هالة العيسوى
هالة العيسوى


من وراء النافذة

لا تصدقوا هذا المشبوه

هالة العيسوي

الأربعاء، 08 فبراير 2023 - 06:31 م

قبل ايام أطلق هذا الإسرائيلى المدعو إيدى كوهين قنبلته المشبوهة، فى تغريدة على حسابه فى تويتر ونشر بكل بجاحة صورة مزعومة لعقد امتياز ببيع أو تأجير قناة السويس لشركة إسرائيلية لمدة 99 عامًا. سرعان ما تلقفتها كافة منصات المعارضة المصرية فى الخارج بلا استثناء.

قليلون هم الذين نسبوا الوثيقة المزعومة لمصدرها الإسرائيلي، فيما تباهى الباقون بحصولهم على كنز معلوماتى خطير.

وفى حين تشككوا جميعًا فى مصداقية الوثيقة ورجحوا أنها مزورة، إلا أنهم بنوا عليها سيناريوهات افتراضية حول أسباب ظهورها فى هذا التوقيت، وعمّن أطلق هذه القنبلة الدخانية، ومصلحته فى نشرها متغافلين عن مصدرها الإسرائيلي، وعن غرضه من نشر الأكذوبة.

  فقط حين نفت هيئة قناة السويس المصرية صحة هذه الوثيقة رسميًا، تراجع  كوهين فى تغريدة تالية وكتب: « للتنبيه : العقد معى ويضم 94 صفحة تم إرساله لى من مصدر أجنبى ولا أعلم إذا كان مزورًا أو لا « للأمانة» !!!! 

أين كانت تلك الأمانة حين نشرت كذبتك واتهامك الصريح للدولة المصرية بالتفريط فى قناة السويس؟ ولمن؟ لشركة إسرائيلية؟ 

لعلم القارئ، ظهر هذا الـ «كوهين» فجأة  من لا مكان،  شخصية غامضة، القليل جدًا هو المعلن عن خلفيته، وهو ما روجه بنفسه عن نفسه، وهو أنه يهودى من مواليد  لبنان عام 1972، هاجر إلى إسرائيل فى 1985 بعد بروز حزب الله وقتل الحزب لوالده بسبب هويته اليهودية. كيف انتقل إلى إسرائيل ومن الذى ساعده، وكيف كانت سنواته هناك، إلى أن أكمل دراسته الجامعية، لا نعرف.  

فى السنوات القليلة الماضية  ظهر من العدم ، وتنقل ضيفًا على بعض القنوات التليفزيونية العربية، أو الدولية الناطقة بالعربية محللاً ومعلقًا على الشئون والأحداث العربية بوصفه صحفيًا مرّات وباحثُا بمركز بيجن- السادات للدراسات الاستراتيجية التابع لجامعة بار- إيلان حاصلًا على درجة الدكتوراة مرات أخرى. وأشهد أننى على مدى ثلاثة وأربعين سنة هى عمر متابعتى للصحافة الإسرائيلية لم أقرأ له تغطية صحفية أو تعليقًا أوحوارًا، ولم تتعد مساهماته الصحفية بضع مقالات رأى تعد على أصابع اليد الواحدة مؤخرًا. أما آخر مساهماته البحثية بمركز بيجين- السادات فيعود إلى منتصف عام 2021. من ذلك الحين ليست له وظيفة محددة معروفة، ولا تدرى أين يعمل الآن ولصالح من؟ لكنه تهلل فى تغريدة لاختياره من قبل القناة 14 وهى قناة تجارية موجهة لمشاهدى اليمين الإسرائيلى ليكون ضيفًا أسبوعيًا  بدءا من الشهر القادم لمناقشة أحداث الدول العربية. أما منشوراته البحثية بمركز بيجن- السادات فمذيلة بسطور تعريفية تنص على أنه خدم لمدة 15 سنة فى « مجتمع الاستخبارات الإسرائيلية». 

منذ بدأ نعيقه على «تـويتر»، اتسمت منشوراته بدعم الحركات الانفصالية والمعارضة،وتأجيج الخلافات، وإثارة الفتن والتحريض، والابتزاز والتهديد بفضح الأسرار التى يملكها عن القيادات العربية. اشتبك مع ضاحى خلفان واتهمه بالتورط فى قتل المبحوح، وبعد سجالات وصور وفضائح، قدم كوهين اعتذاره لخلفان بعد عقد اتفاق السلام مع الإمارات العربية. اتهم جبهة البوليساريو الانفصالية عن المغرب بغسيل الأموال فى أوروبا والارتباط بحزب الله، أوقع بين السعودية والسلطة الفلسطينية، وحرض على الأخيرة وبث كراهية السعوديين لهم.

ختامًا، لا بد أن يلفت انتباهك ذلك الغزل الصريح بينه وبين أيمن نور الذى كتب فى تغريدة: « إيدى كوهين متابع للشأن المصرى ويكشف لنا معلومات دقيقة وصحيحة عن الوضع فى مصر» ليرد كوهين المجاملة له بتغريدة تهنئة بانتخابه رئيسًا لاتحاد المعارضة بالخارج!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة