزل دموعى من المشاهد التى أراها، وأتمنى أن أخرج سريعاً ليس لرفضى رؤية تلك المشاهد ولكن لأننى أشعر أننى أقصر بشدة مع الله ولم أشكره على نعمه التى نعيشها ولا تعد ولا تحصى ولكن لا نشعر بها إلا عند الابتلاءات والمرض.. فاللهم اشف كل مريض يتألم من شدة المرض يا رب وارزقه الصحة والعافية.

فمهما ضاقت بك الحياة بسبب ظروفها المعيشية وتقلباتها مع الأسرة أو العمل أو الأهل وتضاءل الرزق أو قل فأنت مازلت فى النعم والستر من الله وأنت وأسرتك بكامل صحتكم ولم تبتلوا بأى مرض أو تتعرضوا لعذاب جسدى ونفسى مثل آلاف الأسر والأطفال الذين يترددون يومياً على المستشفيات للعلاج، وصدق الله تعالى عندما أخبرنا فى القرآن الكريم قائلاً (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) ، كما قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِى سِرْبِهِ، مُعَافى فِى جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا).

وأخيراً .. أرجو من الله عز وجل أن يسامحنا على تقصيرنا فى شكره على نعمه الكثيرة علينا، وألا يبتلينا فى أولادنا وأهلنا وأخواتنا بأى مرض أو سوء، فاللهم لك الحمد حتى ترضى على نعمك وسترك وفضلك علينا.

وأتمنى فى نهاية إطلالتى الأسبوعية أن يكون لمستشفى أبو الريش نصيب خلال الفترة المقبلة من دعم وتبرع من جميع المقتدرين ورجال الأعمال ومؤسسات الخير فى مصر لأنه يقدم العلاج بالمجان لملايين الأطفال سنوياً.