الأربعاء، 01 مارس 2023 - 07:48 م

عام مجنون حمل العديد من المفارقات والتناقضات فى مسلسل غير متناه، حمل للعالم مفاجآت أقل ما يقال عنها إنها كوارث طبيعية وبشرية، حطمت آمال شعوب وقضت على أحلام العديد من البشر، التى يحتاج معها النهوض وإعادة التوازن لاستئناف الحياة عقود طويلة إذا ما كتب لهم العودة، بعدما تحطم العديد تحت طيات حروب وكوارث وفيروسات.

ومن بين اللحظات القليلة التى أبهجت العالم عن جدارة كانت مباريات كأس العالم الذى أخرج من ملايين المشجعين شحنات الهم والغم فربطوا أنفسهم فى فلك مباريات انقسم معها المشجعون فى صور من الخصوم لفرق حسب البلدان والأعراق امتدت لتشجيع أبناء قارة واحدة فى محاولة لخلق حالة تنسيهم ما تعرضوا له من مشكلات.

ولأن العالم قرية صغيرة زاد ارتباط الناس عبر كافة بلدان العالم بأمور مشتركة. وكما أن الكوارث يمتد آثارها لتعبر القارات، فكذلك الأحداث السارة التى انعكست فى مباريات استمتع بها الجماهير العربية على وجه الخصوص فى تمثيل فرق عربية بأداء مفاجيء ومشرف..

حتى نجوم الكرة  الذين شاركوا بالبطولة نجوما عالمية لا تعرف معهم ديانة أو بلد لترتبط بهم مشجعا نزيها، لا ترى فيهم سوى النبوغ والامتنان لأنهم قدموا لك متعة نادرة فى وقت الكل يبحث عن شيء يسعده، وأصبح التفاف الجماهير حول كافة مباريات البطولات الدولية أكثر إثارة حتى من تلك المحلية، حيث تتمتع باللعب والفن والهندسة والأداء العالى الذى يأخذ لرحلة من التشويق والمتعة، حتى التصويت على الفوز بأفضل لاعب على مستوى العالم..

تتحيز لهذا وتتمنى ألا يفوز ذلك لأنك اعتبرته البطل المفضل المستحق..

ليفوز مسيى بأفضل لاعب على مستوى العالم بعد رحلة من التنافس كنت فيها مشاركا دون أن تشعر، ليتم تتويجه للمرة الثانية على التوالى متألقا ثابتا على أدائه بالرغم من التقدم فى العمر، يعتبره الجميع أفضل لاعب فى تاريخ كرة القدم..

أسطورة بالأرقام والأداء.. رقما صعبا يخوض أكثر من ألف مباراة ويحرز حوالى ٨٠٠ هدف..

ليعلق على فوزه «بأنه عالم مجنون» حقق به حلما مجنونا بفوز بلاده الارجنتين ببطولة كأس العالم.. ويفوز هو بأفضل لاعب على مستوى العالم.. على قدر جنونه المبهج يواصل آخرون جنونا مأسوية.. فلا زالت الحروب مشتعلة والكوارث الطبيعية تحل بالعديد من البلدان، فى أمنية لعام متوازن بعيد عن الجنون.