الثلاثاء، 31 يناير 2023 - 03:26 م

..لا أحد يعرف على وجه الدقة المنشأ التاريخي لكلمة «لامؤاخذه».. متى ظهرت وكيف انتشرت بهذا الشكل وتوغلت في أفواه المصريين لتصبح المتحدث الرسمي على كل لسان.
هذه الكلمة السحرية اصبحت المبرر الرسمي لتبرير كل الأخطاء والخطايا.
اللي يدوس على رجلك في الاتوبيس يقولك لامؤاخذه ويسيبك ويمشي.
اللي يرمي عليك بالعربية وانت ماشي ويدخلك في الرصيف يكتفي برفع إيده ويقولك لامؤاخذه.
والعجيب إن كلمة لامؤاخذه لم تعد صالحة فقط للاعتذار عن الاخطاء السابقة بل امتدت إلى الاخطاء اللاحقة ايضا حيث تجد أي شخص ينوي ارتكاب خطأ يستخدم هذه الكلمة السحرية كجواز مرور يسمح له بإقحام نفسه فيما لا يعنيه مثل الشخص الذي يقحم نفسه في حديث ليس طرفًا فيه.
كل اللي عليه انه يقول لامؤاخذه ويدخل في الحوار على طول ويقول اللي عنده.
هذه الكلمة العجيبة احتلت مكانة مميزة في قاموسنا اللغوي شأنها شأن عشرات الكلمات الأخرى التي اصبحنا نرددها بلا وعي مثل كلمة «معلش» التي تبرر كل الأخطاء مثلها مثل اختها الكبرى «لامؤاخذه» وتزيد عليها انها تشجع على التهاون مع المخطئين والتساهل مع المتكاسلين وتحميهم من العقاب.
وأضف اليهما كلمة اخرى لا تقل سخافة وهي «اشمعنى» .. كلمة حمقاء تعكس نفسية مريضة لصاحبها وشعور دائم بالاضطهاد والمظلومية.
كلمات سخيفة يجب تنقية قاموسنا اللغوي منها على الفور وخاصة انها أصبحت دستور عمل ومنهج حياة لقطاع كبير من المصريين وتكشف بوضوح اننا نعاني من مرض الفصام اللغوي لدرجة انك تجد الكلمة وعكسها في نفس القعدة وعلى لسان نفس الشخص.
وخد عندك مثلا .. هو خير البر عاجله و لا كل تأخيرة و فيها خيرة!
هي معرفة الناس كنوز ولا البعد عن الناس غنيمة !
هي الناس مقامات و لا كلنا ولاد تسعة !
 هي النار ماتحرقش مؤمن و لا المؤمن دايما مصاب !
 هو باب النجار مخلع و لا ندي العيش لخبازه !
 هو الغايب مالوش نايب و لا الغايب حجته معاه !
هو لو سرقت إسرق جمل و لا الطمع يقل ما جمع!
 هو في السفر سبع فوايد و لا من خرج من داره اتقل مقداره!
 هو اللي سبق أكل النبق و لا قيراط حظ و لا فدان شطارة !
 هو يا بخت من وفق راسين في الحلال و لا نمشي ف جنازة و لا نمشي ف جوازة !
 هو القرش الأبيض ينفع في اليوم الإسود و لا إصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب!
 هو خير تعمل شر تلقى و لا إعمل الخير و إرميه في البحر!
 هو لبس البوصة تبقى عروسة و لا إش تعمل الماشطة في الوش العكر!  
هو الخير على قدوم الواردين و لا يا قاعدين يكفيكوا شر الجايين !
هو الضنا غالي ولا لوجالك الطوفان حط ابنك تحت رجليك!
  هو ضل راجل و لا ضل حيطة ولا قعدة الخزانة ولا جوازة الندامة !
 هو البعيد عن العين بعيد عن القلب و لا تتقل حبة تزيد محبة !