د. إلهام سيف الدولة حمدان
د. إلهام سيف الدولة حمدان


فاتن حمامة..قمة شهرة.. وصولجان فن..وعرش سينما

أخبار النجوم

الخميس، 26 يناير 2023 - 09:34 ص

المبدعون لا يرحلون بل يغيرون عناوينهم هذه جملتي التي تنطوي على قناعتي الكاملة تجاه من يذهبون للقاء رب العالمين من صفوة مبدعي هذا الوطن.. وعليه.. أؤكد على قناعتي أن فاتن حمامة باقية لم.. ولن ترحل لكونها ساكنة في وجدان كل محبيها ومحبي فنها الراقي، إنها كانت ..ومازالت..وستظل .. نجمة من نجوم الأرض.هى سيدة القصر التى رحل جسدها فقط مبارحا القصر، تركته خاليا من ابتسامتها وعبقها وحضورها وموهبتها الطاغية التى أسرت القلوب منذ نعومة أظفارها.. تركت غرفه خاوية تصفر فيها رياح الفقد والافتقاد إلى وجودها، فنانة استثنائية من جيل العباقرة اعتلت القمة ولم تبرحها حتى الرمق الأخير ومن الصعوبة بمكان أن يستطيع الإنسان أن يحتفظ بالقمة فسرعان مايفقدها عند أول منعطف أو زلة أو سوء تقدير أو اختيار، لكن فاتنة قلوبنا بألمعيتها وذكائها ودهائها امتلكت مايمكنها من التربع عليها طوال مشوارها الفنى المشرق.. ناهيك عن ثقافتها التى أعانتها على الانتقاء المنوَّع الناجح لأدوارها السينمائية أولا والتليفزيونية أخيرا، وحتى من خلال ظهورها في بعض البرامج التلفزيونية المصرية أو الأجنبية كانت وجها مشرقا يموج بالتفرد والاعتداد بالنفس، نموذجا يحتذى للفنان المثقف القابض على كثير من الخبرات الحياتية والمعارف ينثرها عبيرا مغلفا بعطر حضوره وتلقائيته بعيدا عن التصنع والادعاء بل بعفوية صادقة.
 وبرغم ابتعادها عن الشاشة فى سنوات عمرها الأخيرة، إلا أننا كنا نستشعر حضورها من خلال أعمالها التى لا نمل من مشاهدتها ومعايشتنا لكل شخصية جسدتها أمامنا، ولا ينسى جميع من تابع  خطواتها الفنية والوطنية في اعتقادي ماكانت  تشارك به قدر استطاعتها مصرنا المحروسة في همومها الثقال ؛محاولة الاضطلاع بدورٍ وطنى يشد من أزر الوطن لتؤكد من خلاله دور الفن فى مساندة الساسة جنبا إلى جنب وذاكرتنا مازالت تلمع بطلـَّتها الجميلة فى لقاء الرئيس السيسى مع نخبة من فنانى مصر وما تركته فى نفوسنا من أثر طيب لا ينسى، فهى قريبة من القلوب وإن ابتعدت عن الأنظار، وستظل تسكن القلوب التى عشقتها بابتسامتها الوضاءة التى تجسد الفرح والبهجة والألق وفنها الثمين الذى تزدان به شاشاتنا المصرية والعربية بل العالمية أيضا، فعبقرية جيلها تتمثل فى قدرته المدهشة على الاستمرار والبقاء حتى بعد انتهاء الرحلة، فأعمالها ستخلد ذكراها ومسيرتها الفنية لن تنطفئ مهما مر الزمن وستظل خير قدوة ومثلا يحتذى لكل المواهب الصاعدة.
،وهنا أجدني أكرر رغبتي الملحة في أن نبدى لمسة وفاء لها وأخص وزارة الثقافة تحديدا بهذا المطلب الذي أراه من أبسط حقوقها علينا كفنانة مؤثرة،وذلك بتنظيم مهرجانات تحمل اسمها ، وأتساءل لماذا لا يتم عرض أعمالها على مدار العام؟!  باستطاعة  دور العرض تخصيص حفلة يوميا لعرض فيلم لها ،والإعلان عن جوائز فى التمثيل على مستوى أكاديمية الفنون متمثلة في أحد معاهدها الفنية المتخصصة كالمعهد العالي للسينما تحديدا _تحمل اسمها امتنانا لعطائها الفنى المائز وتكريما لشخصها المحترم، وكقدوة فنية للطلاب الذين سيتخصصون في هذا الفن _التمثيل فهى بحق ممثلة مصرية الجنسية عالمية الأداء.
فاتن حمامة.. قمة شهرة، وصولجان فن، وعرش سينما، كما سيق في وصفها، إن أجمل وصف لها فيما أرى ماجاء على لسان من جايلها في فنها من كبار الفنانين فقد لمسوا عن كثب كل ماتتمتع به من خصال فهي فاتن حمامة الإنسانة الرقيقة في علاقتها بزملاء الفن والمشوار ،لكن استوقفني قلم الراحل القدير الفنان عبد السلام النابلسي فرشاقة تعبيراته ريشة رسمت بحرفية لوحة لنجمة من نجوم الأرض فهي في نظره..ونظرنا بالضرورة وبحق:
“قمة شهرة وصولجان فن وعرش سينما، ولدت على جبينها نجمة وعاشت وفى عينيها طموح، ومشت قدمًا تحمل رأسًا فيه عقل الدهاة، استبقت زمانها فسلبت من الأمس فرصته ومن اليوم حنكته ومن الغد مستقبله، الحياة عندها فن والفن عندها حياة وهى بين الاثنين صلة وصل بل سلسلة لا تنفصم لها حلقة، ركبت رياح المجد الأربع، لها فى كل قلب مكان تقدير ولها على كل لسان كلمة إعجاب يضرب بها الأمثلة ويقتدون بفنها على قدر ما يقتدون. متحدثة كأشهى ما يكون الحديث، مقنعة كأحسن ما يكون الإقناع نراها تنظر إلى الطريق وكأنها تتبينه وهى القادرة أن تمشى عليه مغمضة، إلا من الحذر وفى صدرها ألف أمل وفى قلبها حب واحد، من الناس من يعيش ليومه أما هى فتعيش لمئات السنين الحب عندها أنانية والفن فى شرعها كذلك، تريد أن تستحوذ على حبها وتعتقله فى سجن كما تريد أن تأخذ من الفن حبها نصيب الأسد ومادرت أن الحب له أجنحة، وأن الفن مشاع، صداقتها وعداؤها تزنهُما بميزان ٍ واحد وكثيرًا مايختلط الأمر عليها فلا تفرق بين الاثنين إلا باللمحات، طاقة ضخمة من الصبر والجلد والمثابرة، نعومة وابتسامة ولكنها تنازل الأحداث مثل «جان دارك» لا تستغيث إلالتستنهض همة نفسها ولاتستكين إلا لتريح شجاعتها من كثرة النضال!”.
فاتن حمامة معجزة سينمائية يصعب تكرارها ،كست الفن السينمائي ثوبا قشيبا ومنحته تاج التميز وصولجان عرشه الملكي ، يباهي بها وبعطائها مادامت الحياة!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة