خالد محمود
خالد محمود


خالد محمود يكتب : الكدوانى.. التاريخ فى انتظارك 

أخبار النجوم

الخميس، 02 فبراير 2023 - 09:46 ص

ينتمي ماجد الكدواني إلى مدرسة التلقائية في الأداء، وهي النموذج الأمثل بالنسبة لي، في إيماني بقدرة الممثل وإلهامه في الأداء وهو يغوص في الشخصية التي يجسدها، هكذا وقعت أثيرا لأداء توم هانكس عندما شاهدته بعمق في “فورست جامب” وتابعته أكثر في “Cast Away”، ليصل إلى قمة التلقائية، ليحجز له مكانة خاصة في صندوق إعجابي، كما وجدت كولن فاريل في “جنيات انشيرين”، وراسل كرو في “عقل جميل”، وأحمد زكي وهو يجسد “أحمد سبع الليل” في “البريء”.. وهكذا أجد أيضا الكدواني الملهم بتلقائيته وقد إزداد أدائه عمقا وبريقا وإبهارا .

وقفت أمام ماجد أولا وهو يقطر براءة وتلقائية في شخصية المجند الذي تضطره العائلة للأخذ بالثأر لوالده من صديقه في “عسكر في المعسكر”، تعامل بشفافية شديدة مع تلك الشخصية ببرائتهم التي كانت تحتاج لميزان حساس في التعبير عن المشاعر، أيضا في فيلم “أسماء”، عندما قدم شخصية مقدم برامج “توك شو”، لنرى المذيع الذي يلح على “أسماء” لتكشف سبب إصابتها بـ”الإيدز” أمام الناس، وهو يبحث عن مجد إنساني، في الحقيقة الشخصية لم يكن متوقعا أن يجيدها الكدواني، لكنه برع فيها وشكل أدائه وحضوره الطاغي للمذيع “محسن السيسي” نقطة فاصلة في العمل، وكأنه كان الحل لفك عقدة الدراما المركبة في إنتزاع إعتراف “أسماء” بمرضها أمام العامة على الهواء، والذي نجح فيه ماجد برسم ملامح خاصة بطريقة كلامه وعصبيته التي تقترب إلى حد ما من أجواء أدائه المميز في فيلم “678”، تلك النوعية من الشخصيات التي يبدو أنه وجد نفسه فيها.
أما شخصية “الشيف إبراهيم” في مسلسل “موضوع عائلي” فقد وصل الكدواني فيها إلى قمة التلقائية بالأداء، وتوغل إلى مشاعرنا لدرجة التوحد، وعشنا معه لحظات صمته وشجونه وحديثه الروحي، وانتقل الكدواني إلى عوالم من الأداء وكأنه كشف عن كل الكنز النابض بالفن، الأب والصديق، وتعامل ماجد مع المواقف كلها بتصرف إنساني خالص، كأنه واحد منا يعزف دائما على أوتار أمل دون أي افتعال، ونحن جميعا كنا معه داخل الكادر، اللمسة الكوميدية التي نشأ عليها فاضت بكوميديا ولا أروع دون “أفيه”، ترك من حوله يبدعون وينتزعون متاهات الزمن بإبتسامة رضا وطيب خاطر .
الكدواني أحد النجوم القلائل الذين اكتشاف ذاتهم من تلقاء أنفسهم، أدرك قيمة التغيير، أمسك بخيوط أطراف أخرى من الموهبة ليصنع تاريخ بعيدا عن “القولبة” التي وقع فيها كثيرون مما بدأوا بخط الكوميديا، ويضع نفسه في شخصيات أخرى ليغزل مؤسسة الموهبة، وتوليد تمرد بقدر ماهو ذكاء، هكذا فعل توم كروز عندما فتح كنز آخر دفين بداخله من الأداء في “الساموراي الأخير” و”العملية فاليري”، وقدم توم آخر بعيدا عن “إيثان هوك” في “مهمة مستحيلة”، وهو مافعله أيضا ليوناردو دي كابريو، عندما تخلى عن “روميو”، وفاجئ العالم بشخصيات أخرى مثل “جي إدجار” و” العائد” الذي فاز به على جائزة “الأوسكار”، وكذلك فيلم “الطيار”، وكذلك جيم كاري وقد بدى الأمر وكأن كل شخصية تطرق إليها أصبحت كلاسيكية، فقد كان كاري ونوعه من الفكاهة الجسدية اللطيفة محبوبين من رواد السينما الذين يوقنون أنهم سيتركون أحد أفلامه بإبتسامة على وجوههم، ومع ذلك تبين أن هناك ما هو أكثر لدى كاري من مجرد وجه مرن وشعار، أثبت كاري نفسه أنه ممثل درامي هائل أيضا وفاجئ الجمهور بأدوار درامية تألق فيها مثل “نعم رجل” و”باتمان للأبد” والرائع “ترومان شو” و”ماسك”.
تلك هي النقطة الفاصلة لإبداع خاص يعيش، والتي أمسك بها وآمن بها ماجد الكدواني.
وأنا أقول أن هناك كلاسيكيات ستبقى لماجد.. ولننتظر التاريخ.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة