علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب


انتباه

علموهم صيد الرزق!

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 01 فبراير 2023 - 06:59 م

خير من أن تمنح من لا يقدر على تدبير غذائه سمكة كل يوم، أن تعلمه الصيد، ثم تدبر له شبكة أو صنارة، لا بهدف أن يوفر قوت يومه، وإنما ليستطيع أن يكسب، ويملك دخلا يعينه على مواجهة متطلبات الحياة العديدة، التى لا تقتصر على الطعام فحسب .

رغم أن هذه الصورة لمساعدة المحتاج قديمة، وراسخة فى الذاكرة، إلا أن التطبيق العملى لها، لا يتناسب مع أهمية وعمق المثل الذى يكثفها، من ثم فإن أى مسعى يتجاوز حدود مساعدة جائع بتقديم وجبة مجانية، أو كرتونة مواد غذائية، إلى تدريبه على اكتساب مهارة، أو تعلم حرفة، ثم دعمه ليبدأ مشروعا متواضعا، مع متابعته بالنصح والإرشاد لتصويب خطواته، وصولا لمساعدته فى تسويق إنتاجه، تلك المتوالية تمثل الجوهر الإيجابى لفعل الخير الذى يدوم، وتبقى ثماره يانعة، بل إلى ازدهار.

لعلها نقلة نوعية فى فلسفة العمل الأهلى، وتطوير  مفاهيمه، ذلك التوجه المتنامى نحو تبنى رؤية مغايرة تتجاوز فكرة المساعدة الإنسانية للمحتاج، إلى اعتماد محاور تصب فى خانة جذب الفئات المحتاجة لأن تنخرط فى أدوار إنتاجية تفيدها، وتضيف فى ذات الوقت إلى الجهود التنموية للمجتمع، مهما بدت بسيطة، فالقليل إلى القليل كثير.

توسيع دوائر الحماية الاجتماعية التى كانت تركز فى الغالب على المساعدة المالية المباشرة، أو بعض المساعدات العينية التى تساعد على الحياة فى حدودها الدنيا، لتصبح أكثر طموحا، وأن تهدف للاستثمار فى الإنسان وترقية مهاراته تدريبيا وتشغيلا، يعنى أن ثمة نظرة أشمل للإنسان الذى كان يمثل عبئا مستمرا، ليتحول إلى مواطن منتج، يشارك فى هموم مجتمعه، بعد أن كان بحد ذاته هما دائما لمن حوله.. أمر محمود أن يكون الأكثر احتياجا فى بؤرة اهتمام عام: حكومى، وأهلى، إلا أن الأهم فيما يميز المشهد الراهن أن يتجاوز الأمر مجرد النظر بعين العطف، يجب العمل وفق استراتيجية محددة البنود والتوقيتات على التمكين الاقتصادى لها.

هناك من تناسبه الصنارة، ومن بإمكانه التعامل مع الشبكة، المهم أن يكف عن انتظار طرق بابه كل يوم ليتلقف سمكة تسد رمقه ساعات، ثم يعود لينتظر.
علموهم صيد الرزق!
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة