يسرى الفخرانى
يسرى الفخرانى


فنجان قهوة

مِشوار إلى (تحت الربع) !

أخبار اليوم

الجمعة، 17 فبراير 2023 - 10:47 م

 فى يوم من الأيام اكتشفت الطريق إلى حارة (تحت الرَبّع)، كان شهر رمضان الكريم على الأبواب حين اقترحت زوجتى أن نذهب إلى هناك لكى نشترى فانوسا كبيرا ومجموعة فوانيس صغيرة ونعيش بعض من سيرة ورائحة رمضان.

 مضت سنوات، سنوات كثيرة وظلت أول زيارة إلى ( تحت الربع ) الذى دخلناه من ناحية باب الخلق .. زيارة لا تُنسى، كأننى اكتشفت بوابة سحرية منها نذهب إلى زمن آخر فيه أشياء منسية من تفاصيل رمضان الجميلة.

لا تفوت سنة إلا وذهبت إلى هناك، الدكاكين الصغيرة أصحابها على باب الله ينتظرون موسم البيع فى رمضان لكى يسددوا ديونا قديمة ويحتفظون بجزء من المال لبقية العام. 

حالهم رغم قلة الرِجل رضا، يعرضون على كل عابر فى الزقاق الطويل بضاعتهم بابتسامة، الزقاق عمره ما يقرب من ألف سنة حتى لو تغيرت ملامحه ألف مرة، يبقى طيبا عالق بالماضى فى اصرار على ألا يتوه، فى منتصفه باعة الفوانيس وسمكرية الصاج، فى مثل هذه الأيام سوف تجد أشياء كثيرة بسيطة وصغيرة تشتريها فى استمتاع بالتجربة، استكانات الشاى القديمة وأباريق الماء المصنوعة من الازاز المنفوخ والكنك النحاس والسبرتاية لزوم قعدة القهوة بعد الفطار وبراد الشاى الصاج الأبيض والفوانيس طبعا بكل أحجامها وأشكالها وعطارين يبيعون البخور والمباخر النحاس والفحم ولمبة الجاز بذكرياتها وإذا وصلت لنهاية الشارع فسوف تجد على يمينك زقاق تانى هو الخيامية، ويمكنك هناك بسعر بسيطأن  تشترى كم متر قماش خيامية وقطعا صنعت بإبرة وفتلة الخيام مكتوب عليها رمضان كريم ومرحب رمضان وأهلا رمضان مع صور ملونة لشخصيات فطوطة وبكار وبوجى وطمطم.

كما يمكنك أن تمد خطوتين إلى بوابة المتولى لتشترى شموعا مصنوعة فى ورش صغيرة بشغل ايد صنايعية محترفين، دستة شمع بجنيهات قليلة لكنها مثل كنز غال مفرح. 

زيارة ستعود بها إلى زمن هادئ وطيب وبسيط، وتعيش تجربة رمضان كاملة كأنك فى مسرحية لكنك جزء من أبطالها، ولن تفوتك كل أغانى رمضان وتواشيح النقشبندى.

وتعود إلى البيت ومعك حصيلة من زينة رمضان وبهجته، وهدايا لن تجدها إلا فى هذا المشوار المبهج خاصة هذه الفوانيس الصغيرة التى أنصحك أن تشترى منها عددا مضاعفا لكى تهديها إلى كل طفل محروم من فرحة فانوس رمضان .

 كل سنة وأنتم طيبون، ورمضان كريم على الأبواب بلمة العيلة والناس والصُحبة وأماكن مصر الحلوة .
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة