خالد محمود
خالد محمود


خالد محمود يكتب: مهرجان سينمائي عالمي بالإسكندرية.. ألا تستحق عروس البحر ؟

أخبار النجوم

الخميس، 23 فبراير 2023 - 03:13 م

هل تستحق الإسكندرية إقامة مهرجان سينمائى عالمىصص كبير ؟! الإجابة بكل تأكيد: نعم .
لكن كيف يتحقق الحلم؟، الإجابة: عندما نمتلك الإرادة، ويجب أن نمتلكها، والآن وليس غدا .

دعم مدينة الإسكندرية فنيا أصبح واجب مقدس، ومطلب حضاري مهم، حتى تشهد إقامة أعظم مهرجان سينما في العالم بما تملكه عروس البحر الأبيض المتوسط من هبات إلهية تاريخيا وجغرافيا بل وبشريا، فجمهورها العاشق للسينما بالفطرة شهد أول عرض سينمائي للأخوين لومير، فعندما اخترع الأخوان الفرنسيان أوّل جهازٍ لعرض الصّور المتحرّكة على الشاشة وأطلقا عليه تسمية “السينما توغراف” وهو أول جهاز للعرض السينمائي، ومنه اشتقت كلمة “سينما”، قدّما أوّل عروضهما في فرنسا، ثم اختارا الإسكندرية “عروس البحر المتوسط” عام 1896 لمكانتها الثقافية والاقتصادية العالمية، لتكون أوّل مكانٍ تعرض فيه أفلامهما خارج فرنسا، لتصبح ثاني محطة عالمية تقدم منها السينما إلى الجمهور، الذي مازال لديه شغف كبير بالسينما، خاصة شبابها، بدليل حالة الإقبال الكبير والشغف الذي تشهده عروض مهرجان الفيلم القصير، ويعكس ذلك الترابط الوثيق بين السينما التي انطلقت مرتبطة بفرنسا وبين الإسكندرية مدينة الفكر والثقافة والجمال عبر العصور، كما يعكس مكانة المدينة التي تعايش فيها مختلف الجاليات والجنسيات وتحتضن مختلف الثقافات.

صناعة السينما وإن كانت صناعة فرنسيّة، إلا أنّها أخذت الكثير من الإلهام من المجتمع المصري، وهذا موثق في فرنسا، وفي معهد لوميير، بما يعكس حجم الترحاب بفن السينما وتلقي الجمهور المصري والسكندري للعروض والأفلام وتفاعلهم مع هذا الكشف وتلك الأعمال، ما يترجم ذلك ما قدمه الأخوان لوميير من أفلامٍ عقب ذلك عن مصر، إذ أنّهما قاما بتصوير العديد من الأفلام في مصر والإسكندرية، منها فيلم كامل عن ميناء الإسكندرية، وآخر عن أبو الهول، ونزول الغلال، فكان ما وجداه في مصر مصدرا للإيحاء لهما وأحبا توثيقه وتقديمه في أعمالهما، كما أن هذه المدينة شهدت أول مجلة في السينما عام 1919، بعنوان “سينجراف جورنال”، وكانت شهرية وتصدر باللغة الفرنسية، الإسكندرية أيضا شهدت في عام 1907 صنع أول شريط سينمائي مصري حين قام المصوران الإسكندريان ذوي الأصول السورية والإيطالية، عزيز بندرلي وأمبرتو دوريس، بتصوير فيلم عن زيارة جناب الباب العالي الخديوي عباس حلمي الثاني للمعهد العلمي بمسجد أبي العباس.

وفي 1927 كانت البداية التاريخية الحقيقية للسينما المصرية، حيث تم إنتاج وعرض أول فيلمين شهيرين، هما “قبلة في الصحراء” و”ليلى”.. الإسكندرية كانت عاصمة للسينما ومركز ثقل لهذا النشاط في مصر ومنطقة الشرق الأوسط، حيث شهدت نشاطا انتقل في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي بالكامل إلى العاصمة القاهرة لعدة عوامل، منها الحرب العالمية الثانية، وما استتبعها من هروب الأجانب خارج البلاد أو توجههم للقاهرة، إلى جانب الإمكانيات الهائلة المتوافرة بالقاهرة آنذاك، ومنها انشاء استوديو مصر.

الإسكندرية بحق تحتاج النظر لها برؤية أخرى، تشييد قصر للمهرجانات، تحديث دور عرض  حقيقية، فهي لا تقل عن أي مدينة ساحلية مثل “فينيسيا” أو “كان” اللتان تملكان إثنين من كبرى المهرجانات السينمائية الدولية العريقة، وهل هناك أعرق من الإسكندرية وشواطئها وشوارعها، والمهم إمتلاك إرادة وعزيمة .

الإسكندرية تستحق اهتمامًا أكبر ف مسألة السينما، وأن توضع على خارطة المهرجانات الكبرى، وليست مهرجانات الفنادق والقاعات الصغيرة الفقيرة من تكنولوجيات العرض البديهية والغير قادرة على جذب الجمهور .

مناشدتي هنا لا تقلل من أهمية المهرجانات الأخرى مثل مهرجان القاهرة الدولي السينمائي، لكن علينا أن نساعد وندعم من وزارة السياحة أو المحليات أو دور العرض والموزعين، حتى تصبح الإسكندرية مكانًا يشع فنًا، فهي لا تحتاج الترويج وإنما تقديم منتج يضيف للرصيد التاريخي للمدينة، وهو ما يحتاج إرادة كافة الجهات على رأسها وزارات التنمية المحلية، والثقافة، والمحافظة نفسها، وأن يحلمون ويؤمنوا بحلمهم، ومدينتهم مثلما آمن شاهين بها وقدمها للعالم في “إسكندرية ليه؟” و”إسكندرية كمان وكمان” و”إسكندرية نيويورك”، وتوجو مزراحي، وبالطبع لوميير ومن قبلهم الإسكندر الأكبر .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة