عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

إحباط إخوانى!

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 16 فبراير 2023 - 08:25 م

كلام إعلام الإخوان الآن ينضح بالإحباط والإحباط الكبير الذى بات يسيطر عليهم..

وثمة أكثر من سبب لهذا الإحباط..

أولها تبدد الوهم الذى عاش فيه الإخوان قبل نهاية العام الماضى فى إمكانية حدوث تغير سياسى فى مصر يضع حدا لمحنتهم الحالية ويمنح المطاردين منهم فرصة الحياة الطبيعية الآمنة على الأقل ويعيد إحياء جماعتهم مجددا بعد ترميمها ومعها تنظيمهم الدولى، ليساعدهم ذلك على استعادة الحكم الذى طردوا منهم شعبيا فى مصر..

وثانى الأسباب هو احتدام الخلاف الذى نشب بين صفوفهم مع استمرار محنتهم واستفحال الانقسام بينهم والذى أخفقت كل المحاولات لاحتوائه والتخلص منه بالتوافق على قيادة واحدة لهم، أو على الأقل تخفيف حدته بوقف التراشق الحادث الآن بين الجبهات الإخوانية المنقسمة والتى تتنازع حاليا على منصب القائم بعمل مرشد الجماعة فى ظل غياب المرشد ومعظم قيادات الصف الأول للجماعة بسبب تنفيذهم أحكاما بالسجن. 

أما ثالث أسباب إحباط الإخوان، فهو يتمثل فى التغير الذى طرأ على مواقف بعض الدول التى كانت تمنحهم ملاذا آمنا وتوافقا على أن يتخذوا من أراضيها مواقع لمنصات إعلامية لهم يشنون منها هجماتهم الإعلامية..

فلم يعد إخوان الخارج الآن آمنين على أنفسهم وأسرهم وأغلبهم يجاهرون علنا بطلب العون للبحث عن ملاذ آمن جديد وبديل حتى لا يتعرضوا للطرد من البلاد التى يعيشون فيها الآن أو تسليمهم للسلطات المصرية. 

ثم يأتى السبب الرابع للإحباط الاخوانى وهو خسارتهم الرهان على الامريكان فى استئناف إدارة بايدن سياسة التغيير السياسى فى دول المنطقة من الخارج كما حدث فى ادارة اوباما ..

وبدلا من ان تتأزم العلاقات المصرية الامريكية كما كان الاخوان يأملون حدوث العكس وصارت العلاقات الرسمية بين مصر وأمريكا طبيعية وخالية من الأزمات التى كان يأملها الإخوان ويراهنون على حدوثها. 

كل ذلك أصاب الإخوان بالإحباط لأنه جعلهم يفقدون الأمل فى أن يستعيدوا قريبا أو على المدى المنظور ما فقدوه بعد الثالث من يوليو ٢٠١٣، أو على الأقل يستعيدوا الحياة الطبيعية العادية، بلا مطاردات أمنية أو الإلحاق بالسجون ..

غير أن هذا الاحباط الذى أصابهم لم يغيرهم أو يبدلهم .. فهم مازالوا ينتظرون أن تتبدل الأحوال ويستعيدوا ما فقدوه خلال السنوات التى خلت ..

ويعزز ذلك لديهم أنهم يملكون مالا غزيرا.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة