خالد محمود
خالد محمود


ام كلثوم ..وهوية المحبين

أخبار النجوم

الثلاثاء، 14 مارس 2023 - 07:37 م

لا أعرف ماذا أكتب عن أم كلثوم، هل اكتب عن الحياة التى كانت وراء تلك الأسطورة ، أم  الأسطورة في قلب الحياة.


الواقع أنني سأبوح بمشاعرى عنها فى قلب حياتى انا ، فكل غنوة استمعت إليها لتلك الأيقونة  تشكل حانة تسكرنى من صحوة أوقات صعبة ، تغفلني عن  لحظة  إحباط فى رحلة افكر فيها فى واقعى عندما يقسو على  ، تحنو على قلبى تحميى كسرته فى لحظة ضعف  ، تشعرني بأن قصص الحب التى مررت بها ولم تفلح ، لم أكن انا الطرف الوحيد  فى فشلها ، فهناك طرف أخر كان يغفل  دقات قلبى ، جعلتني أردد له " حسيبك للزمن..لا عتاب ولا شجن " .


فى فترة الإعدادية كنت قد أعجبت بفتاة جميلة ، لكنها كانت تنتمى لأسرة ارستقراطية محافظة لم أستطع أن ابوح لها بحقيقة مشاعرك   ، التزمت الصمت مكتفيا بنظرات الإعجاب  ، ادركت ان الشوق لم تكن له نهاية سعيدة ، وفى ليلة كنت انطوى فيها على مذاكرة درس فى مادة التاريخ،  سمعت أم كلثوم عبر جهاز تسجيل قديم وهى تغنى " بعيد عنك حياتى عذاب " كانت تلك هى المرة الأولى التى استمعت فيها لأم كلثوم بكامل وجدانى وتأثرت كثيرا عندما قالت " كنت بشتاقلك وانا وانت هنا بينى وبينك خطوتين شوف بقينا ازاى وفين ياحبيبى  " .


اعترف اننى تأثرت كثيرا ولا اعرف ما السبب عندما غنت  "افتكرلي لحظه حلوه
عشنا فيها للهوى ..وافتكرلي مره غنوة
يوم سمعناها سوى..خد من عمري
عمري كله ..الا ثواني اشوفك فيها..
الشوق اه من الشوق "
ربما لأننى تعاطفت مع تلك الحالة وصدق مشاعرها ، وقطعا دراما صوت أم كلثوم وإلهام موسيقى بليغ حمدى وشاعرية كلمات مأمون الشناوى كان لها تأثير كبير فى غزو وجدانى ، وتناسيت قصتى التى ربما عشتها من طرف واحد  ومن تلك اللحظة قررت اعيش واتعايش بعمق مع ام كلثوم ، ألجإ إليها وتلجأ إلى،  ففى كل غنوة يتجاوز  قلبى  ألم الحياة ، يحول كوابيسها إلى أحلام ، وما اجملها من أحلام.


اتوقف كثيرا عند " سهر الشوق فى العيون الجميلة وحديث فى الحب أن لم تقله أوشك الصمت أن يقول " .
توحدت  مع أغنيات أم كلثوم كثير من مفردات حياتى ، منها الصبر والتسامح وقوة الإيمان بأن نبضات قلبك مازالت تصارع اليأس مهما قست الايام وتصالح مع الزمن .


وانا اكتب هذه الكلمات تطوف بى كلمات  وموسيقى وصوت ام كلثوم "ودارت الأيام
ومرت الأيام ..ما بين بعاد وخصام ..وقابلته نسيت إني خصمته ..ونسيت الليل اللي سهرته ..وسامحت عذاب قلبى وحيرته ..ما أعرفش إزاي انا كلمته "
كم كان تلك الكلمات بمثابة أعظم مشاهد الرومانسية ، التى يسامح فيها نصف  القلب نصفه الآخر ويتطهر من قسوة المحب من أجل الحب ، وانتم تعرفون مثلى ماهو حال المحب والعاشق وظلم الحب لكل أصحابه والعاشقين دابوا ما تابوا. .اللي بيشكي حاله لحاله ..واللي بيبكي على مواله ..أهل الحب صحيح مساكين.. صحيح مساكين.


ساهمت ام كلثوم فى بلورة هوية المحبين بغنائها ، مثلما ساهمت فى بلورة المجتمع المصرى اجتماعيا وسياسيا ، على مدار سنوات متعددة  لدرجة أن لقبت  ب" صوت أمه"، كما سمتها الباحثة الأمريكية فرجينيا دينلسون.

اتذكر لوحة الفنان المصرى صلاح عنانى التى أطلق عليها مائة عام من التنوير فى مصر ، توسطت أم كلثوم تلك الصورة تقف على منصة أعلى من جميع الرجال ، تعبيرا عن تأثيرها فى مسألة تنوير القلوب والتمسك بعزة الحب والسمو به .


شكلت أغنيات كوكب الشرق وجدان الفرد والجماعة  ، وجعلتها قادرة على المواجهة والحلم وحدت الشعور فى مواجهة أطلال الهجر و جراح الغدر ، اتذكر المخرج الفرنسي كزافييه فيلتار الذي قدم   فيلمه (أم كلثوم ، صوت القاهرة)امتلأت قاعة العرض بـ مشاهدون يعرفون أم كلثوم عن كثب ويحفظون أغانيها ، كبار وصغاراً في السن ،  ، الهرم الرابع ، بسر صوتها وشخصيتها معا كما يقول المخرج. وكيف تداخلت مشاهد السيرة الذاتية مع سيرة وطن
ويتطرق الفيلم بالتأكيد لوقع أغاني أم كلثوم على المجتمع المصري والعربي وتأثير أغانيها على الشارع المصري  كما يحلل نفسيا كيف أزالت أم كلثوم الهوة بين الطبقات الاجتماعية في العالم .. سحر صوتها العمال في فرنسا وكذلك الرئيس شارل ديجول وأميرات العالم وفلاحيه.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة