الكاتب الصحفي عبد النبي النديم
الكاتب الصحفي عبد النبي النديم


عبد النبي النديم يكتب: شريف إسماعيل .. «دولة» في خدمة الوطن

عبد النبي النديم

السبت، 04 فبراير 2023 - 11:28 م

وداعا .. المهندس شريف إسماعيل، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية ، ودولة رئيس وزراء مصر السابق، ووزير البترول السابق.. رجلا وهب حياته وخبراته لوطنه، تولى المسئولية بدون تردد في مرحلة فارقة من عمر الوطن..


المهندس شريف إسماعيل .. من خبراء الغاز القلائل على مستوى العالم، تراكمت خبراته في مواقع المسئولية المختلفة بقطاع البترول، ذاع صيته بين أقرانه بالحكمة والخبرة والتميز في اتخاذ القرار، والسرعة فى إنجاز المشروعات، حتى اختاره وزير البترول الأسبق سامح فهمى ليكون وكيلا لوزارة البترول، ليتولى بعدها المناصب القياديه بالوزارة حتى أصبح وزيرا البترول ثم رئيسا للوزراء .. وكانت إسهاماته لها باع كبير في توفير الوقود للبلاد..


المهندس شريف إسماعيل أصبح من صناع القرار في مصر ، وتحمل المسئولية بتكليف من الرئيس السيسي وقاد الدفة في مرحلة فارقة من عمر الوطن، واجه التحديات ببسالة مقاتل، ونظرة خبير، وشجاعة مواطن أحب وطنه، وتولى المسئولية في صمت، وقبل التحدي بما يملكه من خبرات متراكمة محليا وعالميا، سخر كل إمكانياته في خدمة وطنه، في مرحلة فارقة، واجهت مصر فيها طيور الظلام، التي كانت تسعى لإسقاط مصر.


 منذ أن بدأ العمل في مجال البترول، لا يتحدث كثيرا، ولكن ترك إنجازاته هى التي تتحدث عنه، بعد أن حصل على بكالوريوس الهندسة قسم ميكانيكا قوى عام 1978 من جامعة عين شمس بتقدير عام جيد جدا، ثم التحق بالعمل بشركة موبيل للبحث والاستكشاف، فور تخرجه من الجامعة، ثم انتقل للعمل في شركة إنبي للبترول، الذي تدرج فيها حتى وصل إلى وظيفة مدير عام الشئون الفنية وعضو مجلس إدارة.


 ‏ونتيجة لإنجازاته الملموسة في مختلف المشروعات التي تولى مسئوليتها، أختاره المهندس سامح فهمي وزير البترول آنذاك، ليتولى منصب وكيل وزارة البترول لمتاب​عة عمليات البترول ووكيل وزارة البترول لشئون الغاز، ليتولى بعدها المهندس شريف إسماعيل رئاسة مجلس إدارة الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية إيجاس، ثم رئيس مجلس إدارة شركة جنوب الوادى القابضة للبترول.


 ‏وفي ظل الظروف الصعبة والاستثنائية التى كانت تمر بها البلاد، ونقص شديد في المنتجات البترولية والغاز الطبيعي بعد فترة التوتر التي مرت بها مصر، وبعد عودة مصر من قبضة الإخوان، كان لا بد من اختيار شخصية قوية لها ثقلها محليا وعالميا لتتولى مسئولية وزارة البترول، وتتمتع بالخبرة الكافية والقدرة على تخطي الأزمات التى تواجهها مصر لتوفير الوقود، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها مصر داخليا وخارجيا، فكان إختيار المهندس شريف إسماعيل وزيرا للبترول، في ‏16 يوليه 2013 ، حيث تم تكليفه بمسئولية العمل وزيراً للبترول والثروة المعدنية، ليبدأ وعلى وجه السرعة منظومة عمل للقضاء على طوابير السيارات أمام محطات تموين السيارات، والعمل على توفير الغاز الطبيعي، بعد أن عانت مصر لسنوات من نقص شديد في مختلف أنواع الوقود، وكانت خطوات مدروسة، وتحقيق قفزات سريعة بتوفير الوقود بأقصى سرعة من خلال تنظيم العمل بالداخل والتواصل مع الشركاء بالخارج واستيراد خام البترول وتكريره في معامل التكرير المصرية، واستيراد المنتجات من الأشقاء العرب من دول الخليج، والعمل في نفس الاتجاه إلى إعادة عمليات البحث والاستكشاف عن الغاز والبترول في مختلف إنحاء البلاد برا وبحرا، ليستطيع المهندس شريف إسماعيل بقيادة قطاع البترول الذي يتسم العاملين فيه دوما بالوطنية، والتفاني في خدمة الوطن، إلى إعادة الإستقرار في البلاد بتوفير المنتجات البترولية والغاز الطبيعى.

إنجازات مشهودة


 ‏وكانت إنجازات المهندس شريف إسماعيل وزير البترول مشهودة للجميع، وتمكنه من إعادة الاستقرار لسوق المنتجات البترولية والغاز الطبيعي، بالإضافة إلى التعامل مع الشركاء الإجانب وإعادة جدولة الديون للشريك الأجنبي وإعادة عجلة الإنتاج للغاز والبترول، وغيرها من الملفات التى نجح المهندس شريف إسماعيل في العبور بها إلى بر الأمان، كان للرئيس عبدالفتاح السيسي رؤية ثاقبة لاختيار المهندس شريف إسماعيل رئيساً لمجلس الوزراء في مصر في 12 سبتمبر 2015 ، والذي قام بتشكيل الحكومة الجديدة آنذاك، لتبدأ مرحلة البناء تحت إشراف مباشر من الرئيس السيسي.


 ‏كانت هناك ثلاث ملفات أمام المهندس شريف إسماعيل وتم التعامل معها بحرفية دولية ومفاوض قوي، يرتكن فيها على الدعم القوي من الرئيس السيسي، لتتم عملية ترسيم الحدود البحرية المصرية بشرق البحر المتوسط، وسداد ديون الشريك الأجنبي وإعادة الشركات العالمية للدخول في عمليات البحث والاستكشاف من جديد في مصر، وقد كان ليزف المهندس شريف إسماعيل إلى الرئيس السيسي إكتشاف أكبر حقل غاز في مصر ومنطقة شرق المتوسط ، وهو حقل ظهر، الذي حول مصر من مستورده للغاز الطبيعي إلى مصدره للغاز، وتدور عجلة الإنتاج في مختلف الحقول البترولية، ليتحقق الاستقرار الكامل لسوق البترول المصري، والعمل على توفير الغاز للتصنيع المحلي لتحقيق قيمة مضافة من خلال الصناعات المرتبطة بالغاز الطبيعي مثل صناعة البتروكيماويات والأسمدة، لتنطلق المشروعات العملاقة التى وضع حجر الأساس لها المهندس شريف إسماعيل.


 ‏ولكن .. مع انشغال المهندس شريف إسماعيل بالعمل تحت أمر الوطن على مدار الأربع وعشرون ساعة يوميا، تسلسل إليه المرض، الذي عانده رئيس وزراء مصر، وظل في منظومة العمل، حتى انهكه التعب، ليسافر إلى ألمانيا لإجراء جراحة دقيقة يعود بعدها وقد ظهر عليه آثار المرض، ليطلب من الرئيس السيسي أن يتولى المسئولية من يراه مناسبا بعد أن خانه المرض وترك آثاره جسده المريض، ولكن لم يتركه الرئيس السيسي يرحل، ليصدر قرار بتعيين المهندس شريف إسماعيل مساعدا لرئيس الجمهورية للمشروعات القومية الكبرى.


 ‏والمهندس شريف إسماعيل يعد من القلائل من رؤوساء وزراء مصر على مدار التاريخ، الذين نالوا شريف أن يطلق عليهم لقب«دولة» قبل لقب رئيس الوزراء، وذلك لحجم التحديات التي استطاع المهندس شريف إسماعيل مواجهتها، والمرور بالبلاد منها إلى بر الآمان.
ما سبق قطرة من غيث .. من رحلة شاقة قطعها المهندس شريف إسماعيل دولة رئيس وزراء مصر السابق ، رحلة مواطن مصري وهب حياته في صمت من أجل إستقرار الوطن، واحدا من أهم خبراء الغاز الطبيعي في العالم ليس في مصر فقط، نال احترام الجميع، كان يعمل في صمت، ورحل في صمت ، لتنعيه مصر كلها، عرفانا بدوره الكبير في إعادة الاستقرار للبلاد في مرحلة حرجة مر بها الوطن، فقد كان رجلًا من خيرة رجال مصر، تجسد فيه ضمير  الأمة المصرية، رجلًا عظيمًا، تحمل المسئولية في أصعب الظروف وأحلك الأوقات، وكان على قدر المسئولية الصعبة، ولبى نداء الوطن، وكان على قدر المسؤولية، بكل تجرد وإخلاص وأمانة ورغبة في العطاء، لا يبتغي أي شيء إلا مصلحة وطنه وشعبه.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة