الجمعة، 24 مارس 2023 - 09:00 م

أرجو أن نستثمر شهر رمضان الكريم فى تغيير حياتنا وتنقيتها من شوائب كثيرة عالقة فى أرواحنا على مدار العام، هذه استراحة محارب استثنائية للتأمل فى أنفسنا، المشاوير اليومية الطويلة والبعيدة والمزدحمة بالأحداث والصراعات تجعلنا لا نملك الوقت الكافى لكى نزيل الغبار من الروح والخوف من النَّفْس.

أعرف أن الأمر ليس بالسهولة التى أكتب بها لكنها على الأقل تجربة سنوية مهمة تستحق أن نتحمس لصناعة بداية جديدة منها.

ما أجمل البدايات رغم صعوبتها وما أجملها رغم رَهبَتنا الدائمة من التغيير والمُضى عكس طريقنا اليومى المعتاد، لكن زَهوَة الحياة ورونقها لا تعود إلا بالمغامرة.

لا توجد مغامرة مَحسوبة لكن توجد مغامرة مَدروسة، تُصنَّع بما نَملك من حلم وأمل ومعلومات.

وأنا على يقين أن داخل كل إنسان مغامرة مَدروسة وحلماً مؤجلاً وأملاً لم يُستغل بعد.

مَتى نمنح أنفسنا فرصة هادئة لكى نتأمل ذَاتنا بحبً فنعرف مانملك من إمكانات وفرص لا ندركها؟

كم نحتاج إليّ هذه الهدنة التى تملأ القلب بهجة وتعطى الأيام درسا أنها يمكن أن تكون أفضل وأكثر جودة.

يقينا نحن نملك ولكن لا نعرف !

نملك أشياء كثيرة من الله لكى نصنع بها دنيا الله الأجمل !

من يبدأ؟ من يقرر أنه جدير بفرصة التغيير فى أيام رمضان؟

كل يوم من أيام رمضان تشبه لقطة قصيرة فى فيلم، إذا صُنعَت اللقطة الجيدة فى يوم فإننا نضمن فى آخر الشهر فيلماً مبهراً يحكى قصة تغيير حقيقى إليّ الأفضل.

خَلقنا الله حبا، ولأن الحب عَدْل، فأنا على يقين أننا جميعا نملك فرصاً متساوية لتغيير حياتنا إلى الأفضل وتحويل أيام اليأس والبؤس إليّ أيام من الطموح والبهجة.

لا تفوت الفرصة.

تسامح مع نفسك وتصالح معها، لكى تعيد تجديد طريق الرحلة، كل يوم اكتسب المزيد من النقاء وافقد الكثير من الخوف والأنانية والغضب.
واجعل رمضانك أجمل بك.