زينب إسماعيل
زينب إسماعيل


زينب إسماعيل تكتب: تتنفس الأرض.. فيكون زلزالا

بوابة أخبار اليوم

السبت، 11 فبراير 2023 - 10:49 ص

أحوالنا

أكتوبر الماضي كانت الذكرى الـ30 على وقوع أحد أكبر الكوارث الطبيعية التى شهدتها مصر وهو زلزال 1992 المدمر، والذى كان سبب فى مصرع العشرات وتشرد بسببه المئات جراء الخسائر التى تسبب فيها، استمر لمدة 30 ثانية تقريبا أي نصف دقيقة فقط! وخلال هذا الزمن  تسبب فى وفاة 545 شخصا وإصابة 6512 آخرين وشرد حوالى 50000 شخص أصاب معظم بيوت شمال مصر القديمة بتصدعات وبعضها تهدم.

وكان هو الأكثر تدميرا من حيث الزلازل التى أثرت فى القاهرة منذ عام 1847، وتدور الأيام وتزلزل الأرض زلزالها علي سوريا وتركيا وتشخص الأبصار ناظرة الي السماء من هول ما أصاب إخواننا هناك ونتابع جميعا عبر التلفاز سيل من المشاهد موجعة للقلب وصرخات لفلذات الأكباد الذين لا حول  لهم ولا قوة  - كلها تذكرنا بما حدث لنا منذ ثلاثون عاما مضت، ولكن هل تنفع الذكري بدون موعظة ! نعم وقوع الزلازل من الظواهر الطبيعية وفسرها ابن القيم بقوله: (ولما كانت الرياح تجول فيها (أي الأرض) وتدخل في تجاويفها وتحدث فيها الأبخرة وتخفق الرياح ويتعذر عليها المنفذ.

أذن الله سبحانه لها في الأحيان بالتنفس فتحدث فيها الزلازل العظام فيحدث من ذلك لعباده الخوف والخشية والإنابة والإقلاع عن معاصيه والتضرع إليه والندم).. نعم  كثير من الناس يعتبرون  وقوع الزلازل من الظواهر طبيعية ولا علاقة لها بأفعال الناس ومعاصيهم  ولكن رسول الله صلي الله عليه وسلم أخبرنا بقوله: لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل وحتى يكثر فيكم المال فيفيض)، وإن كانت الزلازل وتتابعها من علامات الساعة.. وإن كان الزلزال جرس يدوي في الكرة الأرضية حتي يتوب العاصي ويسكت الفاسد عن فساده ! هل تغيرت أحوال الناس في البلاد الي الأحسن وخاف من آيات الله  خاصة  أهل الرشوة و السرقة و النصب والاحتيال؟ أين نحن وأمامنا الدمار والذي أصابنا مثله.

ولا ندري ماذا ينتظرنا ! هل تدبرنا قول الله تعالي: (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ)، وقوله تعالي (أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ)، وقوله تعالي: (أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ).. ادعو الله أَن لا يأتينا الله بَأْسُنَا بَيَاتاً ونحن نَآئِمُونَ أو  نكون من القوم الخاسرون او الظالمون او نكون من اصحاب القرية التي بطرت معيشتها فيأتينا غضب الله ونحن نائمون و قال الله تعالى: (وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا) فهل خفنا من  الزلزال وهو آية من آيات الله وعدنا وأنبنا إلى الله ! لا نملك إلا أن ندعو الله مخلصين أن يرحم من ماتوا ويعجل بالشفاء من أصيبوا ،وأن يحفظنا الله من مفاجأت القدر التي لا يعلم توقيتها إلا هو.


    

  
 

  
 


 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة