الطاعون الراقص
الطاعون الراقص


«هوس الرقص».. وباء غامض جعل الناس يرقصون حتى الموت

سارة شعبان

الأحد، 19 فبراير 2023 - 04:04 م

منذ مئات السنين، انتشر وباء غريب في أوروبا بالعصور الوسطى بداية من مدن في بلجيكا مرورا بهولندا على طول نهر الراين، حيث يُعرف باسم "هوس الرقص" أو "رقصة القديس يوحنا".

 

شهد عام 1374، أسوأ انتشار لهوس الرقص في العالم حيث نزل القرويون المتضررون إلى الشوارع بالمئات، ورقصوا على موسيقى لا يسمعها أحد. سواء كانت حركاتهم المتلوية تشكل رقصًا أو أي شيء آخر تمامًا، فإن المتضررين كانوا على ما يبدو في حالة نشوة، غير قادرين على التحكم في أجسادهم.

 

اقرأ أيضا:«حدائق هيليجان المفقودة».. كنز كورنوال السري| صور

 

وبحسب ما ذكرته موسوعة جينيس للأرقام القياسية، فإن المتفرجين تحدثوا عن المجانين الراقصين على أنهم متوحشون ومسعورون ومهلوسون، ورغم أنهم كانوا قادرين على النوم وتناول الطعام إلا أنهم كانوا يصرخون من الألم، ولكنهم لم يتمكنوا من التوقف عن الرقص حتى لم تعد أقدامهم الملطخة بالدماء قادرة على حملهم، وعندها انهاروا من الإرهاق.

 

استمر الهوس بالرقص لأسابيع وأثر على آلاف الأشخاص، وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة كانت لا تزال في كثير من الأحيان خارقة للطبيعة، فلا شك في أن ذلك قد حدث بالفعل، حيث توجد العشرات من التقارير المعاصرة التي كتبها الأطباء والمؤرخون والرهبان والكهنة تشير إليهم.

 

 

بدأ هذا الطاعون بالتحديد مع امرأة عزباء لا تزال هويتها غير مؤكدة، فبعد مشادة مع زوجها، بدأت الرقص في الشارع، واستمرت في القيام بذلك لمدة 6 أيام حتى أصيبت بكدمات. في تلك المرحلة، تدخلت السلطات وأخذتها بعيدًا إلى ضريح مقدس، ومع ذلك بعد أيام قليلة، أصيب 34 شخصًا برغبة لا يمكن السيطرة عليها لتحريك أجسادهم والرقص حتى سقطوا.

 

مع انتشار هوس الرقص، تدخلت السلطات مرة أخرى، لكن حلها كان له عواقب وخيمة، قرروا تشغيل الموسيقى للمساعدة في تخفيف التوتر، ومع ذلك، فقد عززت موسيقى تصويرية رغبة الناس في الرقص. 

 

في منعطف مذهل، قامت السلطات بعد ذلك بحظر الموسيقى وربط الناس بعربات، على أمل أن يخفف ذلك من رغبتهم في ممارسة الرقصة، ثم تم أخذ المنكوبين في الحجر القسري، مما ساعد في نهاية المطاف على تهدئة الهوس.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة