عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شئ من الآمل

عبدالقادر شهيب يكتب: مواكب الوداع

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 30 مارس 2023 - 08:42 م

فى السنوات الأخيرة صار حضور الجنازات والعزاءات من الشخصيات العامة أو التى كانت يوما سابقا عامة يحظون باهتمام الإعلام ونشطاء التواصل الاجتماعي.. ولم يقتصر هذا الاهتمام على الرصد والتسجيل بالكاميرات لطريقة استقبال الناس لهم، وإنما امتد إلى محاولة استخراج واستنتاج دلالات ومعاني سياسية لمشاركتهم  فى هذه الجنازات والعزاءات وللطريقة التى استقبلهم الناس بها.. وهكذا بدا الأمر حاليا وكانت ساحات العزاء عندنا والجنازات قد صارت مؤخرا ساحات للسياسة وأفعالها خاصة أنها تشهد عادة احتشادا جماهيريا إذا كان المتوفي من الشخصيات العامة أو مسؤلا سابقا أو كان قريب الصلة بدوائر مسؤلة.

وفى تاريخنا الحديث يمكن أن نرصد كيف كانت السياسة حاضرة فى بعض الجنازات والعزاءات.. فمثلا الاحتشاد الجماهيري فى جنازة النحاس فى منتصف الستينيات كان بمثابة مفاجأة لها دلالات سياسية وقتها لأن النحاس كان بعيدا عن الحكم والعمل السياسى لسنوات منذ قيام ثورة يوليو وحزبه كان قد تم حله مع بقية الأحزاب المصرية فى الخمسينيات.. أما جنازة عبدالناصر فى بداية السبعينيات فقد تفجرت بالعديد من الدلالات السياسية بسبب الاحتشاد الجماهيري الهائل الذى شهدته، الأمر الذى لفت الانتباه من قبل العالم وليس مصر وحدها، لأنها عكست بوضوح المكانة التى مات وهو يحظى بها لدى عموم المصريين، رغم الهزيمة العسكرية فى يونيو ٦٧ التى تعرضت لها البلاد وهو فى قمة الحكم.. بينما شهدت جنازة اللواء عمر سليمان هتافات ممن احتشدوا للمشاركة فيها ضد الرئيس الإخواني محمد مرسي الذى لم يشارك فيها وقادها المشير طنطاوي وقتها، مع أن ذلك حدث فى بداية الحكم الإخوانى. ولم يكن قد خاض صدامات مع المعارضة أو ظهرت مظاهر إخفاقه وفشله وعجزه. 

وهكذا.. كانت السياسة حاضرة فى العديد من جنازات وعزاءات شخصيات عامة عديدة فى تاريخنا، ولعل ذلك يفسر اهتمام الإعلام ونشطاء التواصل الاجتماعى حاليا بحضور الجنازات والعزاءات الآن.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة