وزير السياحة والآثار
وزير السياحة والآثار


يحل لغز أكثر من 100 هرم في مصر..

تفاصيل المشروع «المصري - العالمي» لاستكشاف الأهرامات وأسرارها.. صور

محمد طاهر

السبت، 04 مارس 2023 - 11:05 ص

مازال لغز الأهرامات يحير الكثير من العلماء ومازال البحث عن حل لهذا اللغز و محاولات فك طلاسمه واستكشاف أسراره مستمرة.

أعلن أحمد عيسى وزير السياحة والآثار مؤخرا عن تفاصيل نتائج أعمال مشروع استكشاف الأهرامات "ScanPyramids"، وذلك خلال المؤتمر الصحفي العالمي الذي عقده مؤخرا وأوضح أن هذا المشروع البحثي الهام بدأ عام 2015 واستمر حتى الآن، تحت إشراف وبالتعاون مع الوزارة ممثلة في المجلس الأعلى للآثار، وكلية الهندسة جامعة القاهرة، وأكبر الجامعات الدولية من فرنسا، وألمانيا، وكندا واليابان، وذلك بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية. كما تقوم لجنة علمية دولية برئاسة الدكتور زاهي حواس وعضوية كبار علماء الآثار المتخصصين في الأهرامات من أمريكا وألمانيا وجمهورية التشيك بمتابعة نتائج وعمل فريق العمل منذ عام ٢٠١٦وحتى اليوم.

وقد أعلن المشروع عام ٢٠١٧ عن وجود فراغ داخل الهرم، وهو الأمر الذي كان متوقع وجوده وتم التوصل إلى هذه الفراغات بعد ادخال جهاز تليسكوب بالكاميرا عند أحد الفتحات الموجوده عن مدخل الهرم والذي يأخذ الشكل الجمالوني، والذي أظهر هذا المسح عن وجود ممر يبلغ طوله ٩ متر، وعرض 2.10 متر ، وسقفه يأخذ الشكل الجمالوني، ويرجح أن هذا الممر وُجد لتخفيف الأحمال والضغط وربما عن ممر أخر تحته، وقد وُضع هذا الاستنتاج نتيجة وجود العديد من الأمثال المشابهة لمثل هذة الممرات، ومنها هرم ميدوم، وغرفة الدفن للملك خوفو والذي يوجد فوقها ٥ غرف لتخفيف الضغط.

كما أوضح الدكتور زاهي حواس أنه فور عرض تقرير مشروع سكان بيراميدز على اللجنة الدولية، توجه، على الفور، أعضاء اللجنة إلى الجهة الشمالية للهرم الأكبر للمشاهدة والمعاينة، على أرض الواقع، ما توصل إليه فريق المشروع البحثي من نتائج.

وفي عام 2017، كُشف من خلال المشروع عن وجود تجويف داخل الهرم الأكبر يصل إلى حجم طائرة تتسع لمئتي مقعد.

تاريخ استكشاف الأهرامات

وكان د. ممدوح الدماطي، وزير الآثار الأسبق قد عقد منذ سنوات وبالتحديد عام ٢٠١٥ مؤتمراً صحفياً  عرض خلاله تفاصيل المشروع المصري - العالمي لاستكشاف الأهرامات وأسرارها الذي أعلنت عن بدئه آنذاك وزارة الآثار لاستكشاف الأهرامات تحت مسمى "ScanPyramids" ويعتمد المشروع على استخدام أحدث التقنيات غير الضارة لاستكشاف الأهرامات وينفذ تحت إشراف ومشاركة وزارة الآثار المصرية وذلك بعد حصوله على كافة الموافقات والتصاريح المطلوبة واعتماده من اللجنة الدائمة للآثار المصرية وبالتنسيق مع كلاً من كلية الهندسة جامعة القاهرة ومعهد الحفاظ على التراث والابتكار"HIP باريس، وذلك بالتعاون مع العديد من الخبراء والباحثين العالميين في مجال الآثار من خلال فريق عمل مصري - عالمي من علماء وخبراء من مصر واليابان وفرنسا وكندا".

 د. ممدوح الدماطي

 

نظرية "نيكولاس ريفز"

وربما كانت نظرية عالم المصريات البريطاني "ريفز" - التي وافقت اللجنة الدائمة للآثار المصرية في جلستها الأخيرة على  المقترح المقدم منه بشأن الاستعانة بعدد من الأجهزة الرادارية في عمليات اختبار الجدران الداخلية لمقبرة الملك توت عنخ آمون، للتأكد مما إذا كانت لا تزال تحوي المزيد من الحجرات الخلفية غير المكتشفة من عدمه، والتي يعتقد في احتواء إحداها على مقبرة الملكة نفرتيتي - سببًا وراء محاولة د. ممدوح الدماطي وزير الآثار الأسبق استخدام التقنيات الحديثة لاستكشاف الأهرامات تحت هذا المسمى.

د. نيكولاس ريفز

أهرامات مصر

وكان د. ممدوح الدماطي وزير الآثار الأسبق قد أكد في تصريحات خاصة لنا أن ملامح المشروع المصري - العالمي لاستكشاف الأهرامات وأسرارها سيكون بدراسة كل الأهرامات وليس على أهرامات الجيزة فقط مشيرا إلى أن المشروع سيبدأ بدراسة هرمي دهشور كأول هرمين متكاملين ولأنهما أكثر إثارة من هرم ميدوم مشيرا إلي أن هرمي دهشور أنشأهم الملك سنفرو ولهم مدخلين مستقلين وممرين مستقلين وحجرتين لملكين أو لملك واحد وبعد دراسة هرمي دهشور سنستكمل استكشافات أسرار الأهرامات الثلاثة بالجيزة ثم هرم ميدوم بقرية ميدوم مركز الواسطى محافظة بني سويف ثم يليهم دراسة هرم زوسر المدرج بمنطقة آثار سقارة.

وأضاف "الدماطي" أن هناك رغبة في استكشاف هل هناك غرف أخري غير الموجودة بالهرم بالإضافة للتعرف على التطور الطبيعي للأهرامات بدءا من الهرم المدرج ثم مجموعة أهرامات الأسرة الثالثة والرابعة لتوضيح الأسرار الكاملة والكثيرة المنتظرة من الدراسات العلمية الحديثة ولنعرف أيضا كيفية بناء الهرم فمن خلال المشروع سنكتشف حجرات جديدة باستخدام التقنية الحديثة وبدون إحداث ثقوب بالهرم أو الإضرار به.

أهداف المشروع

ويشير الأثري حسين عبد البصير مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية ومدير عام منطقة الأهرامات السابق

إلي أن هناك أكثر من 100 هرم في مصر منها أهرامات الملكات زوجات الملك خوفو جنوب الهرم وزوجات منكاورع بالإضافة إلى أهرامات الجيزة وهرم هواره بالفيوم ودهشور وسقارة وأهرامات الكولا بأسوان والأهرامات الممتدة من أبو رواش شمالا إلى اللشت جنوبا، مشيرا إلى أن مصر مشهورة بالأهرامات التي تعد سر ولغز محير بالإضافة إلى توت عنخ آمون ومومياء رمسيس والأهرامات علم قائم في العالم ويلقي مزيد من الاهتمام بالخارج والمشروع ظاهرة أو تجربة مصرية خالصة يتم فيها الاستعانة بالأجهزة الحديثة القادمة من الخارج وهي خطوة جيدة ونعرف أن التجربة ستجد هجوما من البعض لكن لماذا لا نترك العلماء يعملون ويكتشفوا المزيد من أسرار الهرم ؟

د. حسين عبد البصير

وأوضح "عبد البصير" أن الهدف من المشروع هو دراسة الأطوال والارتفاعات والزوايا ودرجات الميل والزوايا المنكسرة لافتا إلى أن هناك أهرامات مبنية على زاويتين وأول هرم كامل في منطقة دهشور هو الهرم الأحمر أو الهرم الشمالي وصاحبه سنفرو والد الملك خوفو .. وهناك الهرم المدرج "زوسر" في سقارة وهو أقدم بناء حجري في التاريخ وهرم ميدوم غير الكامل في بني سويف والذي كان ينسب للملك "حومي" وأثبتت الدراسات الحديثة انتمائه للملك سنفرو والد خوفو، كما يستهدف المشروع بناء قاعدة بيانات للأهرامات لاستكشاف الأضلاع والمكونات المعمارية الداخلية للأهرامات من ممرات وحجرات وأنفاق ودهاليز وفتحات تهوية وعلاقتها بقصة خروج الروح، وذلك من خلال تكنولوجيا يابانية ومسح بالأشعة للتعرف على المكونات الداخلية للأهرامات.

ويؤكد عبد البصير أن تجربة الروبوت السابقة في عام 2002م أثبتت أن الفتحة غير ممتدة خارج الهرم وهي في الحجرة الثانية للملكة "غير واصلة للنهاية" وهذا معناه أن الملك لم يدفن في هذه الغرفة، مشيرا إلي أنه لا خوف من الشائعات التي تتردد بأن المصريون ليسوا من بني الأهرامات لأن الأهرامات تم بنائها في الدولة القديمة منذ حوالي 2500 سنه قبل الميلاد وبأيادي العمال المصريين الذين اكتشفنا مقابرهم. 

تنشيط السياحة

مشروع استكشاف الأهرامات وأسرارها الذي رحبت به بعض الأوساط السياحية أثبث أنه قادر أيضا علي إحداث ترويج حقيقي للسياحة المصرية حيث تتناول نتائجه جميع القنوات الفضائية والمحطات العالمية والصحافة علي مدار الساعة، مما يصب في صالح السياحة المصرية، وخاصة أن منظمة السياحة العالمية سبق أن منحت أهرامات الجيزة على جائزة أفضل عنصر جذب سياحي عالمي، لاسيما وأن المشروع وسيلة مهمة ومضمونة تساهم بشكل كبير في إعادة الترويج للسياحة في مصر في ظل وجود خبراء من كل دول العالم للمشاركة في تنفيذ هذا المشروع الضخم، فضلا عن أنه من الممكن عن طريقها اكتشاف آثار جديدة، كما أن ذلك يشجع عملية البحث العلمي، في الوقت الذي مازالت تشكل فيه أهرامات الجيزة لغزاً محيراً للباحثين والعلماء، علي الرغم من مرور آلاف السنين علي بنائها، وهناك كثير من التساؤلات حول تقطيع ونقل ملايين من الأطنان من الحجارة، وبناء أكبر معجزة معمارية عرفها التاريخ لمجرد أن تصبح قبوراً للفراعنة، أم أن هناك سراً وراء هذه الصروح مازال خافياً عنا في انتظار كشف جديد يرفع عنه الستار، وقد ثار النزاع أخيراً بين اثنين من الباحثين، حول نظرية جديدة تقول بأن فكرة بناء الأهرام جاءت من عالم النجوم، علي شكل نيزك سقط من السماء ويعتقد الكثير من علماء المصريات أن الفجوات الضيقة بغرفة الملكة بهرم خوفو ستلقي كثيراً من الضوء علي فترة بناء الأهرامات وعلي جهة دقتها في الاتجاه نحو النجوم. 

 

أقرأ أيضا : وزير السياحة يعلن مواعيد فتح متحف الحضارة خلال شهر رمضان

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة