الخميس، 23 مارس 2023 - 07:38 م

مثلما كان شهر رمضان عام ١٩٧٣ مهما فى تاريخ المصريين فإن رمضان عام ٢٠١٣ كان مهما أيضا..

فقبل حلول شهر الصيام بأيام قليلة تجاوزت قليلا الأسبوع كان اليوم المشهود، يوم ٣٠ يونيو الذى دعت حركة تمرد المصريين للخروج الى الشوارع والميادين للتعبير عن رغبتهم فى إنهاء حكم الإخوان ..

وراهن الإخوان وقتها على أن يُحد انشغال المصريين بالاستعداد لاستقبال شهر رمضان من أعداد المتظاهرين..

غير أن ذلك لم يحدث وخرج الملايين فى طوفان بشرى ضخم يطالبون بإسقاط حكم المرشد..

ومع اقتراب حلول شهر الصيام راهن الإخوان مجددا على أن يفتر حماس المتظاهرين وتقل أعدادهم، لتنفض المظاهرات مع بدء أيام هذا الشهر..

وهذا يفسر رفضهم الاستجابة للمطلب الشعبى  بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، بل ورفضهم حتى اقتراح القيادة العامة للقوات المسلحة بإجراء استفتاء شعبى على الانتخابات الرئاسية المبكرة وقبولهم فقط إجراء تغيير للحكومة، فى محاولة لاستهلاك الوقت حتى يحل شهر رمضان الذى راهنوا على صعوبة استمرار المظاهرات والاعتصامات فيه! 

غير أن رهان الإخوان ثبت فيما بعد أنه كان رهانا فاشلا وخاطئا تماما..

صحيح ان القوات المسلحة لم تتأخر فى الاستجابة للمطلب الشعبى الذى أجمعت عليه الملايين فى الثالث من يوليو وقبل أن يبدأ شهر رمضان إلا أن قائدها الفريق السيسى وقتها طالب عموم المصريين  يوم ٢٦ يوليو فى منتصف شهر رمضان بالخروج للشوارع مجددا ليؤكد للدول الغربية وأمريكا أن التخلص من حكم الإخوان كان بمثابة رغبة شعبية جارفة وملحة وكان لا يمكن للقوات المسلحة أن تتجاهلها أو تغض البصر عنها..

وقد جاءت الاستجابة الشعبية كبيرة لهذا الطلب..

ورغم مشقة الصيام خرجت الملايين مجددا الى الشوارع والميادين بأعداد تفوق الأعداد التى خرجت يوم الثلاثين من يونيو لأنهم كانوا يدركون أنهم لا يواجهون الإخوان وحدهم والجماعات المتطرفة والإرهابية المتحالفة معهم وإنما يواجهون أيضا تلك الدول التى أرادت أن تفرض علينا حكم الإخوان على غير إرادتنا..

لذلك لم ينصرفوا ويعودوا إلى منازلهم لتناول طعام الإفطار مغرب هذا اليوم وإنما آثروا البقاء وتناول إفطارهم فى الشوارع والميادين..

وقد وصلت رسالتهم واضحة قوية لداعمى الإخوان وقتها، فقد كان يوما رمضانيا مشهودًا مهمًا فى تاريخنا.