عــلاء عــــابد  رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب
عــلاء عــــابد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب


دولة المواقف: مصر

أخبار اليوم

الجمعة، 17 فبراير 2023 - 06:31 م

إذا كان المثل الشعبى يقول: (الناس مواقف) فإن الدول أيضًا كذلك!

لهذا، كانت مصر سبّاقة لمساعدة سوريا وتركيا، بجهود الإغاثة، إثر الزلزال المدمر الذى ضرب البلدين مؤخرًا، وهو أكبر كارثة إنسانية شهدها العالم خلال المئة عام الأخيرة،  بحصيلة من الضحايا تجاوزت 41 ألف إنسان، حتى الآن.

أرسلت مصر على الفور، بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، 5 طائرات عسكرية بمساعدات طبية للبلدين. وكان الفريق الإغاثى والطبى المصرى هو أول فريق وصل إلى بلدة «جندريس» بريف عفرين شمالى حلب.

وكذلك كان موقف معظم الدول العربية، وعلى رأسها دول الخليج والمغرب العربي، فقد شاهدنا «الفزعة الخليجية» الكبيرة، بلهجة أهلنا هناك، التى أبدتها السعودية والإمارات والكويت وقطر والبحرين وعُمان، لتقديم أوجه المساندة للمتضررين.

لقد كشفت هذه الكارثة معادن الدول، وفضحت بعض المجتمعات الغربية التى تدّعى الإنسانية، ثم تُبدى مشاعر الشماتة فى مآسى الآخرين.
كان موقف العرب ودول شرق آسيا وعلى رأسها الصين والهند واليابان، وحتى دولة بورما، مُشرّفًا، وعلى النقيض شاهدنا كيف نشرت مجلة «شارلى إيبدو» الفرنسية سيئة السمعة، رسمًا كاريكاتوريًا أظهر حجم الدمار الهائل فى تركيا وسوريا، مشفوعًا بعبارة غريبة لا تعبر عن أى تعاطف إنساني، وهي: «لا داعى لإرسال دبابات!».

لم يكن وقوع هذا الزلزال اختبارًا إنسانيًا لمن ابتُلوا بوقوعه فحسب، بل اختبارًا كبيرًا لمن لم يُبتلوا به، لإثبات إنسانيهم على أرض الواقع ولكن - مع الأسف- شاهدنا العكس تمامًا من دول عظمى لديها إمكانيات تفوق الخيال تخلت عن الضحايا، وفرّقت بينهم فى المعاملة الإنسانية، لمجرد أن هذا تركي، وذاك سوري!.

الرئيس الأمريكى بايدن أعلن أن المساعدات الأمريكية لسوريا ستُقدم إلى المناطق التى تضم من يسميهم «شركاء» مدعومين من واشنطن، ما يعنى أن هذه المساعدات لم يتم إرسالها إلا لدوافع سياسية.

كما قدمت بريطانيا 6 ملايين دولار فقط لإغاثة 23 مليون شخص ضربهم الزلزال، مقابل 2.3 مليار دولار فى صورة أسلحة لاستخدامها فى حرب أوكرانيا!

وكان الكاتب البريطانى المعروف ديفيد هيرست على حق تمامًا، عندما أكد فى مقال له مؤخرًا، أن زلزال تركيا وسوريا كشف «الوجه القبيح» لأوروبا والغرب عمومًا، وأثبت للعالم أن الغرب مهتم بالحرب والتدمير، لا التعمير.

الموقف الأوروبى كان مخزيًا، وبعد 3 أيام فقط من وقوع الكارثة، وفى اللحظة التى تحولت فيها عمليات البحث والإنقاذ إلى عملية انتشال بطيئة للجثث؛ فإن المأساة بدأت تختفى من العناوين الرئيسية لوسائل الإعلام فى أوروبا، الجار المباشر لتركيا.

حتى الأمم المتحدة لم تتحرك بسرعة لمواجهة آثار الزلزال، رغم أنها تتحرك فورًا لوقوع أى كارثة خارج نطاق الشرق الأوسط، الذى يتم التعاطى معه دائمًا بمعايير مزدوجة حتى فى الكوارث الطبيعية!

كما طالعنا اعتراف مارتن جريفيث، مسئول المساعدات فى الأمم المتحدة، بأن سكان شمال غرب سوريا محقون فى «شعورهم بالخذلان» بعد الزلزال المروع.

غير أن الأوان لم يفت بعد، فهناك نحو 26 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية، وهو رقم يوجب على المجتمع الدولى الوقوف صفًا واحدًا لمعالجة آثار هذه الكارثة، وتلافى آثارها على المدى البعيد.

وأخيراً.. لدى الأمة العربية موقف إنسانى مشرّف توحدت عليه لترسل للعالم رسالة واضحة وصريحة أن العرب أمة سلام وتراحم وليست أمة حروب ودمار.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة