خالد محمود
خالد محمود


خالد محمود يكتب : السينما المصرية تاريخ و جغرافيا و نموذج أصلى

أخبار النجوم

الخميس، 19 يناير 2023 - 11:14 ص

تبقى السينما المصرية شاهد إثبات دائم على مكانة وريادة الفن المصري على مر العصور، فتلك الصناعة الراسخة بمبدعيها شكلت وجدان أمة، ورسخت لنبوغ أجيال من النجوم والمخرجين الموهوبين والمجددين، الذين أثروا الشاشات بأعمالهم ولم يسحب البساط لحظة من تحتهم حتى في سنوات عجاف وأيام القطيعة.
نعم قد تمر السينما المصرية بلحظة ضعف من فترة لأخرى لعوامل كثيرة كظرف اقتصادي أو سياسي أو اجتماعي، لكنها أبدا لن تحتضر، سيظل إبداعها ينبض ويفاجئنا ويلهمنا ويدهشنا، ونحن جميعا نلمس ذلك في كل بقاع المنطقة العربية.

اتذكر في الاستفتاء الكبير لقائمة أفضل فيلم عربي، والذي شارك به كبار النقاد وأصدره مهرجان دبي السينمائي، تصدرت السينما المصرية القائمة، بل وجاء نصيبها اختيار 43 فيلما من أفضل 100 على مدار تاريخ السينما العربية، واحتل “المومياء” لشادي عبدالسلام رقم “1” و”باب الحديد” ليوسف شاهين رقم “2” وكذلك فيلمه “الأرض” في المرتبة الرابعة، بينما جاء “الكيت كات “لداوود عبد السيد ثامن أفضل فيلم، وذكرتنا القائمة أيضا بـ”دعاء الكروان” و”الطوق والأسورة” و”سواق الأتوبيس”.
طوال الوقت تتحرك السينما المصرية على قاعدة راسخة، وتستند على تاريخ كبير، لكن وفقا لبعض المتغيرات قد تتعثر المسيرة، خاصة في مسألة كم الإنتاج، لكن يبقى هناك دائما بريق أمل في مسألة الكيف، فهناك من الأجيال الجديدة مخرجين يمكنهم مواصلة بصمة السابقين، وهم يملكون المفردات الفنية والفكر الذي يلائم العصر، فقط عليهم أن يتجاوزوا العثرات والصعوبات، خاصة بعد تقلص عدد المنتجين، سواء على مستوى “المنتج الفرد” أو “شركات الإنتاج”، والواقع أن تلاشى بعضهم من السوق يحتاج إلى دراسة وبحث للوقوف على أسباب الغياب.
في تلك النقطة علينا أن نفكر بشكل مختلف من خلال عدة نقاط، أولها التواصل مع مؤسسات إنتاجية عربية قادرة على ضخ أموال في الصناعة، وخروج حلم الإنتاج المشترك على أرض الواقع وبكثافة ووعي، فدولة مثل المملكة العربية السعودية أصبحت بها كيانات إنتاجية كبيرة وطموحة وباتت منفتحة كثيرا على صناعة السينما وسوق عرض، وهذا شيء جيد جدا وطموح مشروع، وأثبتت التجارب أن الفيلم المصرى يحقق رواجا جماهيرا بدور العرض بها، وهو ما حدث بالفعل خلال العامين السابقين، إذا لماذا لا يكون هناك تكامل وتوسع في التعاون في مسألة الإنتاج، وعلى حد علمي هناك نوايا حقيقية لمساهمات إنتاجية من هيئة الأفلام بالسعودية في مشاريع سينمائية طموحة، وما أكثر الطموحين من الأجيال الشابة من المخرجين والنجوم والمنتجين، والكبار منهم أيضا، الذين مازالوا يملكون زخما حقيقيا من الإبداع.
أعتقد انه إذا ما تحقق ذلك سنكون أمام أعمال كبرى على مستوى الفكر والفن قادرة جذب الجمهور، والتواجد الفعال على منصات الجوائز الكبرى.
أرى أيضا أننا سنكون على أعتاب إكتشاف أسماء جديدة تستكمل قائمة مبدعين كبار، أمثال  شادي عبدالسلام وشاهين وصلاح أبوسيف وكمال الشيخ وحسن الإمام وبركات والطيب، وكذلك ننتظر من يسير على خطى سعاد حسني وفاتن حمامة وهند رستم وسامية جمال، ونجمات يمكنهن العبور بنا إلى مكانة مرموقة  بجوار منى زكي ونيللي كريم ومنة شلبي.
وفي ضوء أن هناك دول كثيرة لم تكن تملك كنوزنا وتاريخنا، أصبحت أرضا خصبة لجذب التصوير الأجنبي، وبالتحديد تلك النوعية من الأفلام العالمية التي تستدعي قصصها مشاهد تاريخية عن مصر، وهنا قد يقول قائل: “أن البساط انسحب من تحت أيدينا في تلك المسألة الحيوية المهمة، وردي عليهم أن البساط لم ينسحب، والفرصة مازالت أمامنا، فنحن من يملك التاريخ والجغرافيا والنموذج الأصلي، فقط علينا أن نعيد حساباتنا ونغير من تفكيرنا لتذليل كافة العقبات أمام شركات الإنتاج العالمية الكبرى لتصور أعمالها في مصر”.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة