دينا درويش
دينا درويش


عين ع بكرة

علاقة توكسيك

دينا درويش

السبت، 04 مارس 2023 - 08:23 م

تسيطر ثقافة الاستسهال بشكل مرعب على أبناء الجيل الحالي، وانتقلت هذه الثقافة من الطعام والشراب لتصل إلى العلاقات الإنسانية، فأصبح مبدأ التدمير هو  المسيطر على المشهد، ويوميًا نشاهد مئات المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو لقطع العلاقات والتسرع في اعتبار أي هفوة كارثة وتسمية العلاقة بأنها سامة أو كما يطلقون عليها «توكسيك»، المئات يخسرون أصدقائهم وتزيد حالات الطلاق والانفصال بشكل مرعب ويقاسي الأبناء من ويلات هذا القرار والسبب هو الاستسهال وسيطرة التخلي على المشهد تحت شعار «ما كل الناس على كده!»..

أصبحت الخلافات الزوجية التي لا يخلو منها أي منزل كارثة لا يجب إصلاحها وإنما ما يصح هو البتر!، ولأن الهدم سهل فأصبح القفز من المركب هو سيد الموقف لنرى آلاف السفن تغرق يوميًا حاملة الأبناء.. يحتاج الأمر إلى نقطة نظام فليس كل خطأ كارثي ولا يجب إطلاق لقب «توكسيك» على أي شخص ارتكب خطأ في حقك، وهناك العديد من الظروف التي تدفع الأشخاص لارتكاب الأخطاء في حق أقرب الناس لقلوبهم منها الاكتئاب ومختلف الأمراض النفسية..د

ومن يظن أن العلاقات قديمًا كانت قائمة على الإهانة والرضوخ مخطئ، فبالطبع كان يوجد العديد من المشكلات لكن كانت جميع الأطراف تسعى لحلها، واضعين نصب أعينهم هدف سامي هو أن تستمر الحياة.. العلاقات السامة استثناء وليست قاعدة، والبيوت تستمر بالتضحية والصبر، والصداقة تعني التغافل والتقبل، لكن إذا كنا سنعتبر كل مخطئ «توكسيك» فلا داعي لأن نصنع ذكريات أو نكون صداقات أو ندخل في علاقات جديدة تكون نهايتها مؤلمة ويحاسب عليها شخص آخر لا ذنب له لينتهي به المطاف في المستقبل القريب ويصبح «توكسيك».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة