خالد محمود
خالد محمود


مشهد أخر

«الكرة» منتهى الدراما

أخبار النجوم

الخميس، 23 مارس 2023 - 11:25 ص

قبل بدء مباراة ريال مدريد وبرشلونة، علا صوت الجمهور يغنى لنجومه بالمدرجات، كمشهد تمهيدى قبل نزول تتر المقدمة لدراما الكلاسيكو، واعدًا نفسه بمشاهدة ممتعة تخطف أنفاسه وتهز وجدانه، وجاءت اللحظة التى بدأ فيها سيناريو المباراة، الكل تقمص دوره وشخصيته، تحاور اللاعبون بالكرة، ونظراتهم مليئة بتعبيرات يسودها التحدى فى الإبداع على أرض الملعب، الحلقة الأولى من الشوط جاءت إلينا بمشهد ساخن خطف الانتباه واستدعى آهات إحراز الهدف الملكى، تلك اللحظة التى صاغها القدر الذى يلعب بحق دور المخرج ليبدأ الصراع مبكرًا .
وقف الطرف الآخر البرشلوني فى إصرار لرد الهدف دون أن يقبل الهزيمة فى حبكة عظيمة، حيث لم يشأ ذلك القدر “المخرج” أن ينهى الحلقة الأولى دون سخونة بإحراز هدف ليتعادل الطرفان .
وفى دراما المباراة يتبارى اللاعبون، كل يكشف عن نفسه، ولأننا نشاهد مباراة امتزج فيها الواقع بالخيال، وقبل حلقة النهاية أحرز لاعبو الريال هدف، ثم يلغى بتدخل “الفار”، لنفاجأ بقمة الدراما وذروتها بإحراز برشلونة هدف ويتوج بنتيجة المباراة
دون شك كرة القدم فن كبير، لغة الدراما فيها عالية، التمثيل فيها يجمع كل الألوان، واقعى وفانتازى وخيالى، تشبه بحق دراما المسلسلات على الشاشة، وقد مهدت بحق تلك المباراة الممتعة لمارثون أكبر، نأمل أن يكون هو الآخر مبهرًا يظهر فيه اللاعبون على الشاشة مهاراتهم وهو مارثون دراما رمضان، فهل سنرى مفاجآت ممتعة مثل التى شاهدناها، من يتسيد الملعب، من سيكون رجل المباراة الكبرى، ونجمة الإبهار والإبداع والتألق، من سيقوم بدور فينيسيوس ويبهرنا بمراوغاته فى الأداء، من سيخطف العين على طريقة بنزيمة، ومن سيصمد أمام صد ضربات المواقف الصعبة مثل كورتوا، من يتألق مثل رافينيا، وليفندوفيسكى، وجافى، وفرانك كيسى، واراخو، وكيسين .
من بين فرق سباق دراما رمضان ستكون فى حالة النشوة تلك مثلما وضعتنا مباراة الكلاسيكو، ليس مهمًا من سيتوج بلقب الأفضل، بقدر أن تكون هناك حالة استمتاع بالأداء والمهارات، وأن تكون هناك دراما قوية على مدار الحلقات، دون وقوع للإيقاع أو الملل، وخاصة فى حلقات المنتصف، فكما شاهدنا فى المباراة خط الوسط هم ضباط  الإيقاع الحقيقيين الذين لن يسمحوا بأى لحظات بطء، وكانت أنفاس الجمهور لاهثة طوال الوقت .
فى مباريات الدراما مثل الكورة، هناك من يدافع عن تاريخه، اسمه ومكانته، وهناك من يهاجم متمسكًا بفرصة إحراز هدف جديد يضيف إلى جماهيريته ورصيده، وهناك الجناح الطائر الذى يسعى بشغف لوضع بصمته فى إحراز ذلك الهدف، وتلك الأجنحة وجودها مهمًا للغاية  فى صناعة النجاح.
ايضا لا ننسى “الكوتش” أو المخرج المسؤول عن ظهور المشهد برمته، وكيف يقرأ مناطق قوة لاعبيه وأبطاله ليبرز إبداعهم، ويكون بمثابة الملهم الذى يوحى للجميع بقيمة المباراة  حتى يستمتع الجمهور واللاعب أيضًا   .
أعتقد أننا فى مارثون الدراما سنشاهد ريال مدريد وبرشلونة، وليفربول أيضًا، وسنشاهد من هم على شاكلة مانشستر سيتى، والميلان وروما، وفى الصورة الأهلى والزمالك وبيراميدز والاسماعيلي وسموحة.  فالشاشة هذا العام تتسع للجميع.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة