صوره أرشيفيه
صوره أرشيفيه


المقاولون العرب : تخطينا جميع العقبات .. والحلــم أصبـــح حقيقـــة

«سد جوليوس نيريـرى».. ملحمــة مصرية على الأراضى التنزانية

أخبار اليوم

الجمعة، 20 يناير 2023 - 10:40 م

أوضح المهندس سيد فاروق رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب أن فكرة بناء سد على نهر روفيجى - أحد أهم الأنهار الرئيسية والتى تنبع مياهه داخل الأراضى التنزانية - بمثابة حلم يطمح إليه الشعب التنزانى منذ ستينيات القرن الماضى حيث إن مياهه كانت تهدر على السواحل التنزانية فى المحيط الهندى وبدايات تحقيق هذا الحلم لاحت فى الأفق عندما اجتمعت الإرادة السياسية التنزانية عام 2018 وقررت تحقيق هذا الحلم.

مستعينة بجهود أشقائها الأفارقة وعلى رأسها جمهورية مصر العربية التى بدورها لم تأل جهدا فى تقديم يد العون فى سبيل تنمية وتطوير مقدرات كافة الشعوب الأفريقية الشقيقة، وصدر تكليف رئاسى من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى لتحالف شركتى المقاولون العرب والسويدى إليكتريك بالدخول فى عطاء تنفيذ هذا المشروع الضخم لما لهذا التحالف من خبرات تعاون مشترك ناجحة مسبقا فى مجال مشروعات الطاقة خارج مصر.


وبالفعل تم تسخير كافة إمكانات الشركتين فى سبيل تقديم عرض تنافسى قوى، وبفضل من الله ودعم القيادة المصرية تمكن التحالف من الفوز بهذا العطاء العالمى والذى نافسنا فيه كبريات الشركات العالمية المتخصصة فى هذا المجال.


تحويل مسار الأنهار
وقال: تم توقيع التعاقد مع الحكومة التنزانية بحضور الرئيس التنزانى الراحل ودولة رئيس الوزراء المصرى فى 15 ديسمبر 2018 وبدأ العمل الفعلى على الأرض منذ بدايات عام 2019، وتمت الأعمال اللازمة لتحويل مسار النهر فى نوفمبر 2019 إيذانا ببدء تنفيذ جسم السد الرئيسى.


وأضاف: على الرغم من كافة التحديات والأحداث التى طرأت على العالم أجمع والتى بالطبع كانت لها تأثيراتها على المشروع، إلا أننا وبفضل من الله وتوفيقه نجحنا فى إنجاز ثانى مراحل المشروع.

وهو إعادة تحويل النهر إلى مساره الطبيعى بعد إتمام الجسم الرئيسى للسد فى زمن قياسى إيذانا ببدء ملء البحيرة الرئيسية لتخزين المياه أمام السد والتى يصل مسطحها إلى 158 الف كيلو متر مسطح والمخطط الوصول بمناسيب المياه بها خلال موسمين للأمطار لنتمكن من إجراء تجارب التشغيل على عدد تسعة توربينات لإنتاج الكهرباء بطاقة 2115 ميجا وات، والجارى استكمال تركيبها بالتزامن مع ملء بحيرة السد.


وأشار المهندس سيد فاروق إلى أن خوض التحالف المصرى وتصديه لتنفيذ هذا المشروع الضخم يعد فى حد ذاته تحديا كبيرا، حيث إنه وعلى الرغم مما لشركتى التحالف من باع كبير وخبرة متميزة فى مجال مشروعات إنتاج الطاقة بصورها المختلفة، داخل وخارج البلاد.

إلا أن مجال إنتاج الكهرباء من الطاقة الكهرومائية يعد من أعقد أنواع هذه المشروعات حيث يتطلب خبرات من نوعيات غاية فى التخصص والاحترافية لإدارة مشروع بهذا التعقيد الهندسى والحجم الهائل، خاصة وأن مسئوليات التحالف التعاقدية لم تقتصر على تنفيذ الأعمال فقط، بل امتدت لتولى كافة أعمال التصميمات وتوريد كافة المهمات اللازمة لتنفيذ المشروع.


وقال المهندس أحمد العصار النائب الأول لرئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب فى معرض حديثه، إن قبول هذا التحدى وضع على كاهل قيادات التحالف مسئوليات ضخمة خاصة أننا هنا لا نمثل فقط شركتى التحالف ولكن نحمل على عاتقنا مسئولية تمثيل مصر فى تجربة فريدة لم يكن من المسموح فيها بأى خطأ ولا يمكن بأى حال قبول أدنى درجة من درجات الفشل.


نمو ورخاء
وقال: لقد نجحنا فى تخطى كافة العقبات التى واجهتنا منذ بدء المشروع ونرى اليوم أن حلم الأشقاء فى تنزانيا قد تجسد أمامنا وأصبح حقيقة واقعة أمام أعيننا ونحن نشارك إخواننا من الشعب التنزانى احتفالاتهم بإنهاء ثانى مراحل المشروع الرئيسية.

وبدء تخزين المياه فى البحيرة الجديدة التى ستتشكل أمام السد بعد اكتمال إنشاء الجزء الرئيسى منه إيذانا ببدء عهد جديد للدولة التنزانية بعد تمكنها من تسخير المقدرات الطبيعية التى حباها الله إياها، وسوف يساهم هذا الإنجاز بإذن الله فى تحقيق مزيد من التطور والنمو والرخاء لكل أفراد الشعب التنزانى الشقيق.

كما سيمثل تحقيق هذا الإنجاز مثالا حياً يحتذى به جميع الأشقاء الأفارقة ويبرهن للعالم أجمع على قدرة الأمم الأفريقية على النجاح سويا يدا بيد.


١٠ آلاف فرد
وأشار العصار إلى أن هذا الإنجاز يعد تجليا لأسس التكامل الاقتصادى بين الشعوب الإفريقية وإعلانا صريحا أنه قد آن الأوان لأفريقيا أن تحقق نهضتها الاقتصادية بسواعد أبنائها، وبالطبع ستكون مصر دائما هى الشقيقة الكبرى السباقة دائما فى مد أواصر التعاون والشراكة مع اخوانها فى كافة أنحاء القارة السمراء فى سبيل تحقيق الرخاء والتنمية المرجوة.


وأكد المهندس حسام الدين الريفى عضو مجلس إدارة شركة المقاولون العرب أنه وعلى الرغم من أن هذه التجربة ليست الأولى على مدار تاريخ الشركة فى التعاون مع الأشقاء الأفارقة، فللشركة أفرع وشركات تعمل منذ عشرات السنين فى العديد من الدول الأفريقية.

وإلا أنه تجدر الإشارة إلى أن هذه التجربة تعد الأكبر ليس فقط من ناحية حجم العمل وتعقيداته الفنية ولكن أيضا من ناحية حجم القوة البشرية الهائلة المشاركة فى المشروع. فمشروعات السدود وما يلحق بها من محطات توليد الكهرباء من الطاقة الكهرومائية تتميز بكونها مشروعات كثيفة العمالة.

لتشعب وتعاظم الأنشطة بمختلف نوعياتها، مما يتطلب تعظيم دور المشاركة الفاعلة للأيدى العاملة المحلية، ولذلك فإن مشاركة اثنى عشر ألف فرد أغلبهم من أبناء الشعب التنزانى هو نتاج هذا التعاون، نالوا من التدريب على أحدث أنظمة العمل ما أهلهم للعمل بكفاءة ملحوظة على مستوى كافة قطاعات المشروع وفى مختلف المجالات سواء الفنية أو التنفيذية أو حتى الإدارية منها.


وقال الريفى: لقد أكدت مصر من خلال هذه التجربة الناجحة بالمشروع أن دورها لم ينحصر فقط فى بناء مكونات هذا المشروع بل إن دورها الأهم الاستفادة من العاملين التنزانيين وتدريبهم ورفع كفاءتهم وتأهيل هذا الكم الهائل من الأيادى العاملة المحلية ليكونوا نواة للقوى الدافعة للمشروعات التنموية ليس فقط على نطاق دولتهم.

ولكن لتمتد مشاركتهم فى تنمية جيرانهم من الشعوب الأفريقية الأخرى. ولذا فإن حصيلة الطاقة البشرية الفاعلة التى اكتسبتها اليد العاملة فى تنزانيا من هذا التعاون وما شهدته من تحديات بالمشروع أكسبتها الثقة فى قدرتها على الإنجاز وثقلت مهاراتها الفنية والإدارية.

وأصبح لدى العامل التنزانى الثقة الكبيرة نظرا لقدرته على اكتساب الخبرة، مما يؤكد نجاح هذه التجربة وأن التعاون هو الحل الأمثل للنهوض بشعوب القارة السمراء.. لا يخلو أى مشروع من التحديات، هكذا استهل المهندس أيمن محمد عطية نائب مدير التحالف المشرف على المشروع شرحه للتحديات التى واجهت المشروع.

وتختلف نوعية التحديات ويتدرج حجمها طبقا لطبيعة المشروع والظروف المحيطة به، ويمكن تصنيف المخاطر التى يواجهها المشروع لقسمين: تحديات ناتجة عن طبيعة المشروع وتحديات مستجدة نتيجة لظروف تزامن تأثيرها مع مراحل تنفيذ المشروع.


أما عن القسم الأول فإن طبيعة مشروعات السدود والمحطات الكهرومائية بطبيعتها مليئة بالتحديات والمخاطر نتيجة عوامل عدة أهمها التعامل مع الظروف الطبيعية المختلفة من سيول وفيضانات حيث إننا فى الأساس نقوم بعمل صناعى ضخم لترويض الطبيعة البكر المتمثلة فى حجز مليارات الأمتار المكعبة من مياه الأنهار التى تجرى فى مسارها الطبيعى منذ آلاف السنين ، مما يتطلب حرصا وإجراءات هندسية معقدة للتعامل مع المتغيرات الطبيعة والتى غالبا ما تكون تأثيراتها عنيفة إن لم تؤخذ فى الحسبان.


اقتحام الصعاب
أما عن القسم الثانى وهو المتغيرات الخارجية التى تزامنت مع مراحل تنفيذ المشروع فقد تأثر المشروع منذ بداياته بجائحة كورونا وما استتبعته من تأثيرات سلبية ليس فقط داخل نطاق المشروع ولكن امتدت إلى المصانع المنتجة للمهمات والمعدات المستخدمة فى المشروع والتى تأثرت العملية الإنتاجية بها تأثرا بالغا وصل فى أحيان كثيرة إلى الإغلاق الكامل لفترات متفاوتة.

وبفضل من الله وحرص إدارة التحالف على تطبيق أعلى درجات الإجراءات الاحترازية لكافة العاملين بالمشروع يضاف إلى ذلك حرص الحكومة التنزانية على إعطاء الأولوية للعاملين بالمشروع وتم الدفع بأطقم طبية متخصصة فى حينه لتوفير التطعيمات اللازمة للعاملين داخل نطاق عملهم تم تقليص أضرار هذه الأزمة بنسبة كبيرة، كما سعى التحالف بالتنسيق مع المصانع الموردة لمضاعفة معدلات الانتاج لتعويض أكبر قدر ممكن من الفقد فى أزمنة التوريد المخططة.


دعم الدولة المصرية
وأوضح المهندس دارم دبسى ممثل التحالف ومنسق المشروع أنه خلال مشاركته فى مؤتمر المناخ 27 COP المنعقد بشرم الشيخ، قامت فخامة السيدة الدكتورة سامية حسن رئيسة الجمهورية التنزانية بدعوة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية لمشاركة مصر فى الاحتفال الرسمى والشعبى.

عرفانا بالدور المصرى المدعوم من سيادة الرئيس شخصيا فى تحقيق هذا الإنجاز. وقد لبى سيادة الرئيس الدعوة بإيفاد وفد رسمى رفيع المستوى ممثلا للحكومة المصرية على رأسه السيد السفير سامح شكرى وزير الخارجية، والسيد الدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية.


وقد وجهت فخامة رئيسة الجمهورية التنزانية فى خطابها للشعب التنزانى خلال الإحتفالية الشكر إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى وأكدت على تقديرها العميق لدعم سيادته للمشروع ومتابعته الدقيقة والتى كان لها الدور الأبرز فى النجاح الذى تم تحقيقه على الأرض حتى الآن.

كما وجهت فخامتها الشكر للتحالف المصرى والمكاتب الاستشارية ، وأشادت بالإنجازات التى شهدتها بنفسها قبل الاحتفال وطالبت الجميع باستمرار بذل الجهود بنفس الروح العالية للوصول بالمشروع للنتائج النهائية المرجوة.. هذا المشروع هو مشروع الأرقام القياسية.

هذا ما أكده المهندس محمد سماحة مدير المشروع للأعمال المدنية، حيث أوضح أن الكميات المنفذة هى أوضح تعبير عن حجم العمل الهائل المنفذ بالمشروع، والذى تطلب تحقيقه عددا من ساعات العمل الضخمة من أجل الوصول إلى ما نراه اليوم من إنجاز كبير. حيث بلغت الكميات المحققة طبقا لما يلي:
كميات الحفر والردم بجميع أنواع التربة وخاصة التربة الصخرية حوالى 14 مليون متر مكعب وأعمال ردم (تربة صخرية وطينية) بحوالى 7 ملايين متر مكعب مما ترتب عليه توفير معدات (حفارات ولوادر وتريلات وهراسات... الخ) تصل أعدادها إلى 1720 معدة لإنجاز تلك الأعمال فى وقت قياسي.


وأضاف أن كميات الخرسانة بالمشروع 3 ملايين متر مكعب مما تطلب توفير محطات خلط عملاقة تصل أعدادها إلى 7 خلاطات تترواح قدرة المحطة من 100 متر مكعب/ساعة إلى 320 متر مكعب/ساعة.

وأيضا توفير الخامات من المنطقة المحيطة بالسد نظرا لعدم وجود محاجر او خامات بالقرب من المشروع داخل المحمية فتم تشييد عدد 5 كسارات بالمشروع تتراوح الطاقة الانتاجية من 120 طن/ساعة إلى 800 طن/ساعة وهى ثانى أكبر كسارة بالعالم كما تم توفير عدد 7 محاجر بالمشروع لتوفير الخامات والكميات المطلوبة.

وكان أعلى معدل شهرى لصب الخرسانات بالمشروع هو 200 الف متر مكعب/شهر وأعلى معدل يومى 11 الف متر مكعب/يوم.. وبلغ  عدد ساعات العمل بالمشروع حتى الان 90 مليون ساعة حيث بلغ عدد العاملين بالمشروع 12 الف عامل من بينهم 90% من العمالة المحلية التى تم تدريبها بواسطة الكفاءات المصرية بالمشروع وتم توفير السكن والاقامات كما يوجد مستشفى ميدانى بالمشروع مجهزة بأحدث المعدات الطبية.


تم توفير شدات لتنفيذ الأعمال الانشائية لمبنى التوربينات حيث يتم تنفيذ الأعمال بكامل المبنى فى نفس الوقت حيث يحتوى على 35 الف طن حديد و400 الف متر مكعب خرسانة.


تم تشييد الكوبرى الرابط بجانبى نهر روفيجى فى فترة زمنية أقل من عام وذلك لنقل قطع التوربينات بأقصى حمولة 360 طن وذلك باستخدام العربات المتحركة بلغ ارتفاع الأعمدة 50 مترا وطول الكوبرى 250 مترا وبعرض 11 مترا.


اقرأ ايضاَ | «حياة كريمة» هدية الرئيس للمصريين .. مشروعات ضخمة ونقلة نوعية فى تنمية الصعيد

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة