هالة العيسوى
هالة العيسوى


من وراء النافذة

ساعات فى انتظار الزلزال

هالة العيسوي

الأربعاء، 08 مارس 2023 - 06:46 م

اكتمل القمر واستدار منذ أمس الأول، والأمس 8 مارس كان موعدنا مع تحذيرات العالم الهولندى فرانك هوجيريتس التى ملأ بها الدنيا صياحًا عن زلزال قد يصل فى قوته إلى 10 درجات بمقياس ريختر، وتنبأ بأنه سيضرب دول منطقة شرق المتوسط، سوريا وفلسطين وتركيا، وقد يصيب فى طريقه كلًا من لبنان ومصر.

 قوة الزلزال التى حذر منها الباحث الهولندى تعنى أنه سيكون مدمرًا، وأقسى من زلزال سوريا وتركيا الذى جاء بدرجة 7٫8 من مقياس الزلازل. أورثتنا تحذيرات الباحث الهولندى رعبًا فهو الذى تنبأ بوقوع زلزال تركيا الأخير، وقد صدقت نبوءته، لكن خانته حساباته حين تنبأ بزلزال تالٍ يضرب مصر فى الفترة ما بين 10 و12 من فبراير الماضي، ومرَت الفترة التى حددها بسلام. فهل تصدق نبوءته معنا هذه المرة؟

هيأت نفسي، وأعددت العدة التى نصح بها اليوتيوبر المصرى الدكتور أحمد إبراهيم المحاضر فى جامعات المملكة المتحدة، صاحب برنامج «علم تيوب» وجهزت زجاجة مياه، وكيس سكر للتزود بالطاقة أضفت بعض الحوائج البسيطة إلى «حقيبة الطوارئ» التى نصح بها أحد المعاهد التركية فى أعقاب الزلزال الأخير، فاستبدلت السكر بعبوات العسل، وأضفت بعض الضمادات والمطهرات، والملابس الخفيفة ،وبطانية خفيفة ومناديل مبللة بديلًا عن الصابون، وكشاف ضوئي، وبعض البطاريات لشحن الكشاف.

 انتابتنى الحيرة، هل سأتمكن من التحرك بحرية فى المنزل على أن احمل حقيبة الطوارئ لتصاحبنى فى كل انتقال؟ ظللت انظر إلى الحقيبة وأشفق على نفسى منها بعد أن ازداد وزنها نتيجة الإضافات الأخيرة وأصبحت عبئًا فى الانتقال بها مع كل حركة بالمنزل. أم ألزم مكانى بجوار مكتبى فى منطقة» مثلث الحياة» التى جاء ذكرها فى «علم تيوب»، أم اختبئ تحت المكتب؟ 

  لم أجد أيَا من هذه الأحوال مريحا أو عمليًا. فى النهاية وبعد مناقشات طويلة بينى وبين نفسى تخللها بعض السخرية منها، سلمت أمرى لله، وتحررت من الهواجس، إيمانًا بقوله تعالى « فالله خيرٌ حافظًا وهو أرحم الراحمين». توكلت على الله وجلست أكتب هذا المقال بعد فجر أمس ودخلت نمت.

فلو كنت تقرأ هذا المقال الآن، فهذا معناه أن نبوءة العالم الهولندي، كانت من قبيل الإنذار الكاذب، وحمدالله على السلامة وربنا يحفظ مصر وأهلها.

قطار قليوب

استيقظنا على خبر كارثة قطار قليوب المفجع الذى أودى بحياة أكثر من عشرة أشخاص حتى كتابة هذه السطور، بخلاف العديد من المصابين فى حالة حرجة. وحسب التقارير الأولية، تجاوز السائق السيمافور المغلق واستمر فى السير فدخل القطار إلى السكة المنتهية بتصادم الحماية فى نهاية السكة، وخرج الجرار والعربة الأولى عن القضبان نتيجة التصادم.


لو صحت تأكيدات الشهود أن السائق دخل المحطة بسرعة كبيرة دون أن يبطئ، يصبح من الطبيعى أن نتساءل عن حالته الذهنية والصحية أثناء القيادة، وعن إجراءات الفحص الطبى الدقيق والمشدد لقائدى القطارات التى أعلنها وزير النقل فور تسلمه مهام منصبه، وإثر عدد من حوادث القطارات نتيجة الإهمال وانعدام الرقابة. بما أساء لسمعة ثانى أقدم سكة حديد فى العالم. 

تفاءلنا بتعيين وزير النقل، وبإجراءاته الصارمة وكنا نأمل أن يكون آخر عهدنا بحوادث القطارات على يديه.

 الآن نتمنى ألا ننشغل عن الخطوط القديمة والتقليدية التى تخدم الملايين.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة