مصطفى منير
مصطفى منير


بطولات عبر التاريخ

أخبار الحوادث

الثلاثاء، 24 يناير 2023 - 01:33 م

..قدر الأمة المصرية عبر التاريخ أن تتعرض لبعض من الأزمات والصراعات، وفى معظم الأحيان تمتد للمجتمع، ولكن مع كل أزمة و صراع تظهر معادن رجال الأمة المصرية، تجد هوية البطل المصرى واضحة أمام العالم، فهم رجال يضحون بأنفسهم من أجل حماية الأرض والعرض.
تجدهم دائمًا «قد المسئولية» قادرين على التحدي.. دائمًا ينتصرون فى النهاية، ليس لقوتهم وفدائهم فقط بل لانهم رجال حق لا يسعون إلا لبقاء الأمة المصرية ولا هدف لهم سوى مصلحة الوطن.
تاريخ طويل من بطولات رجال الشرطة قدم التضحيات وجسد خلاله رجال لا يعرفون سوى الفداء بأرواحهم من أجل أن تبقى وتعيش الأمة المصرية.. نجحوا فى الحفاظ على الوطن وعبروا به فى كل مرة من الخطر إلى الأمان.
ملاحم طويلة جسدها جهاز الشرطة عبر التاريخ، ولكن تظل ملحمة الـ 25 من يناير عام 1952 تجسيدًا حقيقيًا فى التاريخ الحديث لبطولة رجالنا كانت معركة الإسماعيلية مثالا حيًا على صمود وفداء وبسالة رجال الشرطة فى وجه المستعمر الانجليزى.
بداية المعركة يوم الجمعة 25 يناير، وقتها كانت حالة التوتر بين الوطن والمستعمر البريطاني وصلت لذروتها، عمليات فدائية من رجال مصريين بمساعدات رجال الجيش والشرطة المصرية ضد معسكرات الجنود الانجليز، مما اغضب المحتل وقتها، وقرر القائد البريطاني بمنطقة القناة استدعاء ضابط الاتصال المصري، وسلمه إنذارًا يطلب فيه قوات الشرطة المصرية بالاسماعيلية بتسليم اسلحتها للقوات الانجليزية، وتنسحب من مبنى المحافظة ومنطقة القناة وتتجه إلى القاهرة.
هدف المحتل وقتها هو تفريغ مدن القناة من قوات الشرطة بعد التأكد من مساعدتها للفدائيين فى ضرباتها الموجعة للمعسكرات البريطانية، وجعل المواطنين فى مدن القناة بدون أي مساعد أو غطاء امني لهم، وهنا ظهرت أصالة الهوية المصرية، التى تجسدت فى كل رجال الشرطة، رفضوا طلب المحتل وقرروا الصمود والمقاومة، ليأمر وقتها القائد البريطانى جنوده بمحاصرة رجالنا من قوات الشرطة، وإطلاق النيران من اسلحتهم على قوات الشرطة المصرية، واستمر إطلاق النار لأكثر من 6 ساعات تصوب نحو رجال الوطن.
ولكن عزيمة الرجال وبالرغم من أن قوات الشرطة المصرية مسلحة ببنادق قديمة الصنع، إلا انهم رددوا عبارة «تسلمونا جثث هامدة»، وقرر 850 مقاتلا مصريا الوقوف أمام 7 آلاف جندي انجليزى، وجسد القائد المصري الضابط مصطفى رفعت ورجاله المخلصين ملحمة حقيقية للدفاع عن تراب الوطن، ورفض أي محتل، وقدمت الشرطة خلال تلك المعركة 56 شهيدًا صمدوا للدفاع عن كرامة وطنهم .
تظل تلك المعركة محفورة فى التاريخ بحروف من ذهب، وتمر السنون ويأتي العدو من الداخل بعد احداث يناير 2011، وتسلل الجماعة الإرهابية للحكم، ومعها يظهر رجال الوطن المخلصين وخلال سنوات ينجح رجال الشرطة فى القضاء على أهل الشر، وانقاذ الوطن من الفوضى إلى الأمن والأمان.
وفى هذا اليوم تحية إلى شهدائنا وابطالنا من رجال الشرطة الذين عبروا بنا من الخطر إلى الأمان.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة