جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

«منطاد» تائه.. أم جاسوس صينى؟!

جلال عارف

السبت، 04 فبراير 2023 - 07:59 م

كل القوى الكبرى تمارس أعمال المراقبة والتجسس على منافسيها، وأحياناً على حلفائها!!.. الصين كانت تفعل ذلك أيضًا، لكنها كانت فى فترة سابقة تركز على الصناعة والتطور العلمى والتكنولوجى حيث كان تركيزها على الصراع الاقتصادى مع أمريكا. فى السنوات الأخيرة اختلف الوضع بعد أن بدأت الصين تترجم نهضتها الاقتصادية إلى نفوذ سياسى وقوة عسكرية، وبعد أن أصبحت استراتيجية أمريكا تقوم على أن الخطر الصينى هو الأقوى حتى من روسيا، وبدأت الاستعداد للصراع القادم معها.

أزمة «المنطاد الصينى»، الطائر منذ أيام فى سماء أمريكا تعيد القضية إلى الأضواء. الخطورة ليست فى «المنطاد» فقط، فالمسئولون الأمريكيون قالوا إن ذلك حدث كثيرًا، لكنه هذه المرة بقى طويلًا فى سماء أمريكا، وحلق فوق مؤسسات عسكرية مهمة، وجاء فى وقت أزمة تتصاعد بين بكين وواشنطون مع محاولات لتهدئة الموقف كان من بينها زيارة وزير الخارجية الأمريكية «بلينكن»، التى كانت مقررة قريبًا وتم إلغاؤها بسبب المنطاد الصينى!

الصين - من جانبها - تقول إن المنطاد وصل بالخطأ و«لأسباب قاهرة».. لكن ظهور منطاد آخر فى سماء أمريكا الجنوبية يعقد الموقف أكثر. وأمريكا تترك المنطاد فى سمائها تحت المراقبة ولا تقوم بإسقاطه بناء على قرار جنرالات الجيش الأمريكى.. والسبب الذى أذيع أن إسقاطه قد يمثل خطرًا على المدنيين.. لكن قد يكون الهدف الأهم هو إنزال المنطاد سالمًا حتى يتم معرفة إمكانياته والكشف عن الهدف من إرساله وهل هو التجسس أم اختبار رد الفعل الأمريكى.. ولكل احتمال حساباته المختلفة.

الصين تتمسك براويتها، والإدارة الأمريكية تضبط رد الفعل فى حدود إلغاء زيارة وزير الخارجية التى تقول بكين إنها لم تكن على علم بها!! والجمهوريون فى الكونجرس وخارجه يطالبون بإنهاء سياسة التهدئة مع الصين. والخطر الحقيقى هو فى أجواء الحرب الباردة الجديدة، ومضى واشنطون وبكين فى الاستعداد لصراع يشتد يومًا بعد يوم. كل ذلك يجعل من منطاد تائه «كما تقول بكين»، أو مشبوه «كما تقول واشنطون» أزمة قابلة للانفجار!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة