هناء عبد الفتاح
هناء عبد الفتاح


اشتروا منى

مطاردات فعل الخير إلى أين?

الأخبار

السبت، 21 يناير 2023 - 06:25 م

مرة واحدة تخوض فيها تجربة التبرع لجمعية خيرية كفيلة بأن تجعلك تكره نفسك وحياتك واليوم اللى اتبرعت فيه وربما تقدم على قطع شرايينك بحثاً عن حياة أكثر هدوءاً فى العالم الآخر، أصلا مجرد أن تدور فكرة التبرع لأعمال الخير فى رأسك فتحاول الاتصال بأى جمعية للسؤال عن الملفات التى تتبناها فهذا معناه أنك لن تترك فى حالك حتى تتم عملية التبرع ، وسيظل موظف الجمعية يتصل بك من أرقام هواتف مختلفة ، يذكرك لو نسيت ويطاردك لو تقاعست ويحرجك لو صرفت نظرا لأى سبب ، لن تسلم من الإزعاج والمطاردات حتى تتبرع ، ولا تتخيل هنا أن المسألة انتهت ، فمن اللحظة التى تتبرع فيها يا عزيزى اعتبر دمك تفرق بين القبائل، بقدرة قادر سيوزع رقم هاتفك على كافة الجمعيات الأخرى لمطاردتك أينما وليت شطرك ، وستجد نفسك أمام جيش جرار من موظفين جمعية زيد وجمعية عبيد وجمعية نطاط الحيط يسألونك يومياً وفى أى وقت عن أى مال معك يمكن توريده إليهم ، ولو لم ترد على الهاتف سيعج تطبيق الواتساب عندك برسائلهم التى يضعون فيها هموم الدنيا كلها فوق رأسك ، الكلام معهم لن يجدى لأن من وجهة نظرهم من يفعلها مرة يمكن أن يفعلها ألف مرة ،البلوك لن يغيثك لأن الخطوط عندهم لا تنفد ، التجاهل لن يحل مشكلتك لأنك لن تستطيع الإفلات من اتصالاتهم ، ولا تحاول إقناعهم أن تلك السياسات تضرب مصداقيتهم فى مقتل وأن هذا الإلحاح غير الطبيعى سيولد حالة من القرف عند المتبرع تجعله يحجم تماما ويتبنى بنفسه وبيده تصريف صدقاته، كل هذا لن يجدى ، وستحتاج أياما وأسابيع وأشهرا تتجاهلهم فيها حتى يخيب رجاؤهم فيك وينصرفون عنك ، أتمنى أن يفهم القائمون على إدارة الجمعيات الخيرية أن الأصل فى المسألة هوة التعفف وليس المطاردة ، هوة أن تعرض على المتبرع ما تفعله على الأرض وتترك له مساحة الاختيار ، أما هذا الذى يحدث فهو شيء لا يختلف كثيرا عن المطاردات الفردية فى إشارات المرور والمترو .. انتبهوا يا أولى الألباب.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة