محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب


محمد عبدالوهاب يكتب: الأب

محمد عبدالوهاب

الجمعة، 20 يناير 2023 - 06:04 م

اسمحوا لى أن اخرج عن أسطار الكتابة فى السياسة الخارجية فكلماتى هذه ربما تنقل رسالة الى كل من يمتلك نعمة افتقدتها ولم أدرك قيمتها رغم انى على ابواب الخمسين ورغم انخداعى بقدرتى على التوقع وتحليل المواقف لكن موقف بسيط واجهه أطفال رضع وقفت أمامه مثل طفل صغير عاجز وضعيف فالموقف جلل ولم اتوقع دموعى أن تسبقنى وتتساقط رغم أنفى فالحدث جلل انه وفاة ابى حقيقة مرت حياتى مع ابى بعدة مراحل مرحلة المراهقة التى تمنيت فيها ان اكون يتيما وكنت احسد اصدقائى الايتام لانهم يلعبون ويفعلون ما يريدون دون رقيب وكان ابى بالنسبة لى الرقيب وكنت واهما ومرحلة منتصف العمر والتى تمنيت فيها ان يعيش ابى العمر كله لاعوضه عن سنوات المعاناة التى عاشها يتيما وفقيرا تحدى العالم من اجلى ثم مرحلة السنوات الثلاث الاخيرة والتى اشتد فيها المرض على ابى ومن كثرة آلامه وعجزى كنت اتمنى له الرحمة لكن عندما كانت لحظة الفراق انقسم ظهرى ووهنت قوتى فابى كان السند والامان لى رغم انه طريح الفراش لسنوات.

أن تفقد أباك معناه الألم الدائم والحزن العميق والشعور بالضياع والوحدة والفراغ والوحشة إحساس لم يعرفه إلا من جربه وعاشه وأن تفقد أباك معناه أن تحس بمعنى الوحدة  فقد فقدت من يمد يده ليساعدك ولو امتدت لك ألف يد اخرى فإنها لا تغنى عن يد والدك المليئة بدفء وحنان الأبوة حقيقة لا أحد يستحق أن تتوجع أمامه ولا أحد سوف يقاسمك ما تعانيه إلا هو فحين يعطى الأب ابنه يفرح الأب والابن معا  وحين يعطى الابن أباه يبكى الاثنان.

رسالتى الى كل من يعيش ابوه من ابن لم يكن أبدا عاقا ذاق مرارة فقد اب لم يكن صديقا له استمتع بأبيك اطول فترة ممكنة كن له السند والعون استمع إليه أطول فترة ممكنة قبل ان تجد نفسك مكانى تتندر على كل لحظة قضيتها معه وتتمنى لو كانت أكثر وفكر ألف مرة قبل أن تغضب أباك وتذكر قوله تعالى فى سورة الإسراء الاية 23 «فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا» صدق الله العظيم.. رحم الله ابى وكل اب.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة